شبكة عيون الإخبارية

أحمد السيافي قاد خلية من أبطال المقاومة وجعل منزله مقراً للقيادة ولتنفيذ الخطط ضد الغزاة

 
الفقيد الراحل أحمد السيافي
مرت يوم أمس الجمعة الذكرى السنوية الأولى على وفاة أحد أبرز قادة المقاومة الكويتية، وأحد من جسد حقيقة مدى ولاء ووفاء وعمق انتماء أبناء الكويت الغالية بمختلف أطيافهم وشرائحهم وأعمارهم، رجالا ونساء وقد ضربوا أروع الأمثلة في التعبير عن مدى إخلاصهم ووفائهم وتضحياتهم من أجل وطنهم الغالي وبادروا بأعمال نبيلة جليلة لا حصر لها خاصة خلال الاحتلال العراقي الغاشم على كويتنا الغالية عام 1990، وكانوا ومازالوا نموذجا يحتذى لمعنى وقيم الإيثار والبطولة والتضحية يستحق أن نسجله ونحافظ عليه ليكون إرثا وطنيا قيما لأبنائنا وأجيالنا المتعاقبة.

ففي الثالث عشر من سبتمبر من العام الماضي فقدت الكويت ابنا من أبنائها الكبار الفقيد الراحل أحمد محمد السيافي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز الـ 74 عاما بعد مسيرة عطاء وطنية حافلة، ومن أعمال وتضحيات وطنية جليلة وواسعة قدمها خلال الاحتلال الغاشم وكان من خلالها قائدا أبويا لمجموعة كبيرة من أبطال المقاومة الكويتية ضمت العديد من ضباط وزارة الداخلية والعسكريين والشيوخ وشخصيات أكاديمية ومهنية وإعلامية إلى جانب مجموعة كبيرة من الشباب ومن بينهم ابنه البكر وأحد أبطال المقاومة الشهيد حسام وابنه الشهيد فاضل إلى جانب كامل أفراد أسرته الكريمة، وقد سخر كل إمكاناته وطاقاته لصالح دعم المقاومة الكويتية بشكل عام والخليات التي كونها بشكل خاص حتى جعل منزله بمنطقة الرميثية ق 11 مقرا لهذه الخليات ولجمع السلاح وتحديد وتنفيذ الخطط لتفجير السيارات المفخخة في أماكن تجمعات الغزاة ومعسكراتهم وتدمير مركباتهم في الشوارع والطرق وقتل من فيها، فيما تمت محاصرة منزله من قبل قوات كبيرة من الغزاة وخلال تجمع لإحدى خلايا المقاومة التي احتضنها وهي خلية أبو مسلم، وتم إلقاء القبض عليه وعلى كامل أفراد أسرته بمن فيهم حفيدته حديثة الولادة زهراء أحمد القديحي التي كانت تمثل أصغر أسيرة كويتية إلى جانب القبض على عدد من أفراد الخلية كما تم ضبط كمية من السلاح والاستيلاء على محتويات المنزل وتحويله إلى ثكنة عسكرية سرية للاستخبارات الغازية، وتم نقل جميع من قبض عليهم إلى البصرة مع صدور قرار عسكري بإعدامهم جميعا لولا عناية الله تعالى التي أنقذتهم باللحظات الأخيرة عقب تحرير الوطن الغالي وإلزام القيادة العراقية الصدامية بإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون البصرة، فيما سبق ذلك اعتقال نجله الشهيد حسام من قبل الاستخبارات العراقية الغازية ونقله إلى بغداد ومن ثم إعدامه وتم العثور على رفاته الطاهر عقب تحرير العراق من براثن الطاغية المقبور صدام.

وكان للفقيد الراحل أحمد السيافي سجل حافل من العطاءات الوطنية والاجتماعية والإنسانية والرياضية العديدة وذلك من خلال مبادراته الدائمة في تعزيز ودعم أنشطة التراث البحري والحفاظ على الموروثات الشعبية المختلفة، وقد سبق أن حول ديوانه إلى ما يشبه المتحف التراثي البحري والشعبي الكويتي فيما كان عضوا ونائبا لرئيس فرقة أولاد عامر للفنون الشعبية، كما كان له اهتمامه بتشجيع الشباب الكويتي ومساعدتهم في مجال الممارسات والمهن البحرية التقليدية والحديثة وحاز العديد من الألقاب وكتب الشكر لاهتمامه الكبير بهذا المجال، كما كان رياضيا ولاعبا في كرة السلة بالنادي العربي وأمين صندوق في عضوية مجلس إدارة النادي وكان عضوا مميزا في فرق الكشافة الكويتية في بداياتها ومثل الكويت في العديد من المناسبات والمعسكرات، كما كان متميزا بمبادراته الإنسانية والاجتماعية وأعماله الخيرية الجليلة وما تمتع به من خلق دمث كريم وسمعة طيبة وقد كانت اتجاهاته بالكامل مسخرة لدعم وتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية والوقوف خلف قيادتنا ممثلة في صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وآل الصباح.

وما ذكر هو غيض من فيض وقليل من كثير عن مناقب الفقيد الراحل أحمد السيافي وعطاءاته وسجاياه وسجله الحافل ولمواطن مخلص يستحق أن يكون مثلا يحتذى ويستحق أيضا إحياء ذكراه .

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :