فلسطين تطالب الإعلام العربى بالتركيز على "القدس" رغم الأوضاع الداخلية

فلسطين تطالب الإعلام العربى بالتركيز على "القدس" رغم الأوضاع الداخلية فلسطين تطالب الإعلام العربى بالتركيز على "القدس" رغم الأوضاع الداخلية
طالب الدكتور محمود خليفة، وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم الخميس، بمقر سفارة فلسطين لدى القاهرة، الإعلام العربى بضرورة التركيز على مدينة "القدس المحتلة" مهما كانت الأوضاع الداخلية وما يجرى فيها لتبقى القضية الفلسطينية فى الصدارة.

وأشار خليفة، إلى أن ذلك ضرورة خاصة بعد اعتماد القدس مؤخرًا عاصمة للإعلام العربى من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، من أجل مجابهة رواية إعلام الغرب وإسرائيل التى لا تفرق بين جنسية عربية بل يتحدث ويتناول صورة العرب ككل بغض النظر عن هويتهم .

وكانت قد عقدت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة لقاءها مع خليفة تطرق فيه بالحديث حول الوضع الإعلامى الفلسطينى على مر التاريخ وما يواجهه من عقبات فى الوقت الراهن من أجل توصيل الرواية الفلسطينية للعالم الآخر، اليوم الخميس، فى مقر المركز الإعلامى لسفارة فلسطين بالقاهرة بحضور عدد من ممثلى المنظمات الشعبية وحركة فتح واتحاد المرأة الفلسطينية والإعلاميين .

وافتتح اللقاء المستشار الثقافى للسفارة محمد خالد الأزعر، الذى رحب باسم سفير فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكى بالحضور مثنيًا على كتاب خليفة الجديد المعنون "الإعلام الفلسطينى..النشأة والتطور" واصفًا إياه بالمرجع الثمين الذى يؤرخ الحالة الإعلامية الفلسطينية والدبلوماسية المرتبطة بالإعلام وتأثير الإعلام الفلسطينى على الرأى العام العالمى؛ مؤكدًا أن الإعلام له دورا استثنائيا لأن الحالة الصهيونية قامت بالأساس بناء على روايتهم الإعلامية الدعائية المزيفة، وأن المعركة مازالت جارية أمام الإعلام الفلسطينى الذى يواصل توظيف أدواته تحت الحصار حتى لم تعد الرواية الصهيونية منفردة فى العالم الغربى أمام ترسانتهم الإعلامية الجبارة .

وردًا حول استفسارات الحضور حول كتابه الجديد؛ أكد خليفة أن الكتاب يكمل جهود من سبقوه فى محاولة للم شمل كل محاولات الإعلام الفلسطينى ما قبل وبعد النكبة حتى الانتفاضة الثانية وبناء الدولة الفلسطينية وذلك من أجل حصر الارث التاريخى من منجزات لكتاب وأدباء ومثقفين حفروا فى الصخر فى مراحل الثورة أمام الصراع مع المحتل الإسرائيلى، وأكد بقوله "إن فلسطين تواجه دعاية إسرائيلية أمام رواية فلسطينية فى ظل تقنيات واسعة وهائلة حتى لم تعد الحقيقة حكرا على أحد؛ وصارت المعركة والفلاح لمن يستطع أن يوصل روايته ليتمكن من التأثير فى الآخر".

وأكد خليفة، أن فلسطين تعد الدولة العربية الثانية التى انطلقت فيها الصحف اليومية والإذاعة المسموعة والإبداع السينمائى فى صيغته الأولى، وأن الإعلام الفلسطينى انطلق مذ عام 1908 وعانى كثيرًا من الانتداب البريطانى والعثمانيين، ورغم ذلك حافظ الإعلام الفلسطينى حينها على رواجه بالرغم من التغيرات الديموغرافية التى عانت منها فلسطين إبان ذاك من تيسير حملات للهجرة من قبل المحتل الإسرائيلى أمام تهجير أبناء البلدة. ورغم ذلك بعد النكبة لم يقف الإعلام الفلسطينى مكتوف الأيدى بعد أن خسر كل ممتلكاته فى حيفا، مما أسس نهضة إعلامية بعد 1948 فتحول الخطاب الثورى المقاوم إلى خطاب جديد يحمل قضية شعب، وحتى بعد الاتفاقيات السياسية صار هناك خطابا إعلاميا تنمويا مقاوم بصيغة أخرى للتركيز على بناء المجتمع والتعليم والثقافة والدولة.

وكان قد ثمن خليفة فى كلمة دولة فلسطين أمام مجلس وزراء الإعلام العرب قرار المجلس إعلان القدس عاصمة للإعلام العربى للعام 2016 فى دورته (47)، التى انعقدت فى القاهرة أمس الأربعاء.

وكانت وزارة الإعلام اقترحت الأحد الماضى على أعمال الدورة (87) للجنة الدائمة للإعلام العربى، اعتماد المدينة المقدسة أول عاصمة للإعلام العربى للعام 2016 فى رسالة حافلة بالدلالات، وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلى غير المسبوق الذى يستهدف تهويد المدينة، وبخاصة بعد انضمام المتطرف أفيجادور ليبرمان إلى حكومة نتانياهو باعتباره وزيراً للجيش، ما يعنى عمليًا المزيد من الحصار والتهويد واستهداف المقدسيين، حيث يأتى هذا الإعلان فى إطار الجهود العربية لضرورة الالتفاف العربى والإسلامى حول المدينة المقدسة من أجل مواجهة التصعيد الإسرائيلى المستمر والممنهج ضدها، وضد الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية.

وكان خليفة لفت الأنظار فى كلمته إلى المعاناة التى تتعرض لها القدس على أيدى الاحتلال من قتلٍ وتخريبٍ وتغييرٍ لمعالم المدينة وطرد أهلها منها، التى تعتبر أهم جوانبِ رسالتنِا الإعلاميةِ، والتى تشمل ما يتعرضُ له أهل فلسطين ومقدساتها الإسلاميةُ والمسيحيةُ فى القدس والخليل وبيت لحم وأريحا وفى كل الأرض الفلسطينية من انتهاكاتٍ متواصلةٍ من قبل احتلالٍ لا يحترم ولم يلتزمْ بأيةٍ مواثيقَ أو قوانينَ دولية. احتلالٌ كان ولا زال سبباً فى إشعالِ الكثيرِ من الحرائقِ فى جسدِنا العربى الواحد، شريكٌ للمتطرفين والإرهابيينِ.

وفى هذا الإطار دعا خليفة خلال بيان حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، إلى توفيرِ ِ أمانٍ إعلاميةٍ عربيةٍ للإعلامِ الفلسطينى وهيئةِ إذاعةِ وتلفزيونِ فلسطين، فى ظل التحريض الاسرائيلى المستمر والمتواصل، تَحمِلُ اتجاهين الأولُ دعوةُ كافةِ الاتحاداتِ والمنظماتِ الاعلاميةِ العربيةِ ومنها إتحادُ الاذاعاتِ العربيةِ وإتحادُ الاتصالاتِ، لتفعيلِ حراكِها على صعيدِ المنظماتِ الدوليةِ لتوضيحِ خطورةِ الممارساتِ الإسرائيليةِ وتحثُها على اتخاذِ الخطوات الجادة لمعاقبةِ سلطةِ الاحتلالِ وحمايةِ المؤسساتِ الإعلاميةِ الفلسطينية.

أما الاتجاهُ الثانى، إلى جانبِ اهتماماتها المُختَلِفة، دعوةُ كافةِ وسائلِ الإعلام العربيةِ لتكونَ الامتداد، بالتركيزِ على ما يَتعرضُ له شعبُنا ومقدساتُنا من ممارساتٍ احتلاليةٍ وعنصريةٍ وترانسفير. كما اطلع المجلس على جهود الوزارة بالتعاون مع نقابة الصحفيين والأطر ذات العلاقة لإطلاق حراكٍ دولى لإجبارِ سُلطةِ الاحتلالِ الإسرائيلى على وقف استهدافِ الصحافيينِ الذينَ ما يزال 19 صحافياً منهم فى سجونها.

وأكد خليفة، أنه لمواجهةِ إرهابِ الدولةِ الإسرائيلية وموجةِ التطرفِ والعنفِ الغريبِ عن ثقافَتِنا، ندعو إلى إطلاقِ عملٍ سينمائى عربى ضخمٍ ومشتركٍ فى الإطارِ العربى (عبر مظلة الاتحادات العربية الرسمية ومشاركة القنواتِ الخاصةِ)، يعالِجُ التصدى للإرهابِ، برؤيتين منفصلتين (الأولى): تبيانُ التداعياتِ الخطيرةِ له، والإشارةُ لجرائمِ الاحتلالِ الإسرائيلى التى تجاوزت فلسطينَ ووصلت دولاً عربية. (والثانية): تسليطُ الضوءِ على القواسِمِ المُشتَركةِ والروابطِ الأصيلةِ المُتفقِ عليها فى الثقافةِ والتقاليدِ العربيةِ وديننِا الإسلامى، لمحاصرةِ الفكرِ المتطرفِ الغريبِ عن ثقافتِنا العربيةِ الرحبةِ والسمحةِ، وتطويقِ ذلك الفكرَ بما هو عكسُه من قيمِ وحوارٍ وإخاءٍ وشراكةٍ وتسامحٍ ومصيرٍ مشتركٍ ولغةٍ وتقاليدٍ وغيرها، وإطلاقَ مَسردِ مصطلحاتٍ إعلاميةٍ يجرى تبنيهُ من جانبِ أكبرِ عدد ممكنٍ من وسائلِ الإعلام العربية، ومن خِلالِه يتمُ حظرُ الترويجِ لأفكارِ قوى التطرفِ والظلامِ، والتوقفِ عن المساهمةِ فى نشرِ مصطلحاتِها السوداء.

وفى إطارِ التأكيدِ على القرارات السابقةِ بخصوصِ خطةِ التحركِ الإعلامى العربى، دعا خليفة إلى ضرورةِ إشراكِ وتفعيلِ الملحقياتِ الثقافيةِ والإعلاميةِ العربيةِ المنتشرةِ فى أنحاءِ المعمورة، من خلال عقدِ الملتقياتِ التشاوريةِ على غرار ملتقى البحرين ومدِ قطاعِ الإعلام والاتصالِ فى الجامِعةِ بِمُخرجاتِها، ونحنُ على ثقةِ أنها ستُغنى الخطةَ بآلياتِ تحرك على غيرِ صعيد.

وعلى ضرورةِ أن تأخذَ القراراتُ المتعلقةُ بفلسطينَ وبشكلِ خاصٍ أسرى الحريةِ والقدس طريقَها للتنفيذِ ودعمِ المؤسساتِ المقدسيةِ لإسنادِ ما تقوم به من عملٍ متواصلٍ للحفاظِ على مقوماتِ الصمودِ والرباطِ فى وجه كلِ المحاولاتِ الإسرائيليةِ الاستعماريةِ لتغيير معالِمها الديموغرافية.


>بالفيديو والصور..تعرف لأول مرة على أهم صحف وإذاعات فلسطين قبل نكبة 1948

اليوم السابع