أخبار عاجلة

"علياء" فقدت قدمها اليمنى فى محاولة لإنقاذ صديقتها الكفيفة ...

فى الطابق الخامس بقسم الجراحية الجديدة بمستشفى الزقازيق الجامعى، بمحافظة الشرقية، ترقد الطالبة "علياء" 21 سنة التى ضربت أروع الأمثلة فى التضحية بالنفس، وأنقذت صديقتها الكفيفة "فاطمة" من سقوط كمية كبيرة من الحديد عليها، وفقدت "علياء" رجلها اليمنى كاملة، فى الحادث الأليم الذى تعرضت له وزميلتها "فاطمة" يوم الثلاثاء الماضى بمحيط مستشفى الزقازيق الجامعى.

"علياء" التى تمنت أن تنهى دراستها لكى تلتحق بالعمل بالصحافة والإعلام لتحقق حلمها، لم تتوقع يوما ما أن صورها سوف تنشر فى المواقع والصحف لأول مرة كمصابة ببتر فى الرجل اليمنى، لكن ما يخفف من مصابها الأليم هو العمل الإنسانى الذى قامت به.

الطالبة "علياء" أنقذت صديقتها الكفيفة وأصيبت هى ببتر قدمها اليمنى

تقول الطالبة علياء إبراهيم حسن 21 سنة طالبة بالفرقة الرابعة بقسم علم الاجتماع، بكلية الآداب جامعة الزقازيق، إنه فى الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء الماضى، كنت بالكلية ثم توجهت برفقة إحدى الزميلات لشراء بعض الأشياء من منطقة القومية، ثم تلقت اتصالا من صديقتى "فاطمة" تطالبنى بعد التأخر عليها لكى نعودا سويا للمنزل، لأن "فاطمة" كفيفة وأنا أتولى عملية ذهابها وإيابها إلى الكلية، وعندما حاولت دخول الجامعة من ناحية البوابة المجاورة لمستشفى الزقازيق الجامعى، لأنها كانت الأقرب لى وأنا فى طريقى لـ"فاطمة" وجدت البوابة مغلقة، واضطرت إلى السير على قدمى إلى البوابة الرئيسية لكلية آداب ورفض الضابط المسئول عن أمن البوابة، دخولى مرة ثانية الكلية، وسمح لى بعد أن أخد منى الكارنيه، لأن فى هذا اليوم، كانت الجامعة تنظم حفلا كبيرا، وكان رئيس الجامعة الدكتور خالد عبد البارئ على وصول، ودخلت الكلية وأخدت "فاطمة" وتوجهت بها لكى نستقل المكروباص المتجه إلى أبوكبير من أمام مستشفى الزقازيق الجامعى.

وتابعت "علياء" وهى تتعثر من الألم، حيث أغشى عليها وتعرضت لحالة من الغثيان والقىء أكثر من مرة، أثناء حديثها بسبب الألم، وأثناء وقوفها ومعها صديقتها "فاطمة" لكى يستقلا المكروباص، وكان يوجد عدد كبير من الطلاب، فوجئت بأحد الأشخاص يصرخ ويقول لهما حاسبى يا بنتى، وفجأة شاهدت كمية من الحديد تسقط علينا من أعلى لودر، فأسرعت بدفع صديقتى "فاطمة" بعيدا لكى لا تصاب بأذى، ولم أشعر بنفسى إلا وبعض الشباب يحالون استخراجى من أسفل الحديد، حيث سقطت كمية كبيرة من الحديد علينا.

الطالبة علياء: تعرضنا لإهمال شديد من مستشفى الزقازيق الجامعى والأحرار

وأضافت "علياء" تم نقلنا إلى مستشفى الزقازيق الجامعى الملاصق لموقع الحادث، فتم تحويلنا إلى مستشفى الأحرار بحجة أن الطوارئ بمستشفى الأحرار يوم الثلاثاء، دون أن يفكر أحد فى إسعافنا ووقف نزيف الدماء الذى تعرضت له، وفى الأحرار انتظرنا لمدة ساعة فى قسم الاستقبال، وبعدها تم نقلنا إلى مستشفى الزقازيق الجامعى ودخلت غرفة العمليات، وتم بتر رجلى اليمنى، وتركيب شرائح ومسامير برجلى الثانية، وأحمد الله على قضائه، لكن أتمنى ألا يمر ما حدث معنا مرور الكرام، خاصة من الإهمال الطبى الذى تعرضنا له، كما أنى اتهمت رئيس الجامعة فى الشرطة بالإهمال.

والدة الطالبة "علياء": بنتى شافت الموت.. وربنا لا يسامح إللى عمل فيها كدة

وتقول نجاة محمد والدة الطالبة علياء، إن علياء كان أمنية حياتها تعمل بالصحافة والإعلام، بعد تخرجها وأنها التحقت فى البداية بقسم الإعلام، لكن تم تحويلها إلى قسم علم الاجتماع من قبل رئيس القسم، وأن ما حصل لها دمر نفسيتها فى عمر الشباب، فضلا عن الإهمال الذى تعرضت له بالمستشفيات مما جعلها شاهدت الموت بعينها، لكن هذا قضاء الله، وربنا لا يسامح سائق اللودر إللى عمل فيها كدا.

الطالبة "فاطمة": علياء أنقذتنى من الموت وضحت بنفسها

وتقول الطالبة فاطمة محمد 21 سنة طالبة بقسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق، ومقيمة قرية تابعة لمركز أبوكبير، إن "علياء" فدتها ودفعتها على الأرض بعيدا، خشية من سقوط الحديد عليها، لكنها تعرضت أيضا إلى الإصابة وتم تركيب شرائح ومسامير لها بالرجلين، واتهمت "فاطمة" رئيس الجامعة والمسئولين بالإهمال، خاصة بعد انتظارهما من الساعة الخامسة إلى الساعة الـ10 مساء فى مستشفى الزقازيق الجامعى، لحين دخول غرفة العمليات، فضلا عن قيام أحد الأطباء بإهانتها أثناء صراخها المستمر من الألم داخل غرفة العمليات دون أن يراعى ما بها.

وتابعت "فاطمة" عشان إحنا غلابة مفيش حد اهتم بينا لكن لو اللى حصل دا لبنت رئيس الجامعة أو دكتور بالكلية، كان زمان الدنيا اتقلبت وتم تحويلها إلى مستشفى خاص وتوفير أعلى سبل الرعاية لها، لكن أنا و"علياء" موجودون فى مستشفى الزقازيق الجامعى اللى مليان كله حشرات.

مدير أمن الشرقية يتلقى إخطارا من البحث الجنائى بوصول الطالبتين إلى مستشفى الأحرار

تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائى، يفيد وصول "علياء إبراهيم حسن" 21 سنة و"فاطمة محمد" 21 سنة طالبتين بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة الزقازيق قسم علم اجتماع، إلى مستشفى الأحرار مصابتين بكسور وكدمات.

ضبط سائق اللودر والنيابة العامة تقرر حبسه على ذمة التحقيقات

وتبين من التحريات التى أشرف عليها الرائد عصام عتيق رئيس مباحث قسم ثانى الزقازيق، أثناء قيام "محمد إ" سائق لودر بنقل كمية من الحديد من سيارة نقل، إلى داخل جامعة الزقازيق لاستكمال أعمال بناء باستاد جامعة الزقازيق، سقطت كمية كبيرة منه على الحديد عن طريق الخطأ على الطالبيتن، وتم ضبط سائق اللودر وبعرضه على النيابة العامة قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة الشروع فى القتل.

 

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار