أخبار عاجلة

صحيفة أمريكية:واشنطن تجلس على تل من الأحلام المحطمة بعد سقوط الإخوان

صحيفة أمريكية:واشنطن تجلس على تل من الأحلام المحطمة بعد سقوط الإخوان صحيفة أمريكية:واشنطن تجلس على تل من الأحلام المحطمة بعد سقوط الإخوان

رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن الانسحاب الأمريكى من الشرق الأوسط يخيف أصدقاءها بالمنطقة ويشجع أعداءها بينما أزمات المنطقة لا تتوقف.

ورصدت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم، الجمعة، مستويات التدخل الأمريكى وأدواره على ساحة الشرق الأوسط فى ظل قيادة الرئيس باراك أوباما بدءا من مده يده للعالم الإسلامى عام 2009 وانتهاء بإعلانه الشهر الماضى عن ضرورة التركيز على المصالح الأساسية فى المنطقة، مرورا بمواقفه إزاء ما شهدته هذه المنطقة من أحداث زاخرة بين هذا الموقف وذاك.

واستهلت الصحيفة تعليقها بالعودة بالأذهان إلى ما قبل عامين وبينما كان الربيع العربى فى أوجه حينما أعلن أوباما أن تشجيع الديمقراطية فى الشرق الأوسط سيتصدر الأولويات فى أمريكا، قائلا "نعرف أن مستقبلنا مرتبط بهذه المنطقة بروابط اقتصادية وأمنية"، وأضافت "لم تتكشف السنوات التالية للأسف عن أكثر من قائمة من الأحلام المتحطمة؛ فالثورة الديمقراطية فى سطت عليها جماعة "الإخوان" التى أطاح بها الجيش لاحقا، وليبيا فقد تحولت إلى عبث فوضوى، أما سوريا فقد انزلقت إلى حرب أهلية".

ورصدت فى ظل هذه الوقائع انخفاض سقف طموحات أوباما بعد أن صار أكثر حزنا وحكمة، لافتة إلى تصريح له فى الأمم المتحدة الشهر الماضى أكد فيه أنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية فى الوقت الراهن التركيز على "مصالحها الجوهرية" من مكافحة للإرهاب وتأمين للواردات النفطية، دونما إشارة تذكر إلى الديمقراطية، كما غاب هدف آخر هو مساندة المعارضة السورية فى الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وقالت الصحيفة إن الأمر لم يقف بأوباما عن هذا الحد وإنما تجاوزه إلى التخطيط لتقليص الوقت المخصص للنظر فى قضايا الشرق الأوسط، مشيرة إلى قول مستشارة أوباما للأمن القومى سوزان رايس الأسبوع الماضى "لا يمكننا الاستغراق على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع فى نظر مستجدات منطقة واحدة مهما كانت أهمية هذه المنطقة".

ورأت الصحيفة أن هذا يبدو فى معظمه انسحابا، إلا أنها نوهت فى المقابل عن إصرار بعض المسئولين بالإدارة الأمريكية على أن هذه زاوية خاطئة لرؤية قائمة أولويات أوباما الآخذة فى الانكماش، قائلين إن "السؤال يتعلق بما الذى يمكن تحقيقه ولم تحققه إدارة أوباما؟"، معتبرة أن أوباما بات يرصد على رأس قائمة أولوياته فى سنواته الثلاث المتبقية ملفين اثنين: الأول محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على الرغم من معرفة الجميع بالإدارة الأمريكية أن تحقيق تسوية نهائية لهذا الملف شيء بعيد المنال، أما الملف الثانى فهو انتهاج الدبلوماسية إزاء الطموحات النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن أهمية هذا الملف الأخير تكمن فى أن الدبلوماسية هى البديل الوحيد للحرب.

وأضافت "لكن تقليص مستوى الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط لن يجدي؛ ذلك أن المنطقة تصدر مشكلات واحدة تلو الأخرى سواء زاد اهتمامنا بالمنطقة أم نقص.. فمشكلات أسلحة الدمار الشامل والحروب الأهلية والإرهابيين والنفط لا تزال تميز المنطقة"، وتابعت "كما أن إعلان أننا فى أمريكا لم نعد نكترث على غرار الماضى - حتى ولو كان ذلك من قبيل محاولة تفادى اللوم عندما تسوء الأمور- يجعل الأمر أكثر سوءا؛ ذلك أن إعلان انسحاب الولايات المتحدة من شأنه إخافة الأصدقاء وتشجيع الأعداء".

وتابعت أن الديمقراطيات المحبطة فى العالم العربى خلصت فى نهاية المطاف إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية انسحبت من الدفاع عن قضيتها، مشيرة إلى قلق كل من وإسرائيل - وكلاهما صديق أمريكى – من تراخى موقف أوباما إزاء إيران.

وفى سوريا، بات مقاتلو المعارضة الذين دعمتهم أمريكا يوما ما يهاجرون إلى معسكر الجهاديين حيث الداعمين العسكريين أكثر جدارة بالاعتماد عليهم.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التحدى الرئيسى الذى يواجهه أوباما منذ البداية على صعيد السياسة الخارجية كان هو تحقيق المعادلة الصعبة التى تحافظ على أمريكا كقوة عظمى مع الاقتصاد فى الإنفاق والتقليل من الحروب. ورأت أن هذه الحقيقة هى التى أنتجت التردد بين التدخل بحماس – والذى تجلى فى يد الرئيس الممدودة للعالم الإسلامى فى 2009 ومباركته ثورات الربيع العربى عام 2011 - ونوبات الفتور الناتج عن الاصطدام بالواقع.

اليوم السابع