أخبار عاجلة

«أبوحشيش» قلعة صناعة صواريخ المعارك

«أبوحشيش» قلعة  صناعة صواريخ المعارك «أبوحشيش» قلعة صناعة صواريخ المعارك

كتب : عبدالفتاح فرج: منذ 1 دقيقة

شارع متسع تنتشر على جوانبه ورش ومحلات الثلاجات والغسالات المستعملة والأخشاب والألومنيوم تتوسطه قضبان سكك حديدية لم يسِر عليه أى قطار منذ ثورة يناير، ويقسم المنطقة إلى نصفين وفيها ترى الشىء ونقيضه؛ حيث تجاور العمارات العالية العشش الفقيرة. لا تمر 5 دقائق فى المنطقة دون سماع صوت انفجار أحد الصواريخ أو الألعاب النارية. وهو ما اعتاد عليه الأهالى لأنهم تعودوا على ما هو أخطر من ذلك وهو صوت الرصاص الذى يستخدم بكثافة خلال أى «عاركة»، حسب وصف بعض سكان المنطقة، يشكو سكانها من السمعة السيئة التى اقترنت بالمكان منذ عقود؛ حيث لا تذكر الجريمة أو البلطجة أو تجارة المخدرات دون ذكر المكان، وتعد «أبوحشيش» أكبر مصدر فى لتصنيع الألعاب النارية منذ أيام الاحتلال الإنجليزى، هذه الخبرة جعلت البلطجية بالعزبة والمناطق المجاورة يطورون من أدواتهم المستخدمة فى «الخناقات» ولم تكتفِ العزبة بما تنتجه من «البومب» أو حتى «المونة» التى يستخدمها البلطجية، بل تقوم الآن بإعادة تصنيع الألعاب النارية والصواريخ وتفريغها من محتواها وتجميعها مرة أخرى فى أشكال مختلفة.

بمجرد زيارتك للعزبة تتجه كل أنظار السكان إليك لأنك الغريب الوحيد وتقرأ فى أعينهم أسئلة تمنوا أن تجيب عنها: من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟ وماذا تريد؟

محمد عبدالمولى، 50 سنة، مقاول بناء من عزبة أبوحشيش، يقول: بعض شباب المنطقة يقومون بشراء صواريخ من أنواع «بكار» وصواريخ على شكل «تورتة» ثم يفرغون محتواها ويضيفون عليها مواد أخرى مثل مسحوق البارود الأبيض ومادة الكبريت، وأحيانا يضيفون عليها مادة الجبس الأبيض والفحم بجانب مسامير وحجر أحمر يأتون به من عطار بشارع بورسعيد خلف مديرية أمن القاهرة ثم يطحنونه فى بيوتهم، كل هذه المواد المتفجرة تركب بنسب معينة وتوضع فى علب كرتونية ويخرج منها خيط أو فتيل يتم إشعاله عند الاستخدام لتحدث هالة نيران كبيرة وصوت مرتفع جدا وتصيب العشرات.

مسجلون خطر يصنعون مواد شديدة الانفجار بمنازلهم.. وإصابة بعضهم بعاهات مستديمة

الغريب أن عددا كبيرا من سكان المنطقة أصيب إصابات بالغة وصلت إلى حد العاهات المستديمة. ليس على مستوى بعض الأشقياء فقط، بل على مستوى الناس العادية التى تتكسب وتعيش من وراء مهنة صناعة الألعاب النارية التى تنتعش فقط فى الأعياد. ليس هذا فحسب بل تقوم بعض سيدات المنطقة بتجميع تلك المواد شديدة الخطورة فى الغرف الضيقة التى يعشن فيها ويصنعنها ويبعنها إلى تاجر أكبر وهكذا.

بينما يقول محمد أحمد، صاحب ورشة ألوميتال بمدخل عزبة أبوحشيش من ناحية شارع السكة: انخفض عدد البلطجية فى العزبة بصورة ملحوظة منذ 10 سنوات بعد أن رحلوا عن المكان إلى محافظات أخرى، ويوجد عدد محدود منهم الآن، مجرد عشرات عبارة عن تجار مخدرات وبلطجية. أجهزة الشرطة تعرفهم بالاسم وقبضت على بعضهم وأفرجت عنهم مرة أخرى. وعندما تقوم الشرطة بعمل حملات أمنية إلى هنا يقوم الأهالى بمساندتها للقبض على المجرمين والمسجلين خطر؛ لأن عدد قوات الحملة قليل. ومنذ أسبوعين قامت المباحث بإلقاء القبض على أحد البلطجية فى مسكنه وفى حوزته صواريخ ومواد شديدة الانفجار. و«المكان اللى بيناموا فيه بيصنعوا فيه»، عزبة أبوحشيش هى المكان الوحيد بجانب الفيوم الذى يصنع به مثل هذه الصواريخ بعد أن يتم شراء بعضها من الموسكى.

الأهالى: خناقات يومية بين البلطجية بجميع الأسلحة وأدمنّا صوت الانفجارات

ويضيف: أغلب سكان المنطقة يعملون فى التجارة، خصوصا «الخردة والروبابيكيا والأدوات الصحية والأخشاب»، وفيه ناس هنا «مليونيرات» وفيه ناس حالتها تحت الصفر (أكتر من 80% من سكان المنطقة يعيشون تحت خط الفقر). أسر كاملة تعيش فى غرف ضيقة جدا.. هما شوية بلطجية وتجار مخدرات فى الحتة مشوهين سمعتنا لو مشيوا فى أى حتة هنستريح منهم، لأنه لا يمر يوم دون حدوث خناقات تُستخدم فيها الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف. نحن وأطفالنا تعودنا على ذلك وهذا بالنسبة لنا عادى جدا.

أخبار متعلقة:

وما مصر إلا «سوق سلاح» كبير

سوق المفرقعات و«السيلف ديفنس» تنتعش مع اقتراب تظاهرات 30 يونيو

«العكرشة».. خرطوش «صُنع فى مصر»

المولوتوف.. قنابل المعارك

باعة «قرن الغزال» يهتفون فى العتبة والأزهر: «السلاح الأبيض بينفع فى اليوم الأسود»

DMC