المنتدى العربى: الإهمال فى ضبط مستوى السكر يمكن أن يؤدى لفقدان البصر

المنتدى العربى: الإهمال فى ضبط مستوى السكر يمكن أن يؤدى لفقدان البصر المنتدى العربى: الإهمال فى ضبط مستوى السكر يمكن أن يؤدى لفقدان البصر
د. نهى خاطر: عدم ضبط السكر يتسبب فى المياه البيضاء والزرقاء ونزف الشبكية

كتب : نورهان السبحى الخميس 24-10-2013 09:42

العين من أهم أعضاء الجسم، ودونها يحرم الإنسان من نعمة الرؤية، والكثير يهمل فى الحفاظ على عينيه بالرغم من أهمية ذلك العضو الحيوى. والحفاظ على العينين ليس فقط بمجرد الكشف الدورى ولكن أيضاً الحرص على العينين يتم من خلال مراقبة أمراض بعينها ومتابعتها حتى لا تتأثر العينان، ومن أهم هذه الأمراض وأكثرها شيوعاً وتأثيراً على العينين مرض السكر، الذى إذا تم إهماله وعدم معالجته يمكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة ربما تصل إلى فقدان البصر نهائياً، ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر الصحفى الذى أقيم على هامش المنتدى العربى الرابع لمرض السكر، بالتعاون مع شركة «نوفارتس» للأدوية.

قام المؤتمر بمناقشة كل الجوانب الصحية الخاصة بالعلاقة الوطيدة بين مرض السكر وأمراض الشبكية. يقول لـ«الوطن» د. عباس عرابى، أستاذ الغدد الصماء والسكر بجامعة الزقازيق، إن «المؤتمر يهدف إلى دراسة وضع مرض السكر فى مصر، ومتابعة مدى انتشاره وخصائصه فى المنطقة العربية، خاصة مصر. وهو مشكلة كبيرة يجب البحث فى أسبابها وإيجاد حلول لها، فبالرغم من توسع معدلات انتشار السكر فى دول العالم كله، فإن تلك المعدلات تزيد بصورة ملحوظة فى العالم العربى، فمن المتوقع أنه بحلول عام 2030 ستزيد نسبة انتشار المرض فى المنطقة العربية لتصل إلى 80%، وهذه النسبة تفوق بكثير النسبة المتوقعة، وذلك على عكس بقية دول العالم حيث من المتوقع زيادة النسبة بمعدل 50%».

ويرجع د. عرابى أسباب انتشار مرض السكر فى مصر والدول العربية إلى أنماط الحياة السلبية، وعلى رأسها الأنماط الغذائية، حيث يهوى العرب تناول المأكولات المليئة بالدهون مثل الكبسة والمقلوبة والكعك والبسكويت والحلويات، هذا بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، هناك أيضاً بعض الصفات الوراثية التى ربما تساهم فى انتشار المرض.

وعن نسبة انتشار المرض يوضح د. عرابى أن هناك 6 دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قائمة العشر دول المسجلة الأعلى انتشاراً لمرض السكر على مستوى العالم. وفيما يخص مصر، فمصر تحتل المركز التاسع عالمياً فى انتشار المرض، فتصل النسبة إلى 16.6%، ومن المتوقع أن تحتل مصر المركز الثامن بحلول عام 2030، وهذا طبقاً لإحصائيات الاتحاد الدولى لمرض السكر.

وينصح د. عرابى من لديه استعداد وراثى للإصابة بمرض السكر، بتوخى الحذر، حيث إنه سيكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ولهذا فعليه إذن عدم الإفراط فى تناول المأكولات المليئة بالدهون والسكريات، وأن يمارس الرياضة بانتظام، هذا بالإضافة إلى ضرورة إجراء تحليل سكر صائم ومفطر وعشوائى بصورة مستمرة، وإذا تمت الإصابة بالمرض يجب محاولة منع حدوث المضاعفات، وذلك بالاكتشاف المبكر للمرض، فالتشخيص المبكر يساعد بشدة فى الحد من المضاعفات الخطيرة لمرض السكر.

ويؤكد د. عرابى أن هناك محاولات لمنع المرض والحد من انتشاره، من ضمنها تنظيم مؤتمرات مثل المنتدى العربى، وذلك للتعريف بأهمية المرض وخطورته، فالمؤتمرات تزيد من التوعية بالمرض وتقدم إرشادات لطرق الوقاية، كما أن هناك عيادات متخصصة لعلاج مرض السكر، فضلاً عن مجهودات وزارة الصحة.

وفى هذا الصدد يؤكد د. صلاح الشرقاوى، نائب رئيس مجلس الإدارة والمتحدث الرسمى لشركة «نوفارتس» للأدوية، أنه إيماناً بأهمية مرض السكر فالشركة تهتم بالمساهمة فى مبادرة المنتدى العربى، وذلك للتأكيد على مدى توسع انتشار المرض، والتشديد على الأهمية القصوى للاكتشاف المبكر له، لمنع المضاعفات الخطيرة الناتجة عنه، خاصة أمراض العينين، وذلك لأن مثل هذه المبادرات تساعد المرضى فى أن ينعموا بصحة أفضل.

وقد تمحور موضوع المؤتمر على مضاعفات مرض السكر على أمراض العينين، فتصرح لـ«الوطن» د. نهى خاطر، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة، بأن أشهر أمراض العينين الناتجة عن الإصابة بمرض السكر هو ظهور مياه بيضاء على العين، وهى تسبب عتامة فى عدسة العين، وعلاجها يكون عن طريق شفط المياه البيضاء بالليزر. والسكر أيضاً يتسبب فى الإصابة بالمياه الزرقاء على العينين، وهى تؤدى إلى ضمور فى عصب العين، وحالة الضمور تلك لا يمكن علاجها، حيث تستمر الإصابة طيلة الحياة، ومن عواقبها أنها يمكن أن تؤدى إلى فقدان بصر تام للعينين. وفى حالة إجراء عملية جراحية تكون من أجل الحفاظ على المستوى البصرى المتبقى فقط، ولكن لا يمكن للعملية أن تحسن من الإبصار.

أما عن أكثر الأمراض انتشاراً، فتوضح د. خاطر أن الاعتلال الشبكى السكرى أصبح منتشراً جداً، وهو معروف بالنزف والرشح فى الشبكية، وهو يؤدى إلى عدة مشاكل، مثل الزغللة فى النظر وعدم القدرة على القراءة ووجود غيامة فى الإبصار.

أما عن أحدث العلاجات للاعتلال الشبكى السكرى، فتوضح د. خاطر أن العجز البصرى الناتج عن اعتلال الشبكية السكرى من الممكن علاجه الآن، ففى أغسطس 2012 اعتمدت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية عقار «رانيبيزوماب» لعلاج الاعتلال الشبكى السكرى، ويعتبر أول عقار معتمد لعلاج هذا المرض فى العالم، ولم يثبت فقط قدرته على وقف تدهور النظر بل إنه أيضاً حقق تحسناً ملحوظاً فى قوة إبصار المرضى.

وتضيف د. خاطر أن مدة الإصابة ومدى مضاعفاتها تعتمد على مدة الإصابة بمرض السكر ومستوى الإصابة به، فمريض السكر الذى يراقب بحرص مستوى السكر فى الدم ويحافظ عليه جيداً يختلف اختلافاً بيناً عن المهمل فى علاجه، فهو يمكن أن يضطر إلى التدخل العلاجى عن طريق الليزر أو الحقن أو التدخل الجراحى، وذلك طبقاً لحالة كل مريض. وتؤكد د. خاطر أن معظم المصريين يعانون من تدهور البصر الناتج عن إهمال مرض السكر، فنحو 50% منهم معرضون لإمكانية الإصابة بالعمى التام.

وتنبه د. خاطر مرضى السكر إلى أنه بنسبة 100% كل مرضى السكر من النوعين الأول والثانى بعد فترة طويلة من الإصابة يصابون بأمراض ومشكلات فى العينين، ولكن إذا تم ضبط مستوى السكر مع الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية تقل نسبة وحدّة أمراض العينين.

وتنصح د. خاطر بضرورة الذهاب إلى طبيب شبكية فور الإصابة بمرض السكر، وذلك لمتابعة احتمالية مضاعفات السكر على العينين حتى فى حال عدم وجود شكوى. ويجب إجراء كشف دورى لفحص قاع العين كل عام فى حالة سلامة الشبكية، أما فى حال عدم سلامتها فطبيب الشبكية سيحدد متى يجب إجراء الفحص.

DMC