شبكة عيون الإخبارية

دنيا حظوظ..!!

اعلم أن للحظ عادة مميزة.. فهو يفضل أولئك الذين لا يعتمدون عليه..

"برادلي" كان لاعب كرة سلة مدهشًا؛ لقد كان لاعبًا شهيرًا في جامعة برينستون. وأحد الأسباب هو بالجهد وليس ضربة الحظ؛ إذ إنه كان يتمرن لمدة 4 ساعات كل يوم.

العالم البريطاني ريتشارد وايزمان قام بدراسة علمية مدتها ١٠ سنوات، أراد من خلالها فهم سيكولوجية الحظ، والأسباب التي تجعل بعض الأشخاص محظوظين جدًّا، بينما البعض الآخر حظهم أقل؛ يواجهون الفشل تلو الآخر. وشارك في تجارب وايزمان ما يقارب ٤٠٠ شخص من أعمار مختلفة، قسَّمهم على مجموعتين: المجموعة الأولى احتوت على الأشخاص الذي يعتقدون أن حظهم ضعيف. أما المجموعة الثانية فاحتوت على الأشخاص الذين يعتقدون أن حظهم أفضل.

أعطى وايزمان في إحدى التجارب لغزًا، عبارة عن قِطَع معدنية متشابكة، وطلب منهم أن يفككوها.. لاحظ وايزمان أن (أصحاب الحظ الضعيف) يفقدون الأمل من البداية، ولا يحاولون كثيرًا، بينما أصحاب الحظ الجيد يحاولون محاولات عديدة ليتوصلوا إلى الحل؛ فتوصل من خلال تلك التجارب إلى أن الأشخاص أصحاب الحظ الجيد يخلقون الفرص، ويلاحظون وجودها غالبًا، كما أنهم منفتحون على احتمال حدوث أشياء مختلفة.. فيتوقعون النجاح فيما يواجهونه، بعكس الآخرين، أصحاب الحظ الضعيف.

كذلك وجد وايزمان أن أصحاب الحظ السيئ لا يحاولون كثيرًا لتجاوز التحديات التي تواجههم بسبب اعتقادهم بأن حظهم سيئ؛ ولا جدوى من المحاولة؛ وهو ما يؤدي إلى فشلهم بسبب استسلامهم مبكرًا، وعدم المحاولة.. هذا الفشل يعزز من اعتقادهم بسوء حظهم. بينما أصحاب الحظ الجيد يحاولون كثيرًا؛ وهذا ما يزيد من فرص نجاحهم؛ وبالتالي يتعزز اعتقادهم بأن حظهم جيد..

من ملاحظات وايزمان أيضًا أن الطرفين ينظران إلى الموقف نفسه بطريقة مختلفة. فمثلاً: عندما سأل المشاركين: ماذا تقول إذا أصابتك رصاصة عشوائية في كتفك وأنت تمشي في الشارع؟.. صاحب الحظ الضعيف قال إن حظه سيئ؛ لأن الرصاصة أصابته دون بقية الناس من حوله. أما صاحب الحظ الجيد فقال إنه محظوظ جدًّا؛ لأن الرصاصة أصابت كتفه ولم تصب قلبه.

صحيفة سبق اﻹلكترونية