أخبار عاجلة

إيران تطلب من القوى الكبرى مراجعة عرضها بشأن المفاوضات النووية

إيران تطلب من القوى الكبرى مراجعة عرضها بشأن المفاوضات النووية إيران تطلب من القوى الكبرى مراجعة عرضها بشأن المفاوضات النووية

كتب : أ ف ب منذ 49 دقيقة

طلبت إيران اليوم من القوى الكبرى إعادة النظر في اقتراحاتها في المفاوضات النووية، معتبرة أن عرضها السابق لم يعد قائما، وذلك قبل أيام من استئناف المحادثات في جنيف.

وأثناء اجتماعين في الماتي (كازاخستان) في فبراير وأبريل الماضيين، قدمت القوى الكبرى عرضا يتضمن وجوب موافقة إيران خصوصا على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وتخفيف أنشطة التخصيب في موقع فوردو الواقع تحت الأرض على بعد 100 كيلومتر جنوب طهران، والذي يصعب تدميره بعمل عسكري، وفي المقابل، توافق القوى الكبرى على تخفيف بعض العقوبات المفروضة على تجارة الذهب وقطاع البتروكيمياويات.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام اليوم، أن "العرض السابق لمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) أصبح من التاريخ، وعليهم المجيء إلى طاولة المفاوضات مع مقاربة جديدة"، في وقت من المقرر أن تُستأنف المحادثات بين الجانبين يومي 15 و16 أكتوبر في جنيف.

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، الأسبوع الماضي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن القوى الكبرى تنتظر رد إيران على هذا العرض، الذي اعتبرته إيران غير كافٍ في تلك الفترة.

وبحسب ظريف، فإن اتفاقا حول الملف النووي الإيراني يمكن أن يتم في غضون عام، لكن "لن نسمح بأن نتفاوض لمجرد مبدأ التفاوض. المسألة النووية تشكل اختبارا كبيرا لمعرفة ما إذا كان الغرب يسعى فعليا لحل".

ومفاوضات جنيف ستكون الأولى بين "5+1" وإيران منذ انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في يونيو، الذي أعرب عن الأمل في التوصل سريعا لاتفاق مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل الشديد، بينما لم تتقدم المفاوضات منذ ثمانية أعوام.

وشدد روحاني مع ذلك على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، وسط مخاوف الغربيين والإسرائيليين، الذين يتهمون إيران بالسعي لامتلاك السلاح الذري، وهو ما تنفيه طهران، وتكرر أن برنامجها النووي مدني بحت.

وقام روحاني بزيارة تاريخية إلى الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر، وتحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعدما كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ 1980.

والتقى وزراء خارجية إيران ودول مجموعة "5+1" في نيويورك، ما شكل سابقة أيضا، بهدف استئناف المفاوضات.

ورحب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، بالتحرك الدبلوماسي الذي قام به روحاني، لكنه انتقد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين.

وقال ظريف إن "هدفنا هو التحكم بالطاقة النووية السلمية، وخصوصا تخصيب اليورانيوم على أرضنا، وهدفهم هو أن يبقى برنامجنا سلميا دائما. يتعين إيجاد وسيلة لبلوغ هذين الهدفين في الوقت نفسه".

ومن جانب آخر، دعا ظريف في مقابلة بثتها CNN الأمريكية السوم، إلى علاقات أفضل بين إيران والغرب.

وقال إنه "لم يستفد أحد من هذا النمط من العلاقات الذي أقمناه في السنوات الثماني الماضية. هناك ضرورة للتغيير". وأضاف: "آمل أن يدرك الجميع أننا بحاجة لتغيير تلك العملية، وإنهاء وضع كان الجميع فيه خاسرين، على أمل بدء شيء جديد يكون مفيدا للجميع".

وردا على اتهامات الغرب وإسرائيل لإيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، قال ظريف: "لن نمتلك قنبلة، لأننا لا نرى أن ذلك يصب في مصلحتنا".

ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن ظريف قوله إن إيران مستعدة "لشفافية تامة" بخصوص برنامجها النووي لطمأنة المجموعة الدولية، وإنه "لو نجحت الضغوط على إيران لما كان لدينا اليوم 18 ألف جهاز طرد مركزي"، في إشارة إلى العقوبات الدولية التي فُرضت على طهران.

وزادت طهران في الأشهر الأخيرة قدرات التخصيب، وخصوصا بزيادة آلاف أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز، وبتركيب ألف جهاز آخر من الجيل الجديد الأكثر قدرة وسرعة.

ولأضاف ظريف لأن "العقوبات طالت الحياة اليومية لكل الإيرانيين (...) ورغم هذه الضغوط لم يحقق الغرب أهدافه. يجب وقف هذه اللعبة وبدء أخرى يعترف فيها الغربيون بحقوق إيران في التخصيب".

ومن جهته، حذر وزير الاقتصاد الإيراني علي طيب نيا، من أنه يجب عدم تعليق آمال كبرى على "رفع العقوبات في مستقبل قريب"، والاعتقاد بأن رفع العقوبات سيؤدي إلى "حل المشاكل" سريعا.

وأدت العقوبات النفطية والمصرفية والتجارية التي فُرضت على إيران منذ مطلع 2012، إلى تراجع العائدات النفطية بمعدل النصف، ما تسبب بتراجع قيمة العملة الوطنية وتضخم بنسبة 40%، بحسب الأرقام الرسمية.

ولو أنهم أشادوا برغبة إيران في التوصل لاتفاق، يعبر الغربيون عن قلقهم من بعض جوانب البرنامج النووي الإيراني.

وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم، باعتماد الشفافية بشأن الأنشطة في فودرو والمفاعل الذي يعمل بالمياه الثقيلة في أراك.

ومن جهته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، المجموعة الدولية إلى عدم تخفيف الضغط على إيران، معتبرا أن العقوبات "على وشك تحقيق هدفها"، المتمثل في "حرمان إيران من قدراتها على التخصيب".

DMC