منذ أن بدأ الغزو الروسى، على أوكرانيا، 24 فبراير الماضى، أخذت آثار الحرب وتداعياتها تتوالى، لتطمس معالم الدولة الأوروبية التى كانت تتطلع لمستقبل مغاير، يصعد بها إلى تصنيف أفضل من الناحية الأمنية والدفاعية حال انضمامها إلى حلف شمال الأطلسى «ناتو»، ولكن الحرب باغتتها لتتغير المطامح، وتتبدل معها الأحلام، ويصير الحلم الأعظم هو عودة الاستقرار لبلد كان آمنًا، وعودة آلاف الأشخاص الذين أجبرتهم الحرب على الفرار إلى منازلهم أو على الأقل العثور على ملاذ فى مراكز الإيواء والملاجئ لدى الدول المجاورة.
ووفق أحدث الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة، فر أكثر من 2.3 مليون شخص من أوكرانيا حتى الآن، نصفهم من الأطفال، بعدما توالت عمليات القصف العنيف، وبدأ الكثيرون يبحثون عن ملجأ يأويهم حتى لدى الجسور والبنايات المحطمة.
يقول قادة المخابرات الأمريكية إن القوات الروسية تمضى قدمًا فى حملتها العسكرية «بتجاهل طائش» للمدنيين ولكنهم رغم ذلك يواجهون مقاومة أقوى من المتوقع فى أوكرانيا.
ولا تزال عدسات الصحافة العالمية تتبارى على رصد وتسجيل الدمار الذى سببته الحرب على أوكرانيا، موثقة مئات اللقطات واللحظات الإنسانية التى ستبقى راسخة فى ذاكرة البلد الأوروبى حتى بعد انتهاء الحرب، حيث وثقت عدسة موقع «يورونيوز» لحظات الوداع المؤلمة بين أفراد الأسرة الواحدة داخل أوكرانيا، إذ أجبرت الحرب أغلب الرجال على البقاء داخل البلاد من أجل المشاركة فى الحرب، بينما يفر أفراد الأسرة الآخرون إلى خارجها.
ويظهر فى عدد كبير من الصور النساء والأطفال أثناء توديع أزواجهم وآبائهم من نافذات الحافلات والقطارات التى تقلّهم إلى خارج مدنهم، وتكاد الصور تنطق بما فى داخل الرجال الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تغيير واقع لم يتخيروه ولم يكن لهم يد فى صناعته لأنفسهم أو لذويهم.
وتظهر مجموعة أخرى من الصور التى التقطتها عدسة موقع «زى نيوز» الهندى، الدمار الذى لحق بأحد مستشفيات الأطفال فى ماريوبول الأوكرانية بالكامل بعد قصف مكثف مع تسارع الغزو الروسى لأوكرانيا، بينما يظهر فى صورة أخرى تدمير دبابة خدمة أوكرانية وسط قتال بين القوات الأوكرانية والروسية فى ضواحى بروفارى.
