إیران تعلق على أنباء انسحاب مصر من جهود أمريكا لتشكيل "الناتو العربي"
قال المتحدث باسم الخارجیة الإيرانية بهرام قاسمي إن "هذا النبأ لم تؤكده المصادر الرسمیة ولا توجد معلومات دقیقة حول صحة هذا الخبر من عدمه، إیران ترحب به في حال تأكید صحته".
وأضاف لوكالة الأنباء الإيرانية، أن مصر تعد واحدة من الدول المهمة والقویة في العالم العربي والإسلامي ومن شأنها أن تلعب دورا مهما في إرساء السلام والاستقرار والأمن في منطقة غرب آسیا.
Facebook.com
وأعرب عن أمله في أن تتمكن مصر بصفتها قدرة غیر قابلة للإنكار في العالم العربي، أن تؤدي رسالتها التاریخیة في الظروف الخطیرة الراهنة للمنطقة والعالم وفي إطار مسار واقعي وصحیح.
وأردف أن مصر تستطیع أن تؤدي دورا مهما في سیاق إیجاد التقارب والوحدة في العالم الإسلامي عبر تعزیز الرؤیة الواقعیة أكثر فأكثر وإدراك الظروف الحساسة الراهنة.
وتابع المتحدث باسم الخارجیة أن في مثل ظروف كهذه، ستتبلور علاقات وفهم أفضل بین إیران ومصر وسائر دول المنطقة لمواجهة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار المستدیم وتعزیز التفاهم المتبادل والتعاون متعدد الأطراف".
وكانت وكالة رويترز نقلت عن أربعة مصادر قولها إن مصر انسحبت من الجهود الأمريكية لتشكيل "الناتو العربي" على غرار حلف شمال الأطلسي مع الحلفاء العرب الرئيسيين فيما يمثل ضربة لمساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لاحتواء نفوذ إيران.
وذكر مصدر أن مصر أبلغت قرارها للولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية بالتحالف الأمني في الشرق الأوسط المقترح تشكيله، قبل اجتماع عقد يوم الأحد في الرياض.
وأضاف أن القاهرة لم ترسل وفدا إلى الاجتماع وهو الأحدث في إطار السعي لإعطاء دفعة للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لجمع الحلفاء العرب السنة في معاهدة أمنية وسياسية واقتصادية للتصدي لإيران.
© REUTERS / CARLOS BARRIA
وقال مصدر عربي طلب عدم نشر اسمه على غرار بقية المصادر إن مصر انسحبت لتشككها في جدية المبادرة فهي لم تر بعد خطة أولية تحدد ملامح هذا التحالف ولأن وضع خطة ينطوي على خطر زيادة التوتر مع إيران، بحسب الوكالة.
وتابع المصدر العربي أن الغموض المحيط بما إذا كان الرئيس ترامب سيفوز بولاية ثانية العام القادم واحتمال أن يتخلى من يخلفه عن المبادرة عاملان ساهما في اتخاذ مصر القرار. وقال مصدر سعودي عن المبادرة "إنها لا تسير كما ينبغي".
ووفقا لوثيقة سرية للبيت الأبيض اطلعت عليها رويترز العام الماضي فإن المبادرة التي اقترحتها السعودية للمرة الأولى عام 2017 تهدف إلى الحد أيضا من نفوذ روسيا والصين المتزايد في المنطقة.
وعلاوة على الولايات المتحدة والسعودية يشمل التحالف الأمني في الشرق الأوسط، الإمارات والكويت والبحرين وقطر وعمان والأردن.
وقال المصدران إن الدول المتبقية في التحالف تمضي قدما في المبادرة وستحاول إقناع مصر عن طريق الدبلوماسية بالعدول عن الانسحاب وذكر أحدهما أن القرار ليس نهائيا على ما يبدو. وقال المصدر الآخر "جميعنا نريد عودتهم". لكن المصدر العربي قال إن القاهرة قد لا تقتنع بالعودة.
ويمثل انسحاب مصر صاحبة أكبر جيش في العالم العربي أحدث انتكاسة لمبادرة إنشاء التحالف الأمني في الشرق الأوسط الذي يشار إليه بصفة غير رسمية باسم "الناتو العربي".
