سجل سعر الذهب في مصر أعلى سعر في تاريخه، حيث وصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 680 جنيها اليوم، مقابل 669 جنيها.
أما سعر غرام الذهب عيار 18 ارتفع اليوم إلى 582 جنيها، وسعر الغرام عيار 24 إلى 777 جنيها، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 5440 جنيها.
أما عن أسعاره العالمية فقفزت بنسبة 1% لأكبر مرة منذ 6 أعوام، في ظل غياب أي مؤشرات على تراجع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
لكن ما سر هذا الارتفاع الجنوني؟ ربما كان هذا سؤال شغل بال كثير من المصريين، وإلى متى سيستمر هذا الارتفاع.
رصدت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أسباب ارتفاع الذهب في العالم، وخصصت جزءا منها لمصر.
وقالت الوكالة الأمريكية إن أسعار الذهب شهدت ارتفاعات كبيرة منذ بداية العام، حيث وصلت نسبة ارتفاعها إلى نحو 17% منذ بداية 2019.
وأرجعت "بلومبرغ" السبب الرئيسي للارتفاع هو التوترات السياسية وتأثيراتها التجارية على كل العالم.
ملاذ آمنونقلت الوكالة عن واين غوردون، المدير التنفيذي للسلع والعملات الأجنبية في وحدة إدارة الثروات في "يو بي إس غروب" قوله إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الذهب، هو اعتبار المستثمرين أنه "الملاذ الآمن" الوحيد وسط الحرب التجارية المستعرة.
وأشارت إلى أن المستثمرين يعتبرون الذهب "ملاذا آمنا" وسط تسارع وتيرة الحرب التجارية وتباطؤ النمو العالمي، ولجوء البنوك المركزية في العالم إلى قرارات خفض أسعار الفائدة وتسيير السياسة النقدية.
ولعل أبرز مثال على هذا، والقول لبلومبرغ، هو أن انخفاض الفائدة في أمريكا قلل من الاستثمار في الدولار لصالح زيادة الاستثمار في الذهب.
كما اتخذ الفيدرالي الأمريكي "البنك المركزي" قرارا الأربعاء الماضي بخفض الفائدة بنسبة 0.25%، واتخذت بنوك مركزية حول العالم قرارًا مماثلًا.
وعادة ما ترتفع أسعار الذهب العالمية في حال خفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة على الدولار، حيث يعتبر المستثمرين إن الأرباح من الذهب تكون أكبر، مقابل الفائدة من الاستثمار في الدولار.
سعر الدولارأما رئيس شعبة المشغولات الذهبية في اتحاد الصناعات المصرية، رفيق العباسي، فقال في تصريحات لموقع "إرم نيوز" إن هذا الارتفاع هو انعكاس للانخفاض الشديد في سعر الدولار الأمريكي في مصر.
وقال العباسي: "عندما يتم شراء أو بيع الذهب من البورصة يتم حساب سعر الدولار أولًا أمام الجنيه، بالتالي أي انخفاض أو ارتفاع لسعر الدولار يؤثر بصورة مباشرة على سعر الذهب في السوق المحلية“.
واستبعد العباسي أن يكون "الإقبال الشعبي الكبير في السوق المحلية على الشراء أية علاقة بارتفاع الأسعار".
وقال كذلك عضو مجلس إدارة شعبة المعادن الثمينة إيهاب واصف، فاعتبر أن تخوف المستثمرين من الصراع الأمريكي – الصيني يدفع إلى حدوث تقلبات في أسعار الذهب، والذي بدوره يؤثر على السوق المصرية بالتبعية.
ولكن تحدث واصف عن سبب آخر أدى إلى هذا الارتفاع الجنوني في سعر الذهب، ألا وهو "زيادة الطلب على الذهب بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، بالنظر إلى سعي المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن لأموالهم هربا من الصراع التجاري والمناطق المتأثرة بتبعات الأزمة".
متى يتوقف
وعادت "بلومبرغ" لتتحدث عن التوقيت المتوقع أن يستمر فيه هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب.
ونقلت الوكالة الأمريكية، عن هوي لي، الخبير الاقتصادي في شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية: "سعر الذهب الحالي يمكن أن يحافظ على قوته خلال 6 إلى 12 شهرا المقبلة".
وأضاف "العالم الآن يعيش حالة محفوفة بالمخاطر، والذهب يستفيد منذ الوضع بصورة كبيرة".
ومضى "هناك أسعار فائدة مخفضة ودولار ضعيف وتوترات تجارية وتوترات جيوسياسية على طول الخليج وبين الولايات المتحدة والصين وفي الشرق الأوسط، كل تلك عوامل مندمجة لن تجعلا سعر الذهب يهبط بسهولة".
أما إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب في الغرفة التجارية في مصر، فقال في تصريحات لموقع "اليوم السابع" إنه بالعكس المتوقع في الفترة المقبلة ارتفاعات جديدة في أسعار الذهب.
وأوضح "سيكون في الفترة المقبلة مزيد من الطلب على الذهب، خاصة مع الارتفاع الكبير في سعر الجنيه أمام الدولار الأمريكي، وفي ظل استمرار التصعيد والحرب التجارية في المنطقة، والتوقعات المستمرة بتباطؤ النمو الاقتصادي، وهذا كله يصب في بوتقة الذهب، الذي يلجأ له الجميع لأنه أقل أنواع الاستثمار خطرا".