شبكة عيون الإخبارية

برلماني تركي معارض: "أردوغان" بطل العالم في استغلال الدين لأهداف سياسية

"المونيتور": استخدم مذبحة كرايست تشيرش للتلاعب بمشاعر الأتراك المسلمين

منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه أردوغان، إلى رأس السلطة في عام 2002، عرف عنه استغلاله للإسلام والخطابات الدينية من أجل جمع أكبر عدد من الأصوات، وتمكن الرئيس التركي من أن يكون بطل العالم في "استخدام الدين أداة للسياسة"، وفقاً لتقرير أعده برلماني تركي معارض.

كلما اقترب موعد الانتخابات صلى مع الناس في المساجد
وشهدت فترة رئاسة الرئيس التركي أردوغان، الكثير من المواقف والأفعال التي تفضح طريقة استغلاله للدين هو وحزبه لأهداف سياسية، وهو الأمر الذي أكده أيضاً عدد من الشخصيات التركية البارزة، ومن بينهم رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، معبراً عن استنكاره لإصرار الرئيس رجب طيب أردوغان على استخدام الدين في السياسية لتحقيق مكاسب سياسية.

ويدلل معارضو أردوغان على استغلال الرئيس التركي للدين بقولهم، إن أردوغان يتكلم عن الدين الإسلامي في كل مكان، وكلما اقترب موعد الانتخابات صلى مع الناس في المساجد، واشترك في الجنائز وقرأ القرآن أمام التلفاز، وفقاً لما ذكرته صحيفة زمان التركية.

"آيا صوفيا" واستغلال الإسلام لأهداف سياسية
وفي وقت سابق، سلطت "وكالة المونيتور" الأمريكية الضوء على قضية تحويل كنيسة "آيا صوفيا" لمسجد، مشيرة بأن القرار بهدف لفت النظر إلى ما أسمته استخدام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدين، مطية إلى المكاسب السياسية، وإنقاذ شعبيته المتراجعة.

وكشفت الوكالة عن أن مستشاري أردوغان للشؤون السياسية والدينية بدؤوا منذ عشرة أيام من تحويل الكنيسة لمسجد، بنشر رسائل تدعو الأتراك لانتظار القرار.

وتقول الوكالة إنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام التركي فتاوى أو فيديوهات أو تصريحات ذات طابع ديني؛ من أجل ما تصفه "المونيتور" بأنه تكتيك أردوغاني معروف في "قياس درجة الاحتقان الاجتماعي"، إلا أن تجديد الحديث عن موضوع تحويل الكنيسة القديمة، آيا صوفيا، إلى مسجد، وما رافقه من تعميم لصورة وصوت أردوغان وهو يقرأ القرآن في رمضان، وتحديده موعد فتح المساجد مع مناسبة سياسية من التاريخ العثماني، هي رزمة استعراضات رأت فيها الأوساط السياسية محاولة لكسب الطبقات الشعبية المتدينة، بعد أن ناءت تحت ضغط التداعي الاقتصادي والمعيشي، مضافاً له أحمال ارتباك الدولة في معالجة جائحة كورونا.

حملة سياسية موجهة
وتؤكد "المونيتور" أن ما فعله أردوغان يعد "حملة سياسية توظف الرسائل الدينية من أجل التحكم في قاعدة الناخبين، بعد أن اختلت هذه القاعدة تحت وطأة الاضطرابات الاقتصادية، التي تفاقمت مع جائحة الكورونا".

واستمراراً لمسلسل الاستغلال الديني، فقد استخدم أردوغان مذبحة كرايست تشيرش للتلاعب بمشاعر الأتراك المسلمين لأهداف انتخابية، وعاود قبل أسبوع من موعد الانتخابات البلدية لتوظيف ”قضية آيا صوفيا“ من خلال الإعلان عن أنه سيحول هذا المتحف إلى مسجد آيا صوفيا.

من جهته، قال سلجوق أوزداغ، القيادي المعارض بحزب "المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، إن تحويل نظام الرئيس رجب طيب أردوغان "آيا صوفيا" من متحف لمسجد "يأتي في إطار الاستغلال السياسي من العدالة والتنمية الحاكم للمقدسات الدينية لتمديد عمر النظام السياسي"، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" التركية المعارضة.

عندما تضعف أصوات السلطة يتحدثون عن القيم والأخلاق
وأضافقائلاً بحسب الصحيفة التركية: "لا أحد في هذا البلد يقول أي شيء عن فتح آيا صوفيا. لأننا نعلم جميعاً أن هذا استغلال سياسي هدفه ليس تحقيق إرادة السلطان محمد الفاتح، بل تمديد الحياة السياسية لشخص ما"، في إشارة لأردوغان.


وتابع قائلا: "عندما تضعف أصوات السلطة، فإنهم يتحولون إلى الحديث عن القيم والأخلاق؛ لأنه ليست لديهم مشاريع لإنقاذ البلاد من الوضع الذي وقعت فيه".

وأردف "أوزداغ" قائلاً: "إنهم يحاولون تغطية الإخفاقات السياسية لهم عن طريق المعلمين الدينيين على شاشات التلفزيون والتحركات الرمزية التي تجذب المشاعر الدينية للناس".

المقاطعة الفرنسية واستغلالها للتشويش على المقاطعة التركية
وفي الوقت الذي يدعو فيه مغردون في معظم الدول الإسلامية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، على خلفية التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول تأييده للرسوم المسيئة للنبي محمد واعتبارها حرية تعبير، يرى مراقبون أن أنصار الإسلام السياسي والإخوان المسلمين أبرز حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ استغلوا القضية، وشنوا حملة ضد فرنسا للتشويش على "مقاطعة تركيا" التي تعاني أصلاً تراجعاً اقتصادياً خانقاً وعزلة متفاقمة خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لـ"ميدل إيست أون لاين".

ويسعى الإخوان المسلمون بتخطيط أنقرة التي اعتمدت على تحريك أبواقها من منصات منتمية لجماعات الإسلام السياسي المنتشرة في أكثر من قطر عربي تحت شعار "نصرة الدين"، لاستغلال حملة المقاطعة الفرنسية لصرف انتباه الشارع العربي عن حملة المقاطعة الأولى التي جاءت كخطوات عقابية لتركيا رداً على نهجها السياسي المعادي في المنطقة.

صحيفة سبق اﻹلكترونية