مقصلة موت وعربة بأحصنة.. إبادة الأرمن بين اعتراف "بايدن" ومأزق تركيا

مقصلة موت وعربة بأحصنة.. إبادة الأرمن بين اعتراف "بايدن" ومأزق تركيا مقصلة موت وعربة بأحصنة.. إبادة الأرمن بين اعتراف "بايدن" ومأزق تركيا
فيما تحل الذكرى الـ106 لمجازر العثمانيين بحق أسلافهم إبان الحرب العالمية

مقصلة موت وعربة بأحصنة.. إبادة الأرمن بين اعتراف

مع إحياء الأرمن الذكرى السادسة بعد المئة للمجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق أسلافهم إبان الحرب العالمية الأولى، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف بلاده ما حدث بإبادة جماعية.

ولا يعتبر "بايدن" الرئيس الأول للولايات المتحدة الذي يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، حيث سبقه في ذلك الرئيس الأميركي رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي، لكن ذلك جاء وقتها في سياق خطاب وليس اعترافاً رسمياً.

ورغم أن الاعتراف الأميركي بالمذبحة الأرمنية قد لا يترتب عليه عواقب قانونية كأن تلزم أنقرة بتعويض الضحايا، إلا أنه تعتبر تكريماً للشعب الأرميني.

النجاة من مقصلة الموت
ووفق تقرير نشرته اليوم "سكاي نيوز عربية"، يروي علي أرتين الأب لتسعة أبناء والجد لـ 13حفيداً، والذي يعيش في منطقة تل علو بريف مدينة القامشلي في قرية عرفت باسم والده "أرتين الأرمني"، قصة نجاة الوالد من مقصلة الموت.

ويسرد علي "77عاماً" لموقع "سكاي نيوز عربية" تفاصيل الرواية المؤلمة التي نقلها له والده بعد هروبه مع عائلته المكونة من أربعة أشخاص على ظهر حصان من مدينة أضنة التركية باتجاه سوريا.

وبحسب علي، فإن جده بيروس هوكيان، كان ضابطاً بارزاً في الجيش العثماني وهرب مع جدته ألماز وعمه نوبار ووالده الذي كان في الثامنة من عمره، لكن الجيش العثماني تمكن من أسرهم مع آلاف الأرمن، وقتلوا الرجال منهم وباعوا النساء والأطفال في سوق نخاسة فتحوها على مقربة من رأس العين، وكان البيع بالمقايضة برغيف خبز.

وعاش "أرتين" مع عائلة عربية من مدينة الرقة، وسجل باسم مرتن الناصر في سجلات الدولة السورية نسبة للعائلة العربية، وشب داخلها وانتقل للعيش في ريف القامشلي.

وفي رواية بهيجة موسى ابنة نظريان شوربجيان، الحفيد الضحية من أمراء الأرمن، تقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن والدها كان يعيش في بيت فاخر في قيصري بتركيا مع أشقائه وشقيقاته، لكن التركية صادرته بعد هروب عائلة والدها بعربة يجرها ثلاثة أحصنة والوجهة كانت باتجاه الجنوب.

وأشارت إلى أن والدها كان في السابعة من عمره ومن ضحايا الإبادة الثانية، وتضيف: "توفيت جدتي في الطريق قبل الوصول إلى سوريا بعدة أيام، وبعد الوصول تفرقت قوافل الأرمن ففقد والدي عائلته".

ووصل "نظريان" المنطقة المتوسطة بين مدينة جزير الكردية في تركيا وعين ديوار السورية لينقض الجنود الأتراك على الأرمن ومنهم "نظريان" الذي كاد أن يموت من النزف بعد أن طعنه جندي تركي في ظهره.

وتضيف بهيجة أن عائلات كردية من قرى عين ديوار اشتبكت مع الجنود الأتراك لإنقاذ الضحايا وتمكنوا من إنقاذ والدها وبعض الناجين منهم، وتبنوا رعايتهم لينتقل "نظريان" إلى كنف عائلة إسماعيل الموسى التي ربته كابن لها، وأسمته مصطفى الموسى وزوجته إحدى بناتها.

الهروب إلى قزلتبة
والد عرنة العلاوي التي تعيش في مدينة الحسكة كان في الخامسة من عمره حين قتل الجنود العثمانيون عائلته، وقالت لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن عائلة كردية بارزة في قزلتبة تدعى عائلة حمو خبأته مع عدد من الأطفال الأرمن ورعتهم، وحين كبر وصلت عائلات كردية فارة من منطقة زوزان التركية من مجازر ارتكبها الأتراك بحقهم، من ضمنهم والدتها حليمة التي تزوجت بوالدها وانتقلا للعيش في سوريا.

الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن هو اعتراف رسمي أن المجازر المنهجية والترحيل القسري للأرمن التي ارتكبت من قبل الدولة العثمانية منذ 1915 حتى 1923، تمثل إبادة جماعية، لكن من وجهة نظر الأكاديمية دانييلا القرعان، الباحثة في الشؤون السياسية والقانونية، فهي خطوة ليس لها عواقب قانونية، مشيرة إلى أن البيانات بدون التزامات قانونية لن يكون لها أي فائدة، لكنها ستضر بالعلاقات التركية الأميركية.

واعتبرت دانييلا في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، الخطوة الأميركية بمثابة انتصار معنوي هائل للشعب الأرميني، إلا أن هذا الاعتراف سيغضب أنقرة التي تصر على عدم حدوث إبادة.

وبينت الباحثة القانونية أن الاعتراف بمصطلح الإبادة الجماعية من قبل الرئيس، سيؤدي إلى قيام مواطنين أميركيين من أصل أرمني بتقديم مطالبات بالتعويض المالي والمطالبة بالممتلكات ضد تركيا، مشيرة إلى رفض القضاة في الماضي بعض دعاوى التعويض والممتلكات المرفوعة في الولايات المتحدة لأن: "السلطة التنفيذية آنذاك لم تقبل ادعاء الإبادة الجماعية".

صحيفة سبق اﻹلكترونية