شبكة عيون الإخبارية

نواجه العطش بـ 700 ريال للوايت.. والمركز الصحي ما زال حلماً

يشهد الطريق بين قرية عالية الدوداء والمدينة المنورة والبالغة مسافته 75 كلم تكرار معاناة النساء والأطفال وكبار السن من مرضى القرية الباحثين عن مركز صحي يسكن الآلام ويوقف نزيف أم لحظة مخاضها، أو سعال طفل في نوبة ضيق تنفس، أو قلب مسن خلال أزمته، ناهيك عن عدم توفر وسيلة نقل لمحدودي الدخل منهم، في الوقت الذي تمتد معاناة أهالي القرية لتصل حد الظمأ نتيجة النقص الحاد في مياه الشرب.ولطول المسافة بين عالية الدوداء والمدينة المنورة يضطر بعض الأهالي لمراجعة مركز صحي الراغية أو الفريش، إلا أن دوام المركزين يحول دون استفادة المرضى منهما، ما يجبر المرضى للسفر إلى المدينة المنورة قاطعين 150 كلم ذهابا وإيابا.فيما تظل مشكلة شح المياه أحد أهم المشكلات التي تواجه أهالي القرية حيث يضطر بعضهم إلى جلب المياه عبر الصهاريج من المدينة المنورة إذ يصل سعر الوايت الواحد إلى 700 ريال، بسبب قلة الوايتات التي يوافق أصحابها الذهاب إلى القرية لوقوعها بطريق الهجرة السريع.ولا يختلف حال طلاب وطالبات القرية كثيرا عن حال أهلها، فانعدام المراحل المتوسطة والثانوية، يدفع الأهالي للركض على الطرقات لإلحاق أبنائهم وبناتهم في مدارس القرى والمراكز المجاورة، رغم أن ما تشهده عالية الدوداء من كثافة سكانية، ما يستوجب استحداث مدارس لاستيعاب طالبات القرية.يقول المواطن سعيد المطرفي أحد سكان قرية عالية الدوداء: رغم الكثافة السكانية التي تشهدها القرية إلا أنها ما زالت محرومة من المركز الصحي، فالسكان يعانون الكثير حين اقتراب موعد ولادة احدى النساء بالقرية ويضطرون للذهاب إلى المدينة المنورة 75 كلم او اقرب مركز صحي للرعاية الصحية الأولية في «الراغية» (12 كلم عن القرية) او «الفريش» على طريق ينبع (35 كلم عن القرية)، لافتا أن بعض سكان القرية من محدودي الدخل لا يملكون أية وسيلة لنقل مرضاهم، ما يضطرهم للاستعانة بصديق، إلا أن ذلك لا يتوفر بشكل دائم، ما يضاعف آلام المرضى، وربما فوات الأوان.ويطالب سعيد المطرفي الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة بسرعة استحداث مركز صحي خدمة لسكان القرية الذين هم في امس الحاجة لذلك نظرا لبعد القرية عن الخدمات الصحية، ومعاناتهم المستمرة مع نقل مرضاهم الى المراكز الصحية البعيدة عن القرية منذ سنوات طويلة.أما المواطن عوض رباح الصاعدي فيرى أن الموضوع الأكثر أهمية -من وجهة نظره- هو استحداث مدارس للمراحل المتوسطة والثانوية للبنين والبنات، حيث يضطر الطلاب والطالبات إلى الانتقال إلى وادي ريم أو الفريش لدراسة المرحلة المتوسطة والثانوية، متكبدين عناء السفر والانتقال لمسافة 50 كلم ذهابا وإيابا للالتحاق بالمدارس، مشيرا إلى أن بعض الطلاب والطالبات يفتقد أهلهم وسائل نقل تقلهم لهذه المدارس البعيدة، مناشدا الجهات ذات الاختصاص باستحداث مدارس متوسطة وثانوية لتخفيف العبء عن طلاب وطالبات هذه المراحل، وتشجيعهم على مواصلة دراستهم.من جانبه، يقول عتيق سلمان العوفي أحد سكان قرية عالية الدوداء إن القرية لا تبعد كثيرا عن طريق الهجرة السريع ومعروفة منذ القدم، حيث توسعت بشكل كبير عن ذي قبل فأصبحت بحاجة ماسة لعدد من الخدمات الضرورية التي لا غنى عنها، فالأهالي يعانون من شح المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف الآبار الارتوازية التي كانت تمد القرية بالماء، وأصبح كل مواطن بالحي يتكبد المشاق الكبيرة من اجل الحصول على قليل من يروي بها عطش أهل بيته والبعض لا يملك المال الكافي لشراء وايت صغير جدا من اجل تعبئة الخزان الخاص بالبيت الذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في مثل هذه الأيام الشديدة الحرارة التي تستدعي استهلاك كميات كبيرة من المياه ونتمنى أن تجد مشكلة المياه صدى لدى المسؤولين في المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينة المنورة، حيث يجلب الأهالي المياه عبر الصهاريج ونجلب المياه عبر الصهاريج من منطقة المدينة المنورة ويبلغ سعر الوايت 700 ريال وربما لا نحصل على وايت بسبب قلة الوايتات التي يوافق اصحابها على المجيء للقرية لوقوعها بطريق الهجرة السريع.ولا تقف معاناة أهالي القرية عند هذا الحد -والحديث ما زال للعوفي- فالقرية تفتقر إلى السفلتة رغم بعدها عن الأسفلت بمسافة 6 كلم، لافتا إلى أن الأهالي بحاجة ماسة إلى سفلتة الشوارع لحمايتهم من الأتربة والغبار، بالإضافة إلى أن القرية تقع على مفترق طرق، فالطريق الأول من الخط السريع (الهجرة) من مفرق وادي ريم والطريق الثاني من الخط السريع (المدينة المنورة/ينبع) من مفرق ملل الجنوبي وهذا الطريق امتدت منه وصلة طولها 1.5 كلم باتجاه المنطقة ولكنها توقفت ما حدا ببعض سكان القرية في التفكير بالهجرة إلى المدن المجاورة ولا يخفى على الجميع حرص حماها الله على استيطان البادية وتوفير جميع الخدمات لكي تدور عجلة التنمية وتدب الحياة في أرجاء المعمورة، مناشدا الجهات المختصة بسرعة توفير الخدمات في القرية.ويضيف العوفي أن الطريق الجنوبي المؤدي الى القرية من ناحية طريق المدينة المنورة/ينبع السريع طريق تمر به الشاحنات الكبيرة كل يوم بمعدل 100 شاحنة والعديد منها تسبب الحوادث، مطالبا بوضع آلية معينة للشاحنات تجبر قائديها على تخفيف سرعتهم للحيولة دون وقوع ، لافتا إلى أن الطريق غير مخطط ويفتقد لعيون القطط التي تفيد قائدي المركبات في تحديد ملامح الطريق ليلا، بالإضافة إلى افتقاده للوحات الإرشادية التي توضح اخطار الطريق من منعطفات وإبل سائبة واودية.من جهته أوضح لـ«عكاظ» المهندس صالح جبلاوي مدير عام المياه بمنطقة المدينة المنورة أن بعض القرى والاحياء البعيدة عن المدينة المنورة تستفيد حاليا من السقيا من خلال مقاول متعاقد مع المياه لحين استكمال مشاريع المياه المرحلة الثالثة التي ستغطي كافة منطقة المدينة المنورة حتى عام 1450هـ.

جي بي سي نيوز

أخبار متعلقة :