أخبار عاجلة

عبدالرحمن حسن يكتب :- ماذا تريدون من طارق شوقي ؟

عبدالرحمن حسن يكتب :- ماذا تريدون من طارق شوقي ؟ عبدالرحمن حسن يكتب :- ماذا تريدون من طارق شوقي ؟


يبدو أن مجتمعاتنا اعتادت ماهو فاسد وقبيح وما ليس ذو قيمة، فأصبح ذلك هو الرائج فإذا عرضت بضاعة ناضجة، أصبحت هي الغريبة والنشاز في وسط المجتمع، ويكأنها هي الفاسدة هي التي ليس لها قيمة، هي التي ليس لها بريقاً وغيرها ذو المعدن الرديئ يأخذ بريق الماس، فأصبحت البلطجة في السينما هي ذات الرواج وغيرها ذو الهدف لا يحقق ارباحاً، وأصبحت أغاني المهرجانات هي الترند وهي السائدة، أما الطرب أصيل فأصبح كما يقولون "دقة قديمة"، غابت العادات والتقاليد والأعراف عننا فأصبحنا بلا هوية، وأصبحنا بلا ذوق وبلا فائدة.

 كذلك التعليم في شأنة مثل بقية المجالات غاب الانضباط عن التعليم قرابة ال40 عاماً فأصبح ماهو غير مألوف مألوفاً على الطلبة وأولياء الأمور، وأصبح ماهو غير مشروع مشروعاً لهم وكأنه حق مكتسب، لذا انتابتني حالة من الذهول خلال الأيام الماضية وإذ أنا أتابع حملات السوشيال ميديا الممنهجة على الوزير طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، ظننت حينها أن طارق شوقي أقام صلبان بملاعب المدارس لجلد الطلاب بالكرابيج السوداني، أو جعل من أولياء الأمور عبيداً في سوق العبيد، لكن أتضح لي أن كل ذلك سراب تسلل إلى خاطري، وإذ بي أنقب وأتابع وأهمس بين نفسي، ماذا فعل طارق شوقي لكل هذا؟ فقد عرفت الرجل طيلة سنوات ماضية وجدته مخلصاُ في عمله دؤوباً للإصلاح، ولست وحدي كذلك بل عرفه العالم بذلك ووضعوه في خير منزلة لأنهم يقدرون أهل العلم ويقدرون أصحاب الرؤى .

 

واذ أنا أفتش عن نقطة الخلاف المحورية بين طارق شوقي وأولياء الأمور، أجد نقطة الخلاف هو تطوير المنظومة التعليمية بشكل يليق بمصرنا الحبيبة، وبالجمهورية الجديدة التي نحن بصددها، أعرف أن كلماتي ربما تزعج البعض وتغضبهم، ولكن تلك هي حقيقة الأمر، البعض يظن أن تطوير منظومة التعليم  بالشئ السهل، ولكن في الحقيقة هو شئ مزعج للغاية يتم وفقاً للخطط واستراتيجيات متعاقبه ووفق خطة زمنية كل ذلك وفق الإمكانيات المتاحة إذا كانت الأمور تسير بشكل سليم وطبيعي، فما بالكم بمنظومة شأنها شأن العديد من المنظومات داخل الدولة المصرية طال منها الفساد ما طال ونال منها الإهمال ما نال قرابة الـ 40 عاماً الماضية، وإذ بي أحاور بعض المهاجمين من أولياء الأمور لسياسة طارق شوقي، لم أجد إجابة مقنعة من وجهة نظري، حتى أن أحدهم قال لي نصاً  "خلي عيالنا تنجح ونخلص لزمته ايه العك ده"، هذا هو الراسخ بالوجدان لدى جموع الشعب المصري النجاح والشهادة، ولا يهمه من الأمر شئ هل تعلم ابنه شئ جديد، هل تحصل معلومات كافية لتكوين شخصيته، هل هو طالب تهيئ للمرحلة الجامعية جيداً ؟، بالتأكيد لا الأهم الشهادة ودخول المرحلة الجامعية، ثم إذا ما حاورته بعيداً عن وجود ابنه في تلك المرحلة تجده يكثر اللوم على التعليم بأنه لايخرج أجيالاً جديدة متعلمه ذو فهم، وهنا يصيبك العجب من شيزوفرينا البعض، .

طارق شوقي الذي يَشن عليه في تلك الأيام حملات ممنهجه، يعد من أعظم مطوري التعليم في العالم كله، ولما لا وهو الحائز على جائزة الرئاسة الأمريكية في التفوق البحثي، وهو الذي تولى العديد من المناصب في اليونسكو أبرزها مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للعلوم والتكنولوجيا فى الدول العربية، وهو الذي قاد تطوير منظومة التعليم بالعديد من الدول، منها العربية والأجنبية، ولكن للأسف أصبحنا نفسد كل ماهو جميل بيننا، أصبحنا نتطاول على  كل المجالات ما نعلمها وما لا نعلمها، لا ندع أهل التخصص يشتغلون وينفذون ما لديهم من رؤى وأفكار ثم نحاسب على النتيجة النهائية، كل ذلك يجعلني اتسائل سؤالاً ماذا تريدون من طارق شوقي؟


 

معلومات الكاتب