أخبار عاجلة

مركز صحي.. غرف مفروشة للمخالفين

مركز صحي.. غرف مفروشة للمخالفين مركز صحي.. غرف مفروشة للمخالفين
في وقت ينتظر أهالي قرية الملحاء شمالي محافظة صبيا بجازان بفارغ الصبر أن تشرع أبواب المركز الصحي، معلنة استقبال مرضاهم الذين يتنقلون هنا وهناك من أجل جرعة علاج، وضماد لآلامهم، تحول مبنى المركز المكتمل البنيان والمنتهي العمل فيه إلى مأوى لكل من يريد أن يقيم إقامة مجانية، بلا حسيب أو رقيب، أو تفضح ما يتم داخل المقر.الكل هناك يجزم أن سكان المركز متخلفون، فلا هوية لأحدهم، فيما الأهالي يشيرون إلى أنه ربما بينهم من روج لما يخالف الدين، وباع ما يخالف الضمير.«عكاظ» اقتربت من المقر للتعرف على حقيقة ما يدور داخله، وما إذا كان ضمن المشاريع المتعثرة أم أن الإهمال السبب في عدم الاستفادة منه، في المدخل تستقبلك تراكمات النفايات بشكل يشوه منظر الطريق المؤدي إليه، حيث يجاور المركز مدرسة حكومية، لتشاهد حينها تحركات من خارج المبنى لأشخاص من مخالفي الإقامة كانوا ينوون الدخول، لكنهم عزفوا عن ذلك، عندما أدركوا أن ثمة رقابة على الموقع.في الواجهة، تبدو اللوحة التعريفية للمركز خالية من أية تفاصيل، فلا اسم للشركة المنفذة، ولا تاريخ انتهاء العقد، فيما العلامة الوحيدة التي تدل على المشروع مسمى «مركز صحي الملحاء».اقتربنا وهممنا بدخول المركز، والغريب أن هناك أحد الحراس المتواجدين في الموقع، الأمر الذي يثير الاستغراب في كيفية اختراق هؤلاء المخالفين للباب الخارجي بكل سهولة.حاولنا استئذان الحارس لدخول المبنى، لكنه حاول أيضا الاعتذار بالمنع، سألناه عدة أسئلة ليعترف أنه ليس مقيما بشكل نظامي، بل ويعمل حارسا مقابل راتب يصل إلى 1500 ريال، وفي النهاية استسلم لطلبنا وبدأنا الجولة.كنا لا نعلم ماذا يوجد بالداخل خاصة أن المركز يقع بالقرب من مجرى وادي بيش المعروف باحتضانه للكثير من مجهولي الهوية وبائعي الخمور.وفي الداخل كان المشهد واضحا، فالمقر الذي لم يحدد له موعد لافتتاحه وتدشينه، يحوي خزان مياه أرضيا ممتلئا وملوثا، فيما النفايات تملأ كل موقع في ساحات المبنى الخارجية، وهناك الخبز اليابس، وبدا واضحا على جدران المبنى أنها شاخت قبل أن تبدأ مرحلة التدشين، فالشقوق واضحة، والساحة الداخلية تحولت إلى استراحة للعشاء أو الغداء ومكان لحفظ أغراض مرتاديه وتتجمع فيه ملابس كثيرة، استغربنا وجودها في ظل وجود حارس واحد في المركز الذي كانت علامات الارتباك واضحة على وجهه، والتي تتضاعف كلما بدأنا في الدخول لعمق المركز، خاصة أن الدافع للدخول كان صوت تحركات في الداخل.وفجأة ظهر علينا عدد من الأشخاص عند أحد المصاعد، الذين حاولوا تجنب المقابلة، إلا أننا داهمناهم ليعترفوا أنهم يعملون في القرية، وفي الليل يفدون إلى المركز للنوم مقابل مبلغ بسيط يدفعوه للمبيت.وبالصعود إلى الأعلى وجدنا حقيقة الأمر، هناك غرف نوم ومفارش وأغطية وتلفزيون مما يؤكد أن المستأجرين حسب قولهم آمنون في الداخل.حاول أحدهم استمالتنا باستضافتنا بأكواب من الشاي، لكن الغريب الذي لم نتوقعه، أن بعضهم بدأوا يتناولون القات بجرأة ودون وازع أو خوف.وفيما بدا ما في داخل المركز يعكس صدق أحاديث الأهالي وتخوفاتهم من امتداد الخطر لهم، كشف أحمد علي أنه سبق أن تمت مطالبة قطاع الرعاية الصحية بمحافظة صبيا بدعم المركز الصحي الحالي بالتجهيزات والكوادر الطبية والفنية في مختلف التخصصات التي يحتاجها المركز، إلا أنهم يعتذرون عن تنفيذها بحجة أن هناك مشروع مبنى حكومي للمركز يتم تنفيذه، وسيتم دعمه عند تشغيله، لافتا إلى أنه لم يتم دعم المركز بالكوادر التي يحتاج إليها.وأوضح مكي النعمي أن العمر الافتراضي للمبنى الجديد بدأ يتناقص حيث بدت التشققات والتصدعات واضحة على جدرانه الخارجية، مما قد يستدعي ترميمه قبل تدشينه، فيما طال الإهمال رمي النفايات وتراكمها أمام المبنى وعلى جنبات الطريق الموصل إليه بالإضافة إلى تشغيل حارس مخالف جعل المركز مأوى لأصدقائه.وحمل الأهالي الشؤون الصحية المسؤولية الكاملة عن تحول المشروع إلى مأوى للمتسللين.تحت الإنشاءأوضح الناطق الإعلامي بصحة جازان محمد بن علي الصميلي أن المبنى الجديد لقرية الملحاء تحت الإنشاء من قبل الشركة المنفذة للمشروع ولم يتم تسليمه للشؤون الصحية والشركة هي معنية بحراسته.

جي بي سي نيوز