تحاول أمريكا منع وقوع خسائر في أرواح المدنيين، في ظل ضرباتها الجوية في عدد من مناطق العالم، لكنها لم تنجح، وهو ما دفع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، إصدار تعليماته للوزارة بتعزيز الجهود الرامية لمنع وقوع خسائر من المدنيين في الضربات الجوية للقوات الأمريكية.
وجاء القرار في أعقاب عقب صدور تقرير مؤسسة «راند» الذي وجد أن عمليات وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» تتسبب على نحو منتظم في حجم ضحايا من المدنيين يتم التهوين من عددهم في بعض الحالات حسب شبكة سي بي إس الأمريكية.
وطلب أوستن من صناع السياسة في البنتاجون وضع خطة تنفيذية لفترة 3 شهور القادمة حول كيفية منع الأضرار على المدنيين من جراء الضربات الجوية، وذكر أن حماية المدنيين الأبرياء خلال تنفيذ العمليات تظل ذات أهمية حيوية للنجاح النهائي للعمليات كما أنها أولوية استراتيجية وأخلاقية.
وكانت قد أقرت القوات الأمريكية بتنفيذ ضربة جوية في العاصمة الأفغانية كابول في أغسطس الماضي مستهدفة إرهابيين من تنظيم داعش لكن الضربة تسببت في مقتل 10 مدنيين من بينهم 7 أطفال.
من جانبه، قال مايكل ماكنيرني، إن الجيش الأمريكي منح في كثير من الأحيان تعويضات «على شكل هبات»، أي تعويضات مالية لأسر الضحايا من دون الاعتراف بمسؤوليته القانونية، في أفغانستان والعراق.
وأضاف ماكنيرني أن «البنتاجون بحاجة إلى أن يوضح بشكل أكبر الغرض من هذه المدفوعات. هل هي موجودة لمساعدة القوات الأميركية أو قادة الوحدات كما استخدمها البعض في أفغانستان.؟ أم ينبغي استخدامها للاعتراف بالأخطاء وللمحاسبة؟».
وتأتي هذه الإصلاحات بعد نشر تحقيقات عدة في صحيفة نيويورك تايمز تظهر أن ضربات الطائرات المسيرة التي بات الجيش الأميركي يفضل اللجوء إليها منذ 2014 في حربه ضد الجماعات الجهادية في أفغانستان والعراق وسوريا تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم كثير من الأطفال.
و اتهمت الصحيفة قوة أمريكية خاصة تعمل في سوريا، أحيانًا في سرية تامة، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في مارس 2019 بالقرب من الباغوز، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصًا بينهم نساء وأطفال، وفقا للوكالة الفرنسية.
