شبكة عيون الإخبارية

سيدى عبد الرحيم القنائى.. رحلة العلم والجهاد من ترغاى إلى قنا

فى كل عام من الأول من شهر شعبان وحتى ليلة النصف منه يتسابق ملايين المحبين ويتوافد الزائرين والمريدين إلى ساحة ومقام أحد أقطاب الصوفية الأربع سيدى عبد الرحيم القنائى بشرق مدينة قنا.

رحلة علم وجهاد تنقل خلالها القطب الصوفى بداية من مولده بقرية ترغاى عام 521 هجرية التابعة لإقليم سبته فى المغرب مرور برحليه إلى دمشق حيث ظل بها عامين تقريبا ليرحل بعدها إلى مكة عقب وفاة والدته حيث مكث فيها 9 أعوام هناك، اعتكف خلالها بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن تتأثر تجارته التى كان يقتات منها ختاما بتوجهه إلى قوص ومنها إلى قنا عقب لقاء جمعه الله بأحد علماء قوص منارة العلم حينها وهو الشيخ مجد الدين القشيرى إمام المسجد العمرى بقوص وكان ذلك فى منتصف القرن الثانى عشر الميلادى، حيث أمكن للقشيرى إقناع الشيخ عبد الرحيم بأن يهاجرالى وبالفعل تحقق المراد ووافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر، وبقى بها عالما وشيخا وزاهدا حتى لقى ربه عام 592 هجرية، 23 يناير 1196م عن عمر قارب الـ72 عاما.

لقب الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون بن محمد بن جعفر بن إسماعيل بن جعفر الذكى بن محمد المأمون بن أبى الحسن على بن الحسين بن على بن محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين رضى الله عنه، بعبد الرحيم القنائى بعدما عينه الأميرالأيوبى العزيز بالله شيخاً لمدينة قنا، فلقبه الناس منذ ذلك الحين بعبد الرحيم القنائى.

من أشهر أقوال القنائى التى رصدها "اليوم السابع"، التى حوتها مراجع علماء الدين قوله "الإسلام دين علم وإخلاص، فمن ترك واحدة فقد ضل الطريق"، حيث أفاض فى شرح نظريته فى كتاباته إذ كان يهتم دائما بالحديث عن العلم، إيمانا منه بأن العلم دعوة سماوية ومتممة للعمل واهتمامه بالدعوة للزواج والإحسان إلى المرأة فى قوله "كنت أعتقد أنى لو قدرت ما تركت على وجه الأرض عازبا إلا زوجته، والزوجة نعمة لا يعرف قدرها".

ومن أشهر ما قاله القنائى لأروع ما كتبه حبا فى الله وتقربا إليه حيث يقول فى مطلع إحدى قصائده "سرورى أن أراك وأن ترانى: وأن يدنوا مكانك من مكانى وأرغب فى لقائك كل يوم: وحبى ذاك من كل الأمان لإن واصلتنى وأردت قربى: وحقك لا أبالى من جفانى" رحم الله الشيخ القنائى القائل عن الشوق بأنه الاستغراق فى مجال الذكر طرباً، ثم فى الغيبة فى توسط الذكر سكراً، ثم الحضور فى أواخر الذكر صحواً، فهو بين استغراق يهيجه، وغيبة تزعجه.

اليوم السابع

أخبار متعلقة :