كما أدت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس إلى تصعيد كبير للتوترات في الشرق الأوسط، والآن يعود الاهتمام إلى رفح التي تستضيف أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، معظمهم نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى.
مخيم اللاجئين
وفي مستشفى النجار، موقع المشرحة الرئيسية بالمنطقة، بكى الأقارب واحتضنوا جثث الأطفال المغطاة بالأبيض. وقصفت في وقت لاحق غارة جوية إسرائيلية أخرى منزلا في مخيم البريجي للاجئين في وسط غزة، مما أسفر عن مقتل رجل واحد على الأقل وإصابة اثنين آخرين، وفقًا للسلطات في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث يعالج صحفي في وكالة أسوشييتد برس، ورأى الضحايا.
وتصر إسرائيل منذ أشهر على أنها تعتزم شن هجوم بري على رفح، حيث تقول إن العديد من نشطاء حماس المتبقين متحصنون على الرغم من الدعوات لضبط النفس من المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة أقوى حليف لإسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب بلغ 34049 على الأقل، وعدد الجرحى 76901، مضيفة السبت أن جثث 37 شخصًا قتلوا في الغارات الإسرائيلية نقلت إلى مستشفيات غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
الضفة المحتلة
وتصاعدت التوترات أيضًا في الضفة الغربية المحتلة، حيث استمرت الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مخيم نور شمس للاجئين، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة نشطاء وصبي يبلغ من العمر 15 عامًا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت 10 نشطاء في المخيم والمناطق المحيطة به، بينما اعتقل الجيش وشرطة الحدود ثمانية فلسطينيين مشتبه بهم، وأضافت أن تسعة من ضباطها وجنودها أصيبوا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفرق الطبية أبلغت بمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين في نور شمس، لكن القوات الإسرائيلية تمنع العاملين الصحيين من الوصول إليهم، وقال صحفي في وكالة أسوشييتد برس في المعسكر إن أصوات إطلاق نار متقطع وانفجارات ما زالت تتردد بعد ظهر يوم السبت. ويبدو أن هذه الغارة هي الأكبر في مخيم اللاجئين منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث قُتل ما لا يقل عن 469 فلسطينيًا من القدس الشرقية والضفة الغربية بنيران إسرائيلية منذ أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.