أخبار عاجلة

موظفات الكاشير يواجهن الفضول والنظرات القاصرة

موظفات الكاشير يواجهن الفضول والنظرات القاصرة موظفات الكاشير يواجهن الفضول والنظرات القاصرة

 زين عنبر (جدة)

تواجه العاملات في قطاعات العمل الجديدة في محال المستلزمات النسائية ومتاجر السلع الاستهلاكية في محافظة جدة نظرات الفضول من بعض نماذج المجتمع المحلي، ووفقا للمختصين في علم الاجتماع فإن عدم القبول الاجتماعي للمهن الجديدة كان يسيطر على الأذهان في وقت سابق، إلا أن المهن هذه كالتمريض والطب أصبحت من المهن المقبولة اجتماعيا، وأكد المختصون أن عامل الوقت كفيل برفع سقف الوعي لدى أفراد المجتمع المحلي لتغيير ثقافتهم نحو مجالات عمل المرأة التي وفرها سوق العمل.بداية تقول فاطمة حامد بائعة في أحد محلات المستلزمات النسائية في مركز تجاري بجدة: «إن غالبية أفراد المجتمع ترفض كل جديد باعتباره دخيلا تجب محاربته ومن ذلك وظائف المرأة المستحدثة في القطاعات المختلفة كالطب والتمريض والإعلام وإدارة الأعمال، وأخيرا وليس آخرا أمينات الصندوق، ونجاح المرأة في مثل هذه المجالات يجبر المجتمع على تقبل كونها في مثل هذه المواقع والتعود على اقتحامها مجالات العمل الجديدة، وبالتالي حرص أولياء الأمور مستقبلا على عمل بناتهم في المجالات الجديدة واستبدال آرائهم بالتأييد بعد الرفض».ومن جهتها تقول نهلة بائعة في إحدى محلات المستلزمات النسائية: «أواجه استغرابا من بعض المستوقين الأمر الذي يصل إلى سؤالي عن مدى تقبل أسرتي للعمل «كبائعة» وما يكون مني إلا التأكيد على تقبل عائلتي لطبيعة عملي وهذا أمر واقع، فمساهمتي في تحقيق دخل شهري لأسرتي أفضل من أشكل عبئا على ميزانيتهم»، وتأمل نهلة أن يتغير فكر بعض الحالات في المجتمع التي ترى أن عمل الفتيات في قطاعات بيع التجزئة غير مناسب لها فهي هنا تتساوى مع المتسوقات في السوق وتقوم بخدمة المتسوقات وفق مهارات البيع والأطر المتعارف عليها.وفي السياق ذاته تقول خلود «كاشيرة»: «في بداية التحاقي بالوظيفة كانت والدتي لا تريد إخبار الأقارب بماهية عملي خوفا من الانتقادات، لكن واجهت فكر والدتي بأهمية التغيير لأن عملي يجعلنا نحقق الاكتفاء الذاتي للأسرة خاصة في ظل ظروف وفاة والدي، فمجال عملي في الكاشير جعلني أتحمل متطلبات إخواني في الدراسة».وتؤكد نورة محمد بائعة في أحد محلات مستلزمات التجميل أن هناك بعض النماذج في المجتمع تريد أن تنسحب فكرة رفضهم لعمل الفتيات على كافة أفراد المجتمع، حيث يسمحون لأنفسهم بالأسئلة الكثيرة عن طبيعة العمل ومدى تقبل الأسرة وكيفية التصرف مع جمهور المتسوقين، في حين أن بيئة العمل والحرص على تحقيق المبيعات وخدمة المتسوقات هدف ينبغي السعي إليه، لأن مجال العمل ككاشيرة وبائعة يتطلب المهارة التي تؤهل لمزيد من التدرج في الوظيفة.ومن جانب آخر تستطرد آمال عبد الرحمن، كاشير في أحد المتاجر بأن عملها في مجال الكاشير يعد رافدا لها في دفع رسوم الانتساب في الجامعة، وتضيف: «أتمنى على بعض النماذج التي ترفض عمل المرأة في المتاجر والمستلزمات النسائية أن تغير نمطية تفكيرها، لأن المرأة اليوم باتت شريكا حقيقيا وفاعلا ويعتمد عليه في تحقيق توازن لميزانية الأسرة في ظل المتغيرات الاقتصادية».من جهتها أكدت الكاتبة الاقتصادية ريم أسعد أن ثقافة المجتمع المحلي لا تزال تشكل عائقا أمام عمل المرأة وخوضها مجالات وظيفية متنوعة، مشيرة إلى أنها ألقت محاضرة في قمة وارويك الاقتصادية في بريطانيا، ألقت الضوء من خلالها على تمكين المرأة نحو مزيد من فرص العمل، وتتابع الكاتبة الاقتصادية ريم أسعد بقولها: «إن معاناة المجتمع مع الثقافة الراسخة في الأذهان لم تنتهِ، ولكنها لن تنتهي إلا بالترسيخ التدريجي لأهمية العمل والمساهمة في بناء الاقتصاد، فالتحاق المرأة بالعمل في قطاع التجزئة دلالة على الرغبة في سد حاجتها الاقتصادية وتحقيق الاستقلالية المادية لذاتها وهذا أمر مشرف كون المرأة تشارك بوعيها الاقتصادي في المساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية».وزادت ريم أسعد أن حرص المرأة على المشاركة والحضور الفاعل في سوق العمل دلالة على حراك اقتصادي يدار بعقول مدركة لأهمية التواجد الحقيقي في سوق العمل.متطلبات التنميةرجل الأعمال هيثم نصير قال إن المستثمرين مطلوب منهم توفير مجالات عمل تتوافق مع متطلبات التنمية التي تسهم في الحراك الاقتصادي للشباب من الجنسين، وفق الأطر الشرعية والموروتاث الاجتماعية، ويتابع أن على نماذج المجتمع المساهمة في التحفيز والتشجيع عبر تقبل العمل في المجالات الجديدة، وهنا تتقاسم وسائل الإعلام وأقلام المثقفين الدور المطلوب في رفع سقف الوعي تجاه الوظائف الجديدة للمرأة في سوق العمل المحلي.

جي بي سي نيوز