أخبار عاجلة

وعد "الدولة الديمقراطية الحديثة" يتبخر.. أفغانستان لقمة سائغة للتطرف

وعد "الدولة الديمقراطية الحديثة" يتبخر.. أفغانستان لقمة سائغة للتطرف وعد "الدولة الديمقراطية الحديثة" يتبخر.. أفغانستان لقمة سائغة للتطرف
"التليدي" لـ"سبق": عودة الإرهاب العالمي بعد عقدين من جهود دولية مضنية للقضاء عليه

وعد

أكد المحلل السياسي يحيى التليدي لـ"سبق"، أن التحوّل السريع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي يجعلنا نتساءل: ما الذي قدمته واشنطن لأفغانستان والشعب الأفغاني على مدى عشرين سنة؟!

وتفصيلاً، قال "التليدي" إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يقول وبمنتهى البرود: "لم نذهب إلى أفغانستان لبناء دولة"! ونسي "بايدن" أن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش حين احتل أفغانستان قطع وعداً أمام العالم بتحويل أفغانستان إلى دولة ديمقراطية حديثة.

وأضاف أن هذا القرار المتسرع من إدارة "بايدن" سيخلق فراغات جيوسياسية بالتأكيد ستسعى لملئها الدول المنافسة لواشنطن كروسيا والصين وإيران، وستعلن هذه الدول انتصارها بالتشفي من واشنطن ومخططاتها، وأنها هزمت وانسحبت تجر أذيال الخيبة من أفغانستان.

وأبان أنه مع وصول حركة طالبان للحكم ستعود أفغانستان إلى المربع الأول قبل 20 عاماً، حقبة العنف والفوضى والتخلف والجهل والسياسات الظلامية، مؤكداً أن الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، ستعود بكامل قوتها، وستعمل في مناخ آمن لإعادة التنظيم وإيواء الإرهاب ورعايته، وبلا شك ستتضح انعكاسات ذلك في السنوات المقبلة على الدول المجاورة ومنطقة الشرق الأوسط، وحتى على أمريكا نفسها.

وأوضح "التليدي" أن "هذا التحوّل السريع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي يجعلنا نتساءل: ماذا قدمت واشنطن لأفغانستان والشعب الأفغاني على امتداد عشرين سنة؟! فالرئيس بايدن يقول وبمنتهى البرود: "لم نذهب إلى أفغانستان لبناء دولة"! نسي بايدن أن بوش الابن حين احتل أفغانستان قطع وعداً أمام العالم بتحويل أفغانستان إلى دولة ديمقراطية حديثة!".

ولكن اليوم وبعد عشرين عاماً، وفقاً لـ"التليدي"، فلم تقضِ واشنطن على الإرهاب وتنظيماته في أفغانستان، ولم تساعد في بناء حكومة قوية وجيش أفغاني قوي، ولم تضع أي أساس من أي نوع لبناء دولة ديمقراطية حديثة!

وأردف بأنه لا غرابة في أن تترك واشنطن أفغانستان وشعبها لهذا المصير المظلم، فمن يعرف تاريخ أمريكا في تعاملها مع الدول التي تسيطر عليها يعرف أنها قوة همجية بكل ما تعنيه الكلمة، ودليل ذلك ما فعلته في العراق الذي تغادره اليوم غارقاً في براثن الفوضى والإرهاب والطائفية، بعد أن سلمته لإيران والجماعات الإرهابية.

وبيّن أنه لا أحد يريد حرباً لا نهاية لها، ولا بقاء طويل الأمد للقوات الأجنبية في أفغانستان، ولكن أن يترك بلد كامل هكذا في براثن الفوضى والإرهاب بسبب قرار متسرع لأجل شعار انتخابي، ولو كان ذلك على حساب مصالح الحلفاء؛ فإن التبعات ستكون كبيرة، أولها السمعة السيئة للحليف الأمريكي، وأخطرها عودة الإرهاب العالمي من جديد بعد عقدين من جهود دولية مضنية للقضاء عليه.


وكانت إدارة الرئيس بايدن أعلنت سحب قواتها بالكامل من أفغانستان دون خطط مسبقة أو إستراتيجية واضحة تضمن عدم وصول طالبان للحكم، وبعد ذلك خرجت حركة طالبان فجأة كقوة عسكرية مهيمنة لا تقهر بإمكانيات عسكرية عجيبة لتجتاح المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى، وسط انهيار كامل للجيش الأفغاني، وغياب كامل للحكومة الأفغانية، واليوم تدخل الحركة العاصمة كابول تمهيداً لحكم أفغانستان.

صحيفة سبق اﻹلكترونية