ارتبط اسمه بالعالم السري لجهاز المخابرات المصرية، فبالرغم من الفضائح التي لاحقته إلا أنه يُعد أشهر الشخصيات التي ترأست جهاز المخابرات المصرية، إنه صلاح الدين محمد نصر أو الشهير بـ «صلاح نصر».
وفقًا للمؤرخين والساسة، استغلّ صلاح نصر الأجواء السياسية السائدة في فترة الخمسينات وثورة يوليو 1953، ووصل إلى منصب مدير المخابرات العامة، ومن خلال موقعه تمتع بصلاحيات واسعة.
واكد المؤرخون أن ما كان ما يسير عليه «صلاح» هو الإيحاء للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بوجود قلاقل ومخاطر عدة تحيط به، حتى يتمكن من خلال ذلك توسيع نفوذه بمبررات منطقية، وذلك حسبما روى الكاتب أشرف توفيق في كتابه «مشاهير… وفضائح».
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الأسرار بـ «صلاح نصر» للمخابرات المصرية:
1 – نشأته وزواجه
نشأ صلاح نصر في أسرة متوسطة، تمنت أن يصبح طبيباً لكنه فضل أن يدخل المدرسة الحربية ليتخرج ضابطاً، وكان صلاح الابن الأكبر للأسرة.
2 – عقدة النساء
كشفت الفنانة اعتماد خورشيد في مذكراتها «انحرافات صلاح نصر» عن عقدة النساء عند رجل المخابرات الأول في تلك الحقبة قائلة: «عرفت أن صلاح نصر كان يشكو من عقدة نفسية تجاه النساء زادت من انحراف سلوكه طوال الفترة السوداء».
وأضافت: «ترجع هذه العُقدة إلى زواجه من زوجة عمه المتوفى عبد الله نصر، والتي كانت تكبره بحوالي 30 عاماً وتعامله كتلميذ أمامها وكابن من أولادها».
واستطردت اعتماد خورشيد: «شعر صلاح نصر بعقدة تجاه النساء، وحول معاملة زوجة عمه له إلى عقدة إذلال لكل الناس وخاصة النساء».
3 – انتحار شقيقه
قالت اعتماد خورشيد إن صلاح نصر كان كاره لأسرته بشكل كبير، حيث كان يكره أولاده من زوجة عمه ويعاملهم برسمية شديدة، وليس ذلك فحسب بل كان كره أشقاءه يفرض عليهم طغيانه حتى أن شقيقه الأصغر الضابط «أسامة» انتحر أمام عينيه عندما فوجئ به يحاول اعتقاله في وشاية انضمامه للإخوان المسلمين.
4 – تجنيد الفنانات
وفقًا لما ذكرته الفنانة اعتماد خورشيد في مذكراتها، فقد نجح صلاح نصر في تجنيد عشرات الفنانات والشخصيات العامة للعمل ضمن عمليات أطلق عليها «الكنترول».
وأكدت «خورشيد» أن نصر جند العديد من الفنانات خلال فترة الستينيات، مثل الراحلة برلنتي عبد الحميد التي أشارت إلى أنها قبلت أن تجند برغبتها الشخصية، وكذلك الراحلة سعاد حسني، بعدما تم ابتزازها بواسطة أفلام ظهرت فيها بوضع مخل، وهي فاقدة للوعي بداخل إحدى العيادات بفعل مخدر تم وضعه لها.
5 – عمليات الكنترول
كان صلاح نصر أول من استخدم الفنانات والشخصيات العامة في عمليات أطلق عليها «الكنترول»، والتي كان يُطلق عليها ايضاً العمليات الخاصة.
وتلك العمليات تعني الحصول على صور أو أفلام تُثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط على هذا الشخص لكي يتعامل أو يتم تجنيده للعمل لحساب المخابرات.
6 – جمال عبد الناصر والأفلام الجنسية
كشف اللواء شمس بدران، وزير الحربية في عهد عبد الناصر عن مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قال في مذكراته إن صلاح نصر زود عبد الناصر بالأفلام الجنسية للفنانات.
وأضاف شمس بدران: «لاحظ صلاح نصر أن زيادة نسبة السكر التي كانت تشكل أزمة صحية دائمة لعبد الناصر خلال سنواته الأخيرة كان لها تأثير مباشر على حياته الجنسية مثل أي مريض سكري».
واستطرد: «كان دور صلاح نصر هو تزويد الرئيس بمشاهد جنسية مثيرة سبق أن سجلها الجهاز للفنانة سعاد حسني وغيرها من الفنانات الشهيرات في ذلك الوقت، ويبدو أن تلك المشاهد كانت تساعد عبد الناصر في التغلب على تأثيرات مرض السكري».
7 – زبيدة ثروت
من أغرب القصص التي تداولها البعض في التحقيقات، كانت محاولة تجنيد الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، والتي رفضها صلاح نصر بعد أول مُقابلة.
وروت الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت تفاصيل القصة، قائلة إن حكايتها مع جهاز المخابرات بدأت عندما تلقت اتصالا تليفونيا وجاء اثنان من الضباط لمقابلتها.
وأضافت: «قالولي إن صلاح نصر يريد أن يقابلك للإجابة عن بعض الأسئلة وذهب والدي معي في تلك الزيارة، وذهبنا إلى المكتب في مصر الجديدة، وجاء شخص وطلب مني الدخول إلى مكتب صلاح نصر وطلب من والدي ألا يدخل معي فرفضت ورفض والدي فتركن».
واستطردت: «عاد إلينا بعد فترة وطلب منا الدخول، وبعدها وجدني صلاح نصر لسه صغيرة (عيلة)، ولم أعجبه ووالدي جاء معي وهو لواء في البحرية، وهذه هي المرة الوحيدة التي ذهبت فيها إلى المخابرات ولم يتصلوا بي مرة أخرى».
8 – أغلى أسرار الموساد
كشفت وثائق أمريكية أن صلاح نصر كان أحد أهم أسباب نكسة 1967 أمام إسرائيل، حيث تسبب في تسريب معلومات مهمة عن وحدة رادار حصل عليها عبد الناصر من روسيا.
المفاجأة التي تكشفها الوثائق أن إسرائيل علمت بأمر ذلك الرادار بجملة واحدة مشفرة أرسلتها جاسوسة عملت لحساب الموساد في شبكة صلاح نصر في القاهرة كان محتواها «الرادار الروسي أعمى تحت 500 متر».
وبحسب الوثائق فإن الجاسوسة كانت فنانة تبيت مع صلاح نصر في شاليه يملكه بالقرب من هضبة الأهرامات بالجيزة، والمعلومات المتوفرة تفيد بأنها كانت واحدة من السيدات التي استغلهن نصر في عمليات جنسية شاذة في إطار عمليات الكونترول والسيطرة المخابراتية على عناصر أجنبية ومحلية.
المصدر : مباشر 24
