يقضي الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أياماً عصيبة في البيت الأبيض، بينما يستعد لمغادرة منصبه في العشرين من يناير الجاري، إذ يسابق الديمقراطيون الزمن لأجل عزله من الرئاسة، فيما لا يخفي بعض الجمهوريين دعمهم الصريح لهذه الخطوة، وفق سكاي نيوز عربية.
وتفصيلاً، يرتقب أن يصوت مجلس النواب الأميركي، يوم الأربعاء، على قرار يوجه التهم رسمياً إلى ترامب بشأن التحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة، في إشارة إلى قيام أنصاره باقتحام مبنى الكونغرس، في السادس من يناير الماضي، لأجل إرباك التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.
ويُتهم ترامب الذي يشكك في نزاهة الانتخابات منذ نوفمبر الماضي، بإشعال شرارة الأحداث التي وقعت في الكونغرس، وأسفرت عن وقوع خمسة قتلى.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن عدداً قليلاً، لكنه متزايد، من النواب الجمهوريين أكدوا موافقتهم على عزل ترامب من المنصب.
ويتمسك الديمقراطيون بعزل ترامب عن طريق الكونغرس، لأن إدانته المحتملة من مجلس الشيوخ، وهي مستبعدة بحسب متابعين، ستحرمه مستقبلاً من الترشح لانتخابات 2024.
وتشكل موافقة بعض الجمهوريين على عزل ترامب، تحولا بارزا، ففي سنة 2019، لم يوافق أي جمهوري لصالح عزل ترامب حين جرى اتهامه بمحاولة الضغط على نظيره الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، حتى يفتح تحقيقا بشأن نجل خصمه السياسي، وقتئذ، جو بايدن.
وأكد القادة الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي أنهم لن يضغطوا بشكل رسمي على أعضاء الحزب من أجل ثنيهم عن التصويت لصالح عزل الرئيس.
ومن أبرز الجمهوريين المؤيدين لعزل ترامب، عضو مجلس النواب عن نيويورك جون كاتكو، وهو أول جمهوري يعلن بشكل رسمي عن دعمه لإجراءات عزل ترامب.
وقال كاتكو وهو مدع فيدرالي سابق، إنه نظر إلى الوقائع، ووجد أنه لا مجال لغض الطرف عن تحريض ترامب على التمرد، في إشارة إلى ما وقع في الكونغرس.
وأضاف أن تورط ترامب في التحريض على العنف كان واضحاً، سواء على المنصات الاجتماعية، أو عبر الخطاب الذي ألقاه قبل أن يتوجه أنصاره إلى مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن.
وأردف النائب الجمهوري أن الرئيس أحدث مناخاً مثالياً للتضليل والإقصاء والتقسيم، عندما أمعن في الترويج لنظريات لا أساس لها بشأن التزوير المزعوم وسرقة الانتخابات.
وفي المنحى نفسه، تؤيد العضو في مجلس النواب الأميركي، ليز شيني، جهود عزل ترامب، وقالت يوم الثلاثاء إنها ستصوت لصالح الخطوة.
وأشارت هذه النائبة إلى ما اعتبرته دور ترامب في التحريض على التمرد وما تلاه من فوضى في مبنى الكونغرس، قائلاً إن الأحداث أوقعت قتلى وأحدثت دمارا في "أقدس الأماكن بجمهوريتنا".
وأضافت شيني، وهي نائبة عن ولاية وايومينغ، أن ترامب جمع الغوغاء وقام بتحريضهم، وتبعا لذلك، فهو الذي أشعل الشرارة، وكل ما وقع بعد ذلك، من مسؤوليته.
وقالت إنه كان بوسع ترامب أن يتدخل لأجل وقف العنف لكنه لم يفعل، ثم أضافت أنه لم يحصل أن أقدم رئيس في الولايات المتحدة على خيانة مثل هذه لمنصبه والقسم الذي أداه.
وبدوره، يؤد النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، آدم كينزينغر، مساعي عزل ترامب، لكن هذا السياسي الأميركي معروف بانتقاده للرئيس الأميركي.
وقال النائب عن ولاية إلينوي، يوم الثلاثاء، إن ترامب شجع الغوغاء وهم في حالة غضب، على اقتحام مبنى الكونغرس، بالتزامن مع التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي رجحت كفة الديمقراطي، جو بايدن.
ويقول كينزينغر، أن الشك لا يساوره على الإطلاق في أن ترامب نكث القسم الذي أداه قبل تنصيبه رئيسا، لأنه حرض على التمرد، ثم تساءل "إذا لم تكن هذه الأفعال مستوجبة للعزل، فما هي الأفعال التي تستوجب ذلك؟".
وفي غضون ذلك، أصدر النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، فريد أوبتون، بيانا، يقول فيه إنه سيصوت لصالح عزل ترامب، لأن الرئيس المنتهية ولايته لم يبد أي أسف على ما وقع في مبنى الكونغرس على يد أنصاره.
وتقول النائبة عن الحزب الجمهوري، جيم هيريرا بوتلر، إنها ستصوت لصالح عزل ترامب في مجلس النواب، لأنه تؤمن بأن ترامب نكث القسم الذي أداه لشغل المنصب.
وقالت النائبة عن ولاية واشنطن، إنه تتفهم الرأي القائل إنه من الأفضل في الولايات المتحدة ألا يزداد التأجيج، "لكنني ناخبة جمهورية، وأؤمن بدستورنا، وحرياتنا الفردية".
وترى بولتر أن الحزب الجمهوري سيحقق منفعة أكبر، إذا اختار أعضاؤه أن يصطفوا إلى جانب الحقيقة، إزاء ما وقع في مبنى الكونغرس، وكان محطة فارقة في التاريخ السياسي المعاصر للولايات المتحدة.