شبكة عيون الإخبارية

خبير آثار يكشف عن أسرار الرهبنة بسيناء منذ القرن الثالث الميلادى

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى من خلال دراسته الأثرية المنشورة بالدورية العلمية للاتحاد العام للأثريين العرب عن منشأ وتطور الرهبنة بسيناء، أن هناك عدة عوامل ساهمت فى انتشار الرهبنة بسيناء، وهى التبرك بالأماكن المقدسة، حيث جبل الشريعة والأماكن التى مر بها نبى الله موسى عليه السلام، والأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة وتوفر مواد البناء من أحجار مختلفة جرانيتية ورملية وجيرية وطمى ناتج عمليات السيول فى سيناء استخدمت فى بناء القلايا (مكان تعبد ومبيت الراهب) والكنائس والأديرة، كما كان الطريق آمنا أمام الراغبين فى حياة الرهبنة بسيناء، وكانت طبيعة المكان المنعزل مناسبة لحياة الرهبنة وتوفر مصادر المياه من طبيعية وآبار وأمطار ونبات، وساهمت كثرة أودية سيناء فى سهولة الاتصال بين المجتمعات الرهبانية.

وأضاف د. ريحان أن بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية منذ استرداد سيناء، كشفت عن منشآت الرهبنة بمراحلها الثلاث المتعارف عليها فى العالم كله بمنطقة طور سيناء بوادى الأعوج 9كم جنوب شرق مدينة طور سيناء، وقرية الوادى 5كم شمال المدينة، وتمثل المرحلة الأولى الرهبنة التوحدية أو الراهب المتوحد وهى مرحلة الفرد المنقطع للعبادة، الذى يتخذ صومعة خاصة به يغلق عليه باب إما بمفتاح أو بواسطة حجر وكانت الصوامع قريبة من بعضها ومن يدخل على المنقطع يعلن قدومه بالنقر على الباب عدة مرات، وقد كشف عن العديد من هذه الصوامع المنفردة بجنوب سيناء منذ القرن الثالث الميلادى وبمنطقة وادى الأعوج صومعتين تعودا للقرن الرابع الميلادى.

ويشير د. ريحان إلى المرحلة الثانية وهى مرحلة "الكينوبيون" وهى مرحلة التوحد الجماعى والتى تعتبر تطورًا طبيعيًا لمرحلة التوحد ومقدمة حتمية للمرحلة الثالثة وهى الديرية وهى الصورة البسيطة للتجمع الرهبانى، حيث يقيم عدد من المريدين والنساك فى منشآت فردية وهى "اللافرا" ثم يجتمعوا أيام الأعياد ويومى السبت والأحد فى مكان عام للخدمات والطعام وكشفت منطقة جنوب سيناء نموذجاً لهذه المرحلة بوادى الأعوج، وتمثل هذه المرحلة منتصف الطريق بين الناسك المتوحد والراهب الذى يعيش حياة مشتركة.

وينوه د. ريحان للمرحلة الثالثة وهى النظام الديرانى الكامل الذى وضع أسسه القديس باخوميوس فى القرن الرابع الميلادى، حيث وضع لهذه الحياة الرهبانية نظمها وطرائقها فى صورتها الجماعية وفى بداية القرن الخامس الميلادى، وجدت الأديرة فى كل الأجزاء الشرقية من الإمبراطورية البيزنطية، ومنها وكانت فى البداية عبارة عن مجموعة من القلايا تخدم مجموعة من الرهبان واختلفت الأديرة فى التخطيط طبقاً للتقاليد الرهبانية وتعاليم البناء المحلية.

وتابع: "يشمل الدير قلايا وكنيسة أو عدة كنائس وحجرات ضيوف والمطعمة وقد جسّد هذه المرحلة بطور سيناء دير الوادى الذى بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى فى نفس توقيت بناء دير سانت كاترين من الحجر الجيرى والرملى المصقول والمشذب جيداً، وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن، حيث أن دير سانت كاترين أضيفت عليه عدة تجديدات وتخطيط الدير مستطيل 92 م طولاً 53م عرضًا، له سور دفاعى عرضه متر ونصف ويخترقه ثمانية أبراج مربعة، ويحوى أربعة كنائس ومعصرة زيتون من حجر الجرانيت الأسود وبئر للمياه أسطوانى الشكل ومطعمة ورحى لطحن الحبوب يجاورها فرن مستدير لعمل الخبز، ويحوى الدير 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين، وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمسيحيين الوافدين للدير للإقامة فترة بالدير وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين آمنين فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء.

اليوم السابع

أخبار متعلقة :