أخبار عاجلة

دراما "كارلوس غصن".. الأسئلة الخمسة الكبرى

دراما "كارلوس غصن".. الأسئلة الخمسة الكبرى دراما "كارلوس غصن".. الأسئلة الخمسة الكبرى

مباشر- أحمد شوقي: من قمة النجاح إلى الهروب، من أكبر الرؤساء التنفيذين نجاحاً في العالم إلى شخص مطلوب للعدالة.. هذه قصة مسلسل درامي بطله "كارلوس غصن".

بدأت أحداث المسلسل في في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 حينما تم اعتقال "غصن" في مطار طوكيو  وعلى مدار عام تقريباً تصارعت الأحداث وتعددت المشاهد ولكن لم تُكتب النهاية حتى الآن.

من هو "كارلوس غصن"؟

"قاتل التكلفة" كما يٌلقب، والرئيس السابق لتحالف "رينو- نيسان- ميتسوبيشي" جاء إلى الحياة في عام 1954 في مدينة بورتو فاليو البرازيلية ثم انتقل إلى لبنان في السادسة من عمره قبل أن يذهب إلى فرنسا لإكمال تعليمه.

وبدأ "غصن" حياته المهنية في "شركة الإطارات "ميشلان" سرعان ما تدرج في المراتب ليصبح المدير التنفيذي للعمليات في البرازيل في سن الثلاثين، ويقود فرع الشركة في أمريكا الجنوبية لتحقيق أرباح بعد عامين فقط ليبدأ أولى نجاحاته.

وكرر نجاحه عندما أصبح الرئيس التنفيذي لشركة "ميشلان" في أمريكا الشمالية في عام 1988 ، والتي أعقبها ترقيته إلى منصب رئيس مجلس الإدارة في عام 1990.

وانطلق "غصن "بعد ذلك إلى شركة "رينو" حيث شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي في عام 1996 وبعد أن اشترت الشركة الفرنسية حصة في "نيسان" بدأ غصن أكبر قصة نجاح في تاريخه حينما أنقذ الشركة اليابانية من الإفلاس.

وبدأ غصن في خفض تكاليف الشراء وإغلاق 3 مصانع وإلغاء 21 ألف وظيفة، لتوفير أموال من أجل الاستثمار في موديلات 22 سيارة وشاحنة على مدار 3 سنوات.

واستمر في خطة إنقاذ الشركة حيث قام ببيع جزء من ملكيتها إلى "رينو "من أجل سداد الديون، ليتمكن غصن من إنقاذ الشركة من الإفلاس وتحويلها إلى الربحية في غضون عامين.

وأصبح غصن على رأس الهرم الإداري في نيسان ورينو إلى أن تولى منصب الرئيسي التنفيذي لشركة "ميتسوبيشي " في عام 2016 ليصبح رئيس رابع أكبر مجموعة سيارات في العالم بعد تويوتا وفولكس فاجن وجنرال موتورز.

لماذا أصبح في قفص الإتهام؟

في نوفمبر/تشرين لعام 2018، اعتقل "غصن" وقضى 108 يوماً في السجن الياباني قبل الإفراج عنه بكفالة بقيمة 9 ملايين دولار في مارس/آذار 2019،بسبب اتهامات تتعلق بالفساد المالي.

وخلصت التحقيقات إلى أن "غصن" قدم بيانات للبورصة اليابانية تقلل من حقيقة الأموال والتعويضات التي حصل عليها بنحو 44 مليون دولار على مدار السنوات الخمس المنتهية في مارس 2015

ثم أعيد اعتقاله في أبريل/نيسان الماضي في منزله بعد اتهامات أنه من 2015 وحتى 2018 أرسل مدفوعات إلى الخارج بغرض المنفعة الشخصية وأنه نتيجة لذلك فإن "نيسان" خسرت 5 ملايين دولار، لكن أُطلق سراحه مرة أخرى بمبلغ 4.5 مليون دولار بشرط الإقامة الجبرية الصارمة.

ووسط موجة الاتهامات التي طالته، خرج "غصن" في فيديو ليوضح أنه بريء من كافة التهم وأنه كان ضحية مؤامرة.

وأكد "غصن" خلال الرسالة أنه كان ضحية المنافسين الأنانيين لتفكيك التحالف القوي بين صانعة السيارات اليابانية والشريك الفرنسي "رينو".بسبب مخاوف من أنه سيجبر "نيسان" على الاندماج الكامل مع "رينو".

ولم تتوان الشركات الثلاث من إقالة "غصن" من منصب الرئيس التنفيذي بعد التجاوزات المالية الموجهة ضده.

كيف هرب؟

ظل "غصن" حبيس الإقامة الجبرية في اليابان، حيث ينتظر محاكمته حول الاتهامات المتعلقة بسوء السلوك المالي والتي كان من المقرر عقدها في أبريل/نيسان 2020.

ولكن قرر "غصن" الهروب من اليابان في نهاية ديسمبر/كانون الأول إلى لبنان قائلاً: "لم أهرب من العدالة، بل من الظلم والاضطهاد السياسي في نظام القضاء الياباني الصارم حيث يتم افتراض الذنب وتفشي التمييز في تجاهل لحقوق الإنسان الأساسية".

وبحسب قناة "إم.تي.في" اللبنانية، فر غصن بمساعدة فرقة موسيقية  وفريق من أفراد القوات الخاصة السابقين، بعد أن عزف الموسيقيين حفلاً في منزله، وفي النهاية تم إخفاء غصن في حقيبة موسيقية كبيرة وهرب في طائرة خاصة، وهو نفته زوجته قائلة أنها هذا محض الخيال.

ردود الأفعال بعد الهروب؟

تصدر هروب كارلوس غصن من اليابان العناوين الرئيسية لوكالات الأخبار دوليًا وفي اليابان، كانت نظريات المؤامرة كثيرة حول سبب فراره.

ولا يزال هروبه لغزاً للجميع، وخاصة اليابانية في الوقت الذي تصفه أغلب الصحف اليابانية بأنه جبان للهروب قبل أشهر من محاكمته.

ووفقاً لصحيفة "تايمز" اليابانية فإن أحد كبار المسؤولين في الحكومة اليابانية صرح بأنه من المتوقع أن تتحدث اليابان مع لبنان عبر القنوات الدبلوماسية عن فرار كارلوس غصن من طوكيو.

ومع ذلك، ليس لدى اليابان سوى القليل من الأمل في حل المسألة لصالحها، حيث لا توجد معاهدة لتسليم المجرمين بين لبنان واليابان.

وفي المقابل قال وزير الشؤون الرئاسية اللبناني "سليم جريسياتي"  إن غصن دخل البلاد بشكل قانوني بجواز سفر فرنسي وبطاقة هوية لبنانية، وليس هناك سبب لاتخاذ إجراء ضده.

ومن ناحية أخرى قالت وكالة الأناضول إن السلطات التركية احتجزت سبعة أشخاص في إطار تحقيق في كيفية فرار غصن إلى لبنان عبر إسطنبول.

ماذا بعد؟

وأعلن كارلوس غصن أنه سوف يعقد مؤتمراً صحفياً يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني سيوضح خلاله قصته حتى قرر الهروب من اليابان.

في حين وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" هناك تكهنات بأنه قد يتم استدعاء غصن، الذي لا يزال يتم الإشادة بذكائه التجاري، في لبنان ضمن تشكيل الحكومة الجديدة.

أما أحد محامي "غصن" في اليابان "جونيتشيرو هيروناكا" فقد ذكر للصحفيين في البلاد إنه لا يعرف شيئًا عن مغادرة غصن للبلاد، وما زالوا يحملون جوازات سفره، مشيراُ إلى أن هروبه ينتهك شروط الإفراج بكفالة.

وتظل قصة هروب "غصن" غامضة حتى يوم الأربعاء المقبل حينما يعلن بنفسه عن كافة التفاصيل وماذا سيفعل بعد الهروب.

مباشر (اقتصاد)