شبكة عيون الإخبارية

اليوتيوبر اليمنى هاشم الغيلى: 33 مليون متابع على الفيس بوك و13 مليار مشاهدة (حوار)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

هاشم الغيلى.. شاب يمنى استطاع أن يصل إلى العالمية ويصبح من نجوم منصات التواصل الاجتماعى، عبر تقديم فيديوهات ذات محتوى معقد بشرح بسيط ومشوق، ليصل عدد متابعيه على صفحة الفيس بوك لـ33 مليون متابع، وتحصد فيديوهاته ما يقرب من 13 مليار مشاهدة. قادما من ريف محافظة حجة شمال اليمن، مرورا بباكستان للبحث عن العلم، ثم الاستقرار فى ألمانيا، كانت رحلة الباحث والمدون هاشم الغيلى خلال 13 عاما، وصفه علماء الغرب بأنه سفير الوجع اليمنى إلى الإنسانية، ويتواصل معه علماء الجيولوجيا من أنحاء العالم، يحمل رسالة محددة وهى توصيل العلم بشكل مبسط، ومحاربة المعلومات الزائفة من خلال نشر فيديوهات تجيب عن الأسئلة العلمية الملهمة والمثيرة للاهتمام.

التقت «المصرى اليوم» مع الباحث «الغيلى» داخل معهد جوته الألمانى أثناء زيارته إلى ، لحضور المؤتمر الدولى لمشروع الصحافة والعلوم، حدثنا فيها عن بداية رحلته فى العلوم والتكنولوجيا منذ لحظة خروجه من اليمن وصولا إلى ألمانيا، وأصعب المعوقات التى واجهته، موضحا أسباب عدم الشغف بالصحافة العلمية فى الوطن العربى، وعدم وجود جمهور لها مقارنة بالصحافة الرياضية أو الاقتصادية. وإلى نص الحوار:

■ ما المحتوى الذى تقدمه فى فيديوهاتك على مواقع التواصل الاجتماعى؟

- أقوم بتبسيط العلوم المعقدة والصعبة وأحولها إلى فيديوهات ثم أنشرها على شبكات التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك ويوتيوب وتيك توك، الفيديوهات تحكى عن مجموعة من المواضيع العلمية فى مجال الطب والفيزياء والهندسة والبيئة وعلوم الفلك والصحة، تتراوح مدة الفيديو ما بين دقيقتين و3 دقائق ونصف.

■ متى بدأ شغفك بالعلوم والتكنولوجيا؟

- شغفى بالعلوم بدأ منذ أيام الطفولة، لكن نشر المعلومات العلمية الموثقة كان فى عام 2009 عندما اكتشفت الفيس بوك ورأيت فيه بيئة خصبة أستطيع من خلاله توصيل المعلومة العلمية لأكبر عدد من المتابعين.

■ حدثنا عن رحلتك العلمية منذ خروجك من بلدك اليمن؟

- فى عام 2008 خرجت من بلدى اليمن عندما حصلت وقتها على منحة من وزارة التعليم العالى، وسافرت إلى باكستان فى 2012 ودرست البيوتكنولوجى، وعام 2013 حصلت على منحة لدراسة الماجستير من دولة ألمانيا، وهناك بدأت أركز فى شبكات التواصل الاجتماعى ودمج خبرتى فى فهم العلوم وصناعة الفيديوهات والمحتوى العلمى.

■ لماذا اخترت منصات التواصل الاجتماعى لنشر فيديوهاتك العلمية عليها؟

- اخترت منصات التواصل الاجتماعى لأنها أسهل وتصل إلى شريحة أكبر من الأشخاص على مستوى دول العالم، مقارنة بالطباعة التى تحتاج إلى وقت كبير وتكلفة ضخمة، أو التليفزيون الذى يقتصر على أشخاص بعينهم، منصات التواصل الاجتماعى يستطيع أى شخص تقديم صناعة محتوى وتقديمه بسهولة، بجانب أن هناك تقريرا صادرا كشف عن أنه فى عام 2022 ما يقرب من 80% من التحركات على الإنترنت والاستكشافات ستكون من الفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعى.

■ هل تحقق لك الفيديوهات الربح؟

- لا أهدف إلى الربح أو الشهرة، وإنما توصيل المعلومة الصحيحة ومحاربة نشر المعلومات الزائفة، التى انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى.

■ حدثنا عن أول علمى قمت بنشره؟

- فى عام 2015 قمت بعمل أول فيديو علمى عن الجيولوجيا، يحكى عن مكان فى دولة أيسلاندا تحت سطح ، يقف الغواص بجوار صخرتين تقع كل صخرة فى قارة مختلفة، هذا الفيديو شاهده 8 ملايين متابع على الفيس بوك، واكتشفت أن نشر فيديوهات علمية يصل إلى الأشخاص بصورة أكبر من نشر الروابط، وهو ما أدى إلى نمو عدد المتابعين على الصفحة الخاصة بى على الفيس بوك من 27 ألف متابع إلى 33 مليونا.

اليوتيوبر اليمنى «هاشم الغيلى»

■ هل توقعت أن تحقق فيديوهاتك العلمية الملايين من المشاهدات؟ ومن هو جمهورك؟

- لا، لم أتوقع أبدا أن تحقق الفيديوهات هذا الرقم الضخم من المشاهدات، وجمهورى لا يقتصر على شريحة معينة أو دولة بعينها، وإنما من جميع دول العالم، فالمحتوى الذى أقدمه مبسط جدا ومشوق، يستطيع أى شخص فهمه بغض النظر عن درجته الجامعية أو خلفيته العلمية.

■ لماذا لا تقدم فيديوهات باللغة العربية؟

- هناك مجموعة من الفيديوهات باللغة العربية، ولكنها لم تكن مشجعة لأنها لم تجد الإقبال مثل الأخرى بالإنجليزية، فترجمة المحتوى العلمى إلى اللغة العربية يحتاج فريقا خاصا، ومن الصعب أن توازن بين نشر فيديو بالإنجليزية وآخر بالعربية، ولكن فى بعض الأحيان يتواصل معى متطوعون لترجمة المحتوى باللغة العربية، فلا يوجد مانع لذلك.

■ ما أصعب مرحلة مرت عليك خلال رحلتك العلمية؟

- بشكل عام الانتقال من باكستان إلى ألمانيا، لأن الدراسة فى باكستان نظرية بحتة بينما فى ألمانيا علمية تكون داخل أحدث المعامل، وهى مرحلة أخذت الكثير من المجهود.

■ ما أوجه الاختلاف بين البحث العلمى فى الوطن العربى والخارج؟

- فى الدول العربية أغلب ما ندرسه نظرى، فنحن مستهلكون للمحتوى العلمى الأصلى الوارد من الخارج، وإنتاجنا للأبحاث العلمية أقل بكثير ويرجع ذلك إلى أنهم يمتلكون فى الخارج الأدوات والموارد وجميع الإمكانيات متاحة، لكن للأسف فى دول الوطن العربى لا يوجد الموارد أو المختبرات المؤهلة لتطوير البحث العلمى.

وأيضا أعتقد أنه بجانب ذلك لا يوجد تكافؤ فى توزيع الفرص فى الوطن العربى، فهناك أشخاص يستحقون ولا يأخذون الفرصة، بينما تجد أشخاصا لا يستحقونها وتجدهم فى الصفوف الأولى، أضف إلى ذلك أن كثيرا من العرب لا يتقنون التحدث باللغة الإنجليزية وهى اللغة الأساسية فى جميع الأبحاث والدوريات العلمية.

■ ما نوعية الفيديوهات التى تلاقى استحسانا ومشاهدة كبيرة من المتابعين؟

- عادة الفيديوهات التى تتعلق بالأشخاص بشكل مباشر أو بالبيئة من حولنا، فعلى سبيل المثال من المواضيع الطبية الحساسة التى تلاقى مشاهدة كبيرة من المتابعين الخاصة بمرض السرطان، فهناك شغف لمعرفة كل ما هو جديد والتطورات الطبية بخصوص هذا المرض، كذلك المواضيع الخاصة بعلم الفلك والسيكولوجى، فالفيديو يكون مؤثرا عندما يتعلق بشخص أثر فى الجمهور وتعلقوا بقصته وشعروا بأهمية هذا الإنجاز.

وقمت بعمل فيديو كان عبارة عن اختراع فى إفريقيا، فهناك أماكن لا يستطيعون فيها الحصول على الماء بسهولة، ويحتاج ذلك إلى سفر لأماكن بعيدة، وكانوا يحملون جراكن المياه على رؤوسهم فقام أحد الأشخاص باختراع شىء سهل، وهو عربة تجر على الأرض ومحملة بالجراكن، حصل هذا الفيديو على 41 مليون مشاهدة، وتواصل معى عدد من الأشخاص لمعرفة هذه الأماكن، وانطلقت حملة تبرع، وأخبرنى مدراء الموقع أن أكثر من 12 ألفا استفادوا من هذا المشروع بسبب الفيديو الذى قمت بنشره.

■ حدثنا عن أولى تجاربك فى أفلام الخيال العلمى؟

- تجربتى فى أفلام الخيال العلمى بدأت فى عام 2018، بفيلم اسمه simulation «المحاكاة»، مدته 25 دقيقة على اليوتيوب، وحولته إلى رواية مؤلفة من 64 صفحة ويتم تعديلها الآن لنشرها العام القادم، وأكتب الآن فيلما آخر، خيال علمى أيضا، مدته ساعة ونصف يحكى عن البشرية فى المستقبل عام 2500 وحدوث مشاكل بيئية ووقوع خلافات بين سكان الأرض والفضاء.

■ كيف تم دعوتك لحضور المؤتمر الدولى العلمى لمشروع الصحافة بمعهد جوته؟

- التقيت مع عدد من القائمين على معهد جوته فى عام 2018 فى إحدى الندوات ببرلين، واستمر التواصل بيننا وقمت بزيارة مصر عام 2019 للمرة الأولى، واستدعونى هذا العام لحضور المؤتمر الدولى لمشروع الصحافة والعلوم، وبالفعل قبلت الدعوة على الفور لأن مصر أم الدنيا.

■ الصحافة العلمية فى الوطن العربى ليس لها جمهور عريض.. لماذا؟

- أعتقد أن الموضوع مرتبط بطريقة عرض المعلومات، فعدد كبير من القراء مل من قراءة النصوص الطويلة التى لا تحتوى على صور لعرض المعلومة، فلا بد من الكتابة بأسلوب جذاب ومبسط، مصحوب بالصور الملونة لخلق الشغف عند القارئ لقراءة الموضوع.

كذلك لا بد من مواكبة العصر والتكنولوجيا فالعالم أجمع اتجه الآن إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بشكل أكبر، وكل يوم تظهر شبكات جديدة على الإنترنت، ولا بد من تدريب الصحفى على الانتقال من الصحافة التقليدية إلى الحديثة، من أجل الوصول إلى أكبر عدد من القراء.

■ ما مصادرك فى الحصول على المعلومة؟

- المعلومات المنشورة فى المجلات العلمية التى لها صدى كبير، فالبحث العلمى فى الخارج يمر على 7 علماء للموافقة على النشر، وأسعى لطرح الأسئلة دائما، وفى حال مواجهة شىء معقد لا أفهمه أتواصل مع العالم صاحب البحث عبر الإيميل، وأحيانا أرسل له اسكريبت الفيديو للتأكد من صحة المعلومة، وأحيانا يبادر عدد من العلماء بإرسال البحث العلمى لى قبل نشره، حتى يتزامن نشر البحث مع الفيديو فى نفس الوقت، وهو الأمر الذى يسعدنى جدا.

■ ما الذى تتمنى تحقيقه خلال الفترة القادمة؟

- أتمنى صناعة الأفلام بشكل أكثر احترافية لعرضها على شاشات التليفزيون العالمية، والتعمق فى كتابة الروايات لأنى شغوف بها، وتستطيع نقلك من عالمك إلى عالم آخر افتراضى.

المصرى اليوم

أخبار متعلقة :