شبكة عيون الإخبارية

نيكولا ساركوزى: بشار الأسد ليس بمقدوره بناء سوريا وعليه الرحيل

قال نيكولا ساركوزى، الرئيس الفرنسى السابق، أن بشار الأسد عنصر معرقل، لأنه مسؤول عن مقتل 250 ألف سورى، وليس فى مقدوره أن يبنى مستقبل سوريا، ولن تتحقق المصالحة السورية فى وجود هذا الشخص، لذا عليه الرحيل.

جاء ذلك خلال مشاركة ساركوزى فى محاظرة نظَّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان "العالم اليوم: حوار مع نيكولا ساركوزى"، ألقاها نيكولا ساركوزى، رئيس فرنسا السابق.

قاعدة عسكرية فرنسية فى أبوظبى عملاً رائعاً
>


>وتحدث ساركوزى عن تأسيسه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة متحف اللوفر وجامعة السوربون فى أبوظبى، وعن إقامة قاعدة عسكرية فرنسية فى أبوظبى، عدَّها عملاً رائعاً؛ لأنها القاعدة الأولى التى تنشئها فرنسا خارج حدودها الفرنسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال: "اتخذت هذا القرار؛ لأن الخطابات الودية عن العلاقات الاستراتيجية لا تكفى ما لم تكن هناك إثباتات وشواهد عملية حيَّة على ذلك.

وتابع "وقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، فى ظل قيادتها الحكيمة، ورؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الثاقبة، أنها بلد يمكن إقامة شراكة بنَّاءة ومثمرة معه، وأنها قادرة على تحقيق ما عجزت دول أخرى عن تحقيقه، وهو التوفيق بين الهوية والحداثة، والوفاء للإسلام والانفتاح على ثقافة العالم".

وأكد أن هذا "يمثل رسالة أمل من الإمارات إلى العالم العربى، بل إلى العالم أجمع".

المنطقة تشهد تحولات حاسمة وعميقة
>

ثم تحدث ساركوزى عن التحديات التى تواجه الشرق الأوسط، وقال إن المنطقة تشهد تحولات حاسمة وعميقة ستكون لها تداعيات على الجميع، ويتمثل التحدِّى الأساسى فى المحافظة على تنوُّع الشرق الأوسط.

وأضاف: "صحيح أن الرغبة فى نشر الديمقراطية في كل مكان أمر مهم، ولكننى أرى أن التنوع أهم؛ فالشرق قوى بتنوعه".

واستشهد بمقولة الجنرال شارل ديجول: "أذهب إلى الشرق الأوسط المعقد بفكرة بسيطة، وهى ثروة التنوع".

وأضاف: "أنتم أمام تحدِّيَين: أولهما المواجهة بين السُّنة والشيعة، وهى مصدر قلق بالنسبة إلى أصدقائكم". والتحدى الآخر الذى تناوله الرئيس ساركوزى هو الجماعات الإرهابية والمتطرِّفة؛ إذ قال إن "أغلبية المسلمين يعيشون بإيمانهم فى سلام، مقابل أقلية تقوم بـ"تشويه الإسلام"، على حدِّ تعبيره. مضيفا أن الناس يعانون من الإرهاب الذى تمارسه تلك الفئة المتطرفة.

إيران مصدر قلق للمنطقة والعالم
>

كما تحدث ساركوزى عن إيران بصفتها مصدر قلق للمنطقة والعالم، ورفَض بشكل قاطع تسلُّح إيران نووياً، وقال فى هذا الصدد إن "إيران مسلحةً نووياً أمر بكل بساطة غير مقبول، وغير قابل للنقاش؛ فامتلاكها السلاح النووى قد يدفع دولاً أخرى، مثل تركيا والمملكة العربية ، إلى امتلاكه، وسيؤدى هذا إلى انتشار الأسلحة النووية فى المنطقة، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون حال المنطقة إن حدث هذا".

كما قال ساركوزى إن الاتفاق النووى مع إيران، الذى تم التوصل إليه، ترك الكثير من المساحات الرمادية، وإن صدقيته ستعتمد على مستوى الرقابة، ومدى التزام الإيرانيين، وطالبهم بأن يثبتوا حسن النية من خلال التطبيق الكامل للاتفاق. مشيرا إلى الدور السلبى لإيران فى ملفات المنطقة، خاصة البحرين وسوريا واليمن.

بشار الأسد عنصر معرقل
>

أما فيما يتعلق بالأزمة السورية؛ فقد أكد ساركوزى أنه لا بدَّ من إيجاد حل في أسرع وقت ممكن؛ لأن السوريين ذاقوا الأمرَّين. وذكر مأساة "مضايا" بصفتها مثلاً لذلك.

وأضاف: "إن تعقيد الأزمة السورية يتمثل فى أنها ملتقى حربين: الأولى بين السُّنة والشيعة، والثانية تتمثل فى المواجهة مع القوى الظلامية". مؤكدا أنه تم تضييع وقت كثير.

وأشار إلى أنه دعا، فى صيف 2012 عندما كان رئيساً، إلى تحرك دولى سريع؛ حيث كانت أطراف المعارضة السورية المعتدلة آنذاك قوية، ولم يكن "داعش" قد وُجِد بعد.

ورأى ساركوزى أن بشار الأسد عنصر معرقل؛ لأنه مسؤول عن مقتل 250 ألف سورى، وليس فى مقدوره أن يبني مستقبل سوريا، ولن تتحقق المصالحة السورية فى وجود "هذا الشخص الذى يقتل شعبه؛ لذا عليه أن يرحل"، كما قال ساركوزى.

ولكنه أكد أن من المهم تنظيم الأطر لرحيله، وضرورة عدم تكرار الخطأ الذى تم فى العراق عندما جرى اجتثاث حزب "البعث" بعد إطاحة صدام حسين فى العراق، وقال: "يجب أن يتم التعامل مع الأفراد الذين عملوا فى صلب النظام".

كما دعا ساركوزى إلى التواصل مع من أجل إيجاد حل سياسى للأزمة. كما أشار إلى أن إيران قد تكون مهتمة أيضاً بتحقيق انتقال تدريجى فى سوريا.

المدنيون فى اليمن عانوا كثيراً
>

من جهة أخرى، أكد ساركوزى ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة اليمينة، وقال إن بدايات محادثات السلام فى القضية اليمنية لا بدَّ أن تُكلَّل بالنجاح؛ لأن المدنيين عانوا كثيراً، واستمرار الفوضى فى اليمن تستفيد منه الجماعات الإرهابية كتنظيمى "داعش" و"القاعدة".

وأكد ساركوزى ضرورة التوحُّد فى محاربة الإرهابيين و"الجهاديين" الذين أعلنوا الحرب على المجتمعات الإسلامية، وعلى الغرب، على حدٍّ سواء.

وأشار إلى هجمات باريس الدامية، وقال: "علينا أن ننتصر جميعاً فى الحرب عليهم، ولا مجال للأيدى المرتعشة؛ لأن الأمر على المحك، ولا بد من خوض الحرب حتى النهاية"، مؤكدا على أنه لا يمكن الفوز فى هذه الحرب من دون مشاركة المسلمين أنفسهم.

ساركوزى يشيد بالتخالف الاسلامى
>

وقد أثنى على دور دولة الإمارات العربية المتحدة فى هذا الشأن، وقال: "عرَفت قيادة الإمارات أن أى التباس صغير سيكون له تداعيات". مشيدا بالائتلاف الإسلامى، الذى أعلنته المملكة العربية السعودية، ويضم 34 بلداً بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتحدث عن ضرورة الترجمة الملموسة لهذا التحالف؛ من أجل استئصال "داعش" و"الجهاديين" الآخرين، مؤكداً أنه لا بد من وجود قوات برية على الأرض تواجه المتطرِّفين، ولكن يجب أن تتكون من دول عربية بدعم من المجتمع الدولى.

استقرار تونس وسوريا وليبيا من أولوياتنا
>

وعبَّر ساركوزى عن قلقه ممَّا يحصل فى تونس، وقال: "إننى كفرنسى أعتبر استقرار تونس وسوريا وليبيا من أولوياتنا؛ فانهيار هذه الدول المطلَّة على جنوب البحر الأبيض المتوسط ستكون له عواقب وخيمة على شماله؛ ففشل الجنوب يُلقى بظلاله على الشمال".

وفى الختام أكد الرئيس الفرنسي السابق ضرورة وقوف الشرق والغرب ضد المتطرفين، والعمل معاً من أجل تحقيق الاستقرار، وإيجاد أرضية مشتركة تقوم على تعدُّد الثقافات، والتعايش السلمى، ونشر التسامح بين مختلف الأطياف والمكوِّنات.
>

اليوم السابع

أخبار متعلقة :