من المعروف أن البخل بصفة عامة سمة سيئة وذميمة فى كل أمور وأحوال الحياة. قال الدكتور جمال شفيق أحمد- أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إذا كان البخل مذموم فى نواحى الحياة المادية، حيث يشعر أفراد الأسرة بمدى الحاجة والشعور بالحرمان، رغم توفر المال وكثرته أحياناً إلا أن الشخص البخيل سواء كان الزوج أو الزوجة فإنه غالبا ما يجعل المحيطين به يدركون بأنه المتسبب فى منعهم وحرمانهم من تلبية وإشباع احتياجاتهم ومطالبهم والتمتع بحياتهم مثلما يتمتع بها الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، وهذا ما ينتج عنه فى نهاية الأمر تنامى مشاعر من الكراهية والبغض من الزوجة والأبناء لمصدر المنع والحرمان.
وغالبا ما يكون البخيل هو الزوج لأنه هو المنوط به الإنفاق على الأسرة، وعدم حرمانهم من احتياجاتهم طالما أنها فى حدود المعقول، والمناسب وللأسف قد تزداد مشاعر الكراهية من جانب الزوجة والأبناء مع الاستمرارية، وتتحول إلى مشاعر نفسية أكثر بغضا وحقدا.
ولفت إلى أن مشاعر الانتقام والأنانية وانهيار وتفسخ العلاقات الإنسانية داخل الأسرة تزداد بين جميع أفرادها وبعضهم البعض.
وأكد جمال أن البخل والفتور والتهاون فى النواحى العاطفية بالذات تعد فى جوهرها أشد ضررا وخطورة وسوءا من البخل فى النواحى المالية أو المادية، فالزوجة على سبيل المثال تحتاج وتتلهف باستمرار إلى أن يوجه لها الزوج عبارات الحب والإعجاب والتقدير والثناء دائما وأبدا، وأن يعبر لها عن مشاعره الطيبة تجاهها ولا يحبسها أو يكبتها أو يحتفظ بها لنفسه.
وعلى الزوجة أيضا أن تبادل زوجها نفس العبارات والمشاعر والأحاسيس ولا تخفيها ولا تكتمها، ذلك أن بخل أحد الزوجين فى إظهار مدى حبه وإعجابه واشتياقه وانبهاره بالطرف الآخر، يؤدى إلى شعورالآخر بالضيق والقلق والتوتر والمخاوف والشك والأوهام، وتأويل الأمور أكثر مما تحتمل، ومع التكرار والاستمرار، يضعف نبض الحياة الزوجية ويتدهور مستواها وتصل إلى مرحلة العناية المركزة والإنعاش وهى المرحلة التى نطلق عليها فى الطب النفسى بالانفصال العاطفى أو الطلاق النفسى.