"ستار وير" تبدأ تأسيس أكبر فريق عربى للحماية الاختراقات المعلوماتية

"ستار وير" تبدأ تأسيس أكبر فريق عربى للحماية الاختراقات المعلوماتية "ستار وير" تبدأ تأسيس أكبر فريق عربى للحماية الاختراقات المعلوماتية

فى خطوة غير معهودة فى الوطن العربى، بدأت ستار وير تنفيذ خطتها الرامية إلى تأسيس أكبر فريق عربى للحماية الاختراقات المعلوماتية، وهو ما أطلقت عليه اسم ."Arab Cert"

يذكر إلى أن كلمة سرت CERT ترمز إلى "فريق التدخل السريع فى عالم الكمبيوتر" أو Computer Emergency Response Team، وهو فريق عادةً ما يكون حكومياً فى معظم دول العالم، وأشهر فرق السرت عربياً هى تلك التى فى قطر ثم الإمارات ثم على الترتيب.

لكن ستار وير كان لها رأى آخر، حيث ارتأت أنه يجب أن يتم تأسيس فريق عربى، وليس محلى، يعمل لصالح العرب جميعاً ويتألف منهم جميعاً، فالجرائم الإلكترونية لا يمكن مواجهتها بعشرة أو عشرين موظفاً حكومياً فى أى فريق سرت فى أى دولة عربية، بل يجب أن يتوافر لذلك مئات إن لم يكن آلاف المشاركين فى ذلك الفريق المأمول له أن يكون على مستوى عالمى، حيث إن نواته الأولى تتضمن هاكرز كباراً، معروفين على مستوى العالم العربى بقوة.

الفكرة تتلخص فى جذب المتعاونين فى هذا المجال، بل وتدريب المهتمين من خارج المجال لحثهم ومساعدتهم عملياً على الدخول فيه، إلى جانب رعايتهم وتنظيمهم فى إطارٍ قانونى سليمٍ ينأى بهم عن انتهاك أى من القواعد الأخلاقية أو القانونية على السواء، ليس هذا فقط، بل إن حجم الفريق وقدراته الفنية الرفيعة وشهرته التى من المتوقع أن يكتسبها بسرعةٍ شديدةٍ، سوف تمنحه مكانةً وموثوقيةً غير مسبوقةٍ فى الوطن العربى.

ولعل أذكى ما فى الفكرة، هو تكامل أركانها، فهى تبدأ بالمحترفين وتدريب غير المحترفين، ثم تتيح التبادل العلمى بينهم باستمرار، وتعمل على تسويق قدراتهم ومهاراتهم لخدمة الوطن، سواء بالمجان تماماً للمنشآت الحكومية، أو بمقابلٍ مالى بسيطٍ لتلك الشركات والمنشآت غير الحكومية.

ولنا أن نتوقع أن فريقاً بهذا الحجم وتلك السمعة الراقية المتوقعة له نظراً لأهدافه ونشاطاته، سوف يمكن أعضاءه أيضاً من الكسب المادى دون النظر إلى انتمائهم لشركات عالمية تتربح الملايين دونما عمل جاد، بل إنها عادةً ما تترك خلفها العديد من الكوارث والمآسى فى بنوكنا وشركاتنا الكبرى فى الوطن العربى.

وقد تحمس الكثيرون من الشباب الواعى للفكرة، وانضموا لها بالفعل، وأنشئوا لهم مجتمعاً إلكترونياً خاصاً يجمعهم على حب الوطن وخدمته، وقرروا أن يبدءوا حملة التدريب لغير المحترفين، وكان لهم أن بدءوا فعلياً تقديم كورس تدريبى مختلف فى نوعيته تماماً عن باقى الكورسات المعروفة فى هذا المجال المعلوماتى، إذ أنه يركز على الجانب التدريبى العملى لا ذلك النظرى الأكاديمى، ففيه تدرس الأفكار والطرق العملية الذكية لاكتشاف الثغرات الأمنية فى مواقع الإنترنت والشبكات المعلوماتية.. ولعل ما لفت أنظار العديد من الدارسين فى هذا الكورس ورفع من معنوياتهم، هو استشعارهم لاهتمام المدربين بهم، اهتماماً غير مادى، فقد لمسوا بأنفسهم أن حجم ما ينفق فى أيام التدريب يفوق قيمة الاشتراك المالى فيه، فبعد أن كان للكورس جدول محدد المعالم والأيام، نجد أن الحاجة العملية للمشتركين فيه قررت ألا حدود لأيام التدريب وعددها، ولأول مرة فى مثل هذه الكورسات نجد العديد من المدربين أمام يقفون إلى جانب زملاء الغد من المتدربين ليسألوهم دون أن يشعروهم بأى حدودٍ للوقت.

الجميل فى هذا الفريق -كما تخبرنا شركة ستار وير المنظمة له- هو أنه لا توجد بين أفراده أية انتماءاتٍ سياسيةٍ على الإطلاق، بل الجميع يجتهدون من أجل بلدهم لا غير، فلن تلحظ ما يميز -أو قل يفرق- بين أعضاء هذا الفريق، بل حتى الديانة لا تشكل ملمحاً فارقاً بينهم، هم سعيدون للغاية بهذا الجو الجميل، والذى لا يفرق حتى بين مدير فى إدارة المعلومات فى بنك أو مهندس فى موبايل شهيرة، وطالبٍ فى المرحلة الثانوية، أو حتى محاسب فى جريدةٍ مشهورة! لا تعجب عزيزى القارئ فكل هذه الفئات ممثلة بالفعل فى فريق ArabCERT الذى نعتبره فكرةً ذكيةً انطلقت من أرض طيبة.

ولقد أعجبنا فى أسرة تحرير "اليوم السابع" بالفكرة جداً، فقررنا أن نكون من أوائل الحضور فى حفل التكريم الذى سوف يقام للفائزين فى المسابقة التى سوف يختتم بها الكورس الأول لهذا الفريق، كى نتابع ونبتهج بما لدى مصر من إمكاناتٍ شابة تبعث الأمل فى جيلٍ واعدٍ، هو أشد ما نحتاج إليه هذه الأيام من تاريخ بلادنا الحبيبة.

اليوم السابع