أخبار عاجلة

رحلة طويلة مع «الموت» على الطريق «القديم»

رحلة طويلة مع «الموت» على الطريق «القديم» رحلة طويلة مع «الموت» على الطريق «القديم»
تجمع مياه المطر يهدد بحوادث خطيرة.. و«النقل» يخالف القانون.. وسيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول بسبب الزحام ضابط مرور: الحوادث تقع يومياً.. وإمكاناتنا ضعيفة.. ولا توجد أوناش كبيرة لإزالة آثار سيارات النقل الثقيل

كتب : محمد الخولى وعبدالفتاح فرج منذ 36 دقيقة

الطريق قديم، يربط القاهرة بالإسكندرية ويمر بعدة محافظات، يعتمد عليه أهالى محافظات شرق وغرب ووسط الدلتا فى نقل بضائعهم والانتقال إلى العاصمة، مما يؤدى إلى ازدحامه بشكل كبير فى ظل عدم وجود بدائل أخرى له، يبلغ طوله حوالى 210 كيلومترات، يعانى من عدة مشكلات تؤثر على حياة المواطنين خلال سيرهم عليه، إنه طريق «القاهرة - الإسكندرية» الزراعى، الذى يربط العاصمة بعدد كبير من محافظات ومدن الدلتا. «الوطن» عاشت 10 ساعات على الطريق من بدايته حتى نهايته؛ لترصد أهم المشكلات وتأثيرها على السيارات، ومدى معاناة الناس اليومية.

بدأت الرحلة فى تمام التاسعة صباحاً من أمام محطة مترو شبرا الخيمة.

سيارات النقل الثقيل تهبط من الطريق الدائرى بثبات إلى الطريق الزراعى فى اتجاه بنها وتُحدث به ازدحاماً كبيراً وتغلقه فترة من الوقت بعد قدومها من اتجاه المرج ومحور 26 يوليو، يستمر الزحام حتى مدينة قليوب فتسير السيارات ببطء شديد، ومع ذلك يفضل سائقو سيارات النقل السير فى الحارة اليسرى من الطريق مخالفين بذلك القانون، وحينما تسير سيارة نقل ثقيل على يسار الطريق وأخرى على يمينه، ينغلق الطريق أمام السيارات الملاكى والأجرة التى تمر إلى جوارهما.

يبدأ الطريق فى الانفراج مع الوصول إلى كوبرى قليوب العلوى، تبدأ السيارات فى زيادة سرعتها ولا تمنعها فى ذلك فواصل الكوبرى المرتفعة، التى لم يمر على إنشائها وصيانتها سوى سنوات قليلة، بعد النزول من كوبرى قليوب، توجد بركة مياه كبيرة بنهر الطريق حيث لا توجد أى بلاعات أو فتحات فى الجوانب الخرسانية لتصريف المياه، مما يؤدى إلى بطء حركة السير على الطريق الزراعى مرة أخرى.

عدد من رجال المرور التابعين لإدارة المرور بمحافظة قليوب يقفون أمام الحادث حتى يفتحوا مجالا لسير حارة واحدة فقط، أحد الضباط رفض ذكر اسمه، أكد أن إمكانيات إدارة المرور التى يعمل بها ضعيفة ولا توجد أوناش كبيرة لإزالة آثار سيارات النقل الثقيل، ويوجد فقط أوناش صغيرة لإزالة آثار حوادث السيارات الملاكى، الضابط يتحدث بحسرة قائلاً «إحنا كل يوم لازم يكون فيه 5 حوادث على الأقل، وبنشوف مآسى وما بنقدرش نعمل حاجة».

استكمال الطريق نحو مدينة بنها لم يقل خطورة، فمياه المطر فى هذا اليوم كانت تغمر الطريق بلا صرف لها، وعادم كثيف ناتج عن حرق القمامة أسفل كوبرى بنها يمنع الرؤية.

الاقتراب من منطقة أبومشهور التابعة لمركز بركة السبع يظهر العيوب المنتشرة فى الطريق، التشققات تملأ الرصيف ومناطق محفورة ومتروكة فى وسط الطريق بلا صيانة، مطبات عالية جداً تعوق سير السيارات الملاكى المنخفضة قليلاً عن الأرض، وقمامة ملقاة فى وسط الطريق، ومناطق محفورة وغائرة تكسوها المياه لا يعرفها سائقو السيارات ويهبطون فيها بسياراتهم، ويوجد تقاطعات كثيرة تربط الطريق الزراعى ببعض القرى المجاورة على جانبى الطريق، التى امتد العمران فيها حتى وصل إلى حرم الطريق، فى هذا المكان تقع حوادث كثيرة جداً، طبقاً لروايات المواطنين، عمرو سليم، صاحب «سوبر ماركت» على الطريق الزراعى يؤكد أنه لا يمر يوم بدون وقوع حوادث يراها أمام عينيه فى هذه المنطقة، ويضيف «الفتحات اللى فى الطريق والتقاطعات بتسبب كل يوم حوادث، وآخرها حادث مروع مات فيه 6 أشخاص، وبعدها قطعنا الطريق وعملنا مطبات عالية عشان أرواح الناس ما تروحش هدر».

يضيف عبدالرحمن الشناوى، سائق سيارة ملاكى، غاضباً من وجود المطبات «أغرب مطبات شفتها فى حياتى، مش عارف إزاى الطريق السريع يبقى عليه مطب زى الجبل».

استكمال الطريق فى اتجاه كوبرى بركة السبع يكشف الكثير عن المخالفات الموجودة فى الطريق، الوصول إلى مدخل مدينة بركة السبع يستغرق وقتاً طويلاً، نظراً لتعطل كوبرى المدينة الذى حدث به هبوط مفاجئ فى أحد أجزائه، تمر السيارات على اتجاه واحد فقط، ذهاباً وإياباً، وتتكدس هذه المنطقة فى أوقات الذروة وفى يوم الخميس تحديداً.

الاتجاه نحو الطريق الجديد من «دفرة - كفرالزيات» يريح المسافرين قليلاً، لكن الإهمال طاله، فالمياه تملأه فى جميع منخفضاته، وأسفل نزلات الكبارى، الحوادث التى تقع لا يتم إزالتها.

بعد عبور وصلة «دفرة - كفرالزيات» تبدأ مساوئ الطريق تظهر من جديد، حيث يواجهك فى مخرج الطريق عدد من المطبات العالية التى تجبر السيارات على التهدئة لأقصى درجة، فى هذه المنطقة يبدأ الطريق فى الانكماش لوجود منطقة عمل، الغريب أن هناك حُفراً فى نصف الطريق من جهة اليسار ولا توجد موانع جيدة تحمى السيارات من السير ليلاً وخطورة الوقوع فى المنطقة التى تنخفض متراً عن الأرض، ويجاورها ترعة صغيرة، يقول إيهاب إسماعيل، صاحب كافيتريا فى منطقة التوفيقية بجوار منطقة العمل بالطريق «الناس دول شغالين فى الحتة دى بقالهم سنة، وما عملوش الرصيف، كل يوم ييجوا يشتغلوا وما فيش نتيجة بتظهر».

مواصلة الطريق فى اتجاه مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة حيث يبدأ الزحام، ويتوقف الطريق نظراً لوجود عشرات المطبات، وخاصة عند مدخل المدينة لوجود تقاطعات غاب عنها ضابط المرور فى ذلك التوقيت الممطر، هذه التقاطعات خطيرة جداً لأنها استكمال لطريق رئيسى يقطع الطريق السريع دون وجود كوبرى لمرور السيارات، على بعد أمتار تستقبلك الكثير من المطبات الأسفلتية والمعدنية عند جامعة دمنهور، هذه المطبات أنشئت حديثاً بسبب وجود الجامعة فى الجانب الآخر من الطريق، مما ترتب عليه تعرض الطلاب لخطر إصابتهم فى الحوادث، يقول الدكتور حاتم صلاح الدين، رئيس جامعة دمنهور فى محافظة البحيرة: هذه كانت مسئولية هيئة التخطيط العمرانى قبل إنشاء الجامعة، حيث كان من الأولى إنشاء كوبرى أولاً لمنع وقوع حوادث، من جانبه يؤكد اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة لـ«الوطن» أن هناك خطة تم البدء فيها لإنشاء كوبرى مشاة بطول 900 متر على هذه المنطقة، لحماية الطلاب والمواطنين من خطر التعرض لحوادث سير.

تنتهى رحلة «الوطن» لرصد المخالفات على الطريق الزراعى، فيما الطريق نفسه لا يزال يعانى من مشكلات يبدو أنه لا نهاية لها، طالما ظل المسئولون بمنأى عما يجرى على الطريق، لا يلتفتون له، ولا يتحركون لمعالجة المشاكل قبل أن تتسبب فى كوارث لا يعلمها إلا الله.

اخبار متعلقة

«القاهرة - الإسكندرية» الزراعى «اللى يروح ما يرجعش»

أينما تكونوا تدرككم «المقطورات»

الكبارى لا تستوعب الحمولات الزائدة والفواصل تصيب السيارات بـ«خلل التوازن»

اللواء يسرى الروبى: الحكومة أنشأت طريقاً مخالفاً للمواصفات.. وأهملت أوزان السيارات

إبراهيم الدميرى: الحمولة الزائدة سبب رئيسى لوقوع الحوادث

خبراء الهندسة: المساكن تنتهك حرم الطريق.. وتزيد الحوادث

حادث الرحلة: سيارة تصدم شاباً.. والطريق يتوقف لساعات

DMC