أخبار عاجلة

كرمه عبد الناصر وتفرغ للعبادة.. «الحصان الأسود» شكري سرحان

التحرير

ارسال بياناتك

ظل الفنان شكري سرحان، حاملًا لقب "فتى الشاشة الأول" لمدة تقارب 20 سنة من الأعوام المثلى للسينما المصرية، قدم خلالها عددا غزيرا من الأعمال الفنية.

وخلال ما يقارب من نصف قرن فني قدم "ابن النيل" ألوانا مختلفة في أكثر من 150 فيلما إلى جانب عدد من المسرحيات والأعمال الدرامية والمسلسلات الإذاعية، و ترصد "التحرير" خلال السطور التالية جانبًا مما قدمه فنيًا خلال محطاته بين "الحصان الأسود" للمخرجين و"الابن الضال" في الكهولة السينمائية.

شكري سرحان تمكن من خلال حيلته الفنية تقمص أدواره ببراعة، فانعكس ذلك على أعمال الشرير في "عودة الابن الضال" 1976 رغم كهولته، أو أو الشاب الريفي الطائش في "ابن النيل" عام 1951، أو الجاد الأكاديمي "الست الناظرة" عام 1968، أو حتى الفلاح المغلوب على أمره في "الزوجة الثانية" عام 1967، وكذا الجامعي ابن الأرياف في "شباب امرأة" في عام 1956.
 

وخلال حوالي نصف قرن فني قدم سرحان باقة من الأعمال البارعة مثل الضابط الوطني في "رد قلبي" عام 1957، وجسد أيضا أدوار اللص في "اللص والكلاب" عام 1961، والحبيب الكهل في «ليلة القبض على فاطمة» عام 1984، أو الطبيب الناقد للعادات الخاطئة في «قنديل أم هاشم» عام 1968.

نجم آل سرحان

ولد محمد شكري الحسيني سرحان في 19 مارس 1925، بقرية الغار في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكان والده مدرسا للغة العربية، وعائلة محافظة انتقل معها في طفولته إلى القاهرة فعاش في حي الحلمية، وكان في صباه رياضيا مهتما بالملاكمة وكرة القدم.  

وشكري الشقيق الأوسط بين ثلاث أخوة دخلوا مجال التمثيل وكانت حظوظهم مختلفة جدا، الأكبر صلاح برع في المسلسلات الإذاعية وكذا المسرح وقدم أعمالا قليلة بالسينما، والأصغر سامي واشتهر بأدوار ثانوية.

وتخرج بالدفعة الأولى لمعهد السينما عام 1947 والتي ضمت عمالقة كلاسيكيات السينما المصرية، ​وتزوج النجم السينمائي الراحل مرتان أولاهما من الراقصة المعتزلة هيرمين، والثانية من سيدة من خارج الوسط الفني هي ناريمان عوف، التي أنجب منها ولديه الفنان الراحل صلاح والسفير يحيى.

رحلة «الممثل الأول»

بدأ شكري سرحان مشواره الفني بأدوار الشاب الوسيم في الأفلام الاستعراضية منها "جنة ونار" ثم قدم 4 أفلام في عام 1949 هي نادية واوعى المحفظة، و"كرسي الاعتراف"، و"لهاليبو"، واستكمل طريقه في السنة التالية فشارك في "الأفوكاتو مديحة" و"أفراح" عام 1950.  
 

شاهد أيضا

وطرح المخرج يوسف شاهين اسم شكري سرحان بشكل جديد في السينما جسد خلاله الفلاح في "ابن النيل" أمام فاتن حمامة عام 1951، ليستقل بعده الفنان الشاب قطار النجومية لألوان البطولة المنفردة أمام نجمات العصر الذهبي للسينما أمثال سعاد حسني، وشادية، وتحية كاريوكا، وماجدة، ومديحة يسرى وغيرهن، وذلك بعد أن اعتبره المخرجون الحصان الأسود لأعمالهم، قبل أن ينقلب الدهر ويعلن اعتزاله بعد فيلم "الجبلاوي" عام 1991. 
 

وقدم سرحان أيضا من الدراما مسلسل "على هامش السيرة" عام 1978، و"المشربية" عام 1979، و"محمد رسول الله" والذي صدر الجزء الأول منه عام 1980، مسلسل "دموع الشموع" عام 1984، و"رفاعة الطهطاوي" عام 1987. 
 

كما وقف على خشبة المسرح في عدة عروض منها "رجال الله" عام 1985، وإلى جانب ذلك ترك لنا سرحان أعمالا إذاعية منها الساقية تدور عام 1987.  
 

وشارك النجم المصري في فيلم إيطالي مشترك بعنوان "ابن كليوبترا" عام 1964، وخلال رحلته انزلقت أقدام الفنان الكبير في أدوار عرفت الطابع التجاري خلال السنوات الـ15 عاما الأخيرة من حياته الفنية تقريبا منها "المطلقات" عام 1975، و"الرغبة والثمن" عام 1978، و"جدعان باب الشعرية" عام 1983. 


تكريم.. ووداع 

منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الدولة لشكري سرحان عن دوره في فيلم "رد قلبي"، وحصل على جائزة أفضل ممثل ثماني مرات على الأقل عن أفلامه الشهيرة: "شباب امرأة"، و"اللص والكلاب"، و"الزوجة الثانية"، و"النداهة"، و"ليلة القبض على فاطمة" وغيرها، إلى جانب أفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في فيلم «قيس وليلى» عام 1960، إضافة  إلى تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له عن مجمل مشواره في الاحتفال بمئوية السينما المصرية. 

وأدارت السينما ظهرها لإبداع شكري سرحان حتى تفرغ للعبادة واعتزل الفن عام 1991، إلى أن رحل عن عالمنا في 19 مارس عام 1997، مخلفا وراءه إرثا كبيرا من الأفلام الكوميدية والاستعراضية والتراجيدية.

التحرير