أخبار عاجلة

إنت مش حر

106 أيام هى عمر ملف الطريق إلى الرئاسة، الذى أطلقته «المصرى اليوم»، فى 31 من يناير الماضى، وشرفت بالإشراف عليه، لتسجل سبقاً زمنياً على كل وسائل الإعلام المصرية فى تخصيص مساحة يومية ثابتة لتغطية السباق الرئاسى من مهده إلى منتهاه، ساعية كعادتها إلى تقديم الوجبة الكاملة ومتنوعة القوالب لقارئها الكريم.

والطريق إلى الرئاسة حقاً لم يكن ممهداً من الجانب الصحفى والإعلامى بعكس ما يظنه البعض، بل كان وعراً مليئاً بالمطبات المهنية، ومن ثم حاولت «المصرى اليوم» أن تسلكه بهدوء وحذر وحرص على الحياد والإتاحة لجميع من وصّفوا بالمرشحين المحتملين فى أول المضمار، والذين لم يتبق منهم سوى فرسى الرهان الانتخابى المشير عبدالفتاح السيسى والأستاذ حمدين صباحى فى آخره.

ولا أخفيكم سراً أننا عانينا الأمرّين خلال عملنا فى هذا الملف بسبب حرصنا على حياد حاولنا اختلاقه بشتى السبل والأدوات الصحفية، بيد أنه فى الغالب كان أشبه بالسباحة البدائية ضد تيار جارف، متمثل فى انحياز شبه مجتمعى لمرشح دون الآخر، مهما حاول البعض مغايرة هذا الواقع، ورغم إدراكنا الكامل هذا الانحياز الشعبى «المبرر» فى كثير من الأحيان، والمؤسسى «غير المبرر»، إلا أن أرشيفنا فى هذا الملف على مدار قرن من الأيام يؤكد صدق مساعينا نحو الحياد والموضوعية.

للحق أقول كنا أمام مرشحَيْن: الأول امتلك كافة أدوات الترشح من ظهير شعبى وحلم وخطط لمستقبل واعد مدعومة بوعود عربية طيبة ومطمئنة ليس لأبناء هذا الجيل فحسب، وإنما إذا تحولت لواقع ملموس، فستنعكس آثارها لأجيال قادمة، ومرشح ثانى اعتمد على تاريخه النضالى وخبرة انتخابية سابقة وبرنامج طموح ومحدد زمنياً، والأهم من هذا وذاك كان لديه أمل فى مفاجأة، أو بالأحرى رهان محمود على تغير المزاج الشعبى تجاه منافسه.

كانت أمامنا مهمة شاقة لمتابعة ما يصدر عن هذين المرشحين سراً وعلنا، وإن كان التعامل مع المرشح حمدين صباحى أيسر كثيراً، لما اتسمت به حملته الانتخابية من احترافية وسرعة فى التعاطى الإعلامى، على النقيض تماماً من التعامل مع المرشح عبدالفتاح السيسى، الذى كان التكتم سمة رئيسية لحملته الانتخابية، التى افتقدت ما يعرف بالأخبار الاستباقية، فجعلتنا جميعاً مجرد ناقلين لأحداث «بايتة». اليوم ونحن على أعتاب نهاية الطريق إلى الرئاسة، آن لنا أن نتخلى عن حيادنا ونتجرد من موضوعيتنا ونعلن انحيازنا التام، ليس لأى من المرشحين، بل للصندوق الزجاجى الشفاف الذى سيحدد رئيس جمهورية 30 يونيو.. ومن هذا المنطلق يجب أن يعلم المصريون جميعاً أنهم ليسوا أحراراً لمدة يومين ليس أكثر، نعم هم ليسوا أحراراً فقط فى قرار المقاطعة، لما تمثله من خيانة لثورة شعب، ولذا فإن كان بيننا مقاطعون على طريقة صوتى مش هيفرق، فليعلموا أنهم سيسألون تاريخياً لعدم المشاركة فى هذا العرس، وإن كان بيننا مقاطعون لعدم قناعة سياسية بأى من المرشحين، فاجعلوها مقاطعة إيجابية عبر الذهاب إلى الصندوق وإبطال الصوت، فهذا أفضل وأكثر احتراماً للنفس والغير.

خلاصة القول أن تعيش لحظة تاريخية فارقة ينبغى أن يكون كل مصرى على قدر مسؤوليتها، خاصة ونحن على وشك إسدال الستار على الاستحقاق الثانى لخارطة المستقبل، فيجب علينا جميعاً تلبية نداء وطن بالفعل هو فى أشد الحاجة إلينا، علينا بالاحتشاد والنزول لاختيار «واحد مننا» لـ«تحيا مصر».

SputnikNews