شبكة عيون الإخبارية

رعب الكساد العظيم.. لماذا يخشى العالم تكرار سيناريو الثلاثينيات؟

مباشر - سالي إسماعيل: من المرجح أن الاقتصاد العالمي قد يعيش هذا العام أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن ما ملامح هذه الحقبة التي تبث الرعب في قلوب العالم؟

وقبل أيام قليلة فقط، توقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد العالمي بنحو 3 بالمائة خلال عام 2020 وسط احتمالية تراجع الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم بأسرع وتيرة في عقود.

وتعتقد كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد "جيتا جوبيناث" أن الوباء المميت سيؤدي إلى أزمة لا مثيل لها وسوف تتسبب في فقدان الناتج المحلي الإجمالي العالمي حوالي 9 تريليونات دولار خلال عامي 2020 و2021.

ويصف الصندوق الدولي هذا الانكماش العالمي بأنه الأسوأ منذ فترة الكساد العظيم التي وقعت في العقد الرابع من القرن العشرين، كما أنه سيكون أكثر حدة عند المقارنة مع الوضع في الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وبالعودة إلى السؤال الرئيسي حول ملامح حقبة الكساد العظيم، نجد أنه قد تميز بالعديد من السمات حيث كان الأسوأ في تاريخ العالم الصناعي وتسبب في اتخاذ النشاط الاقتصادي اتجاهاً هبوطياً لنحو 10 سنوات مع قفزة قوية في معدل البطالة.

ما هو الكساد العظيم أو الـGreat Depression؟، هو الركود الاقتصادي الأطول والأعظم في تاريخ العالم الحديث، حيث بدأ مع انهيار أسواق الأسهم في عام 1929 ولم ينته حتى عام 1939.

ويشير المؤرخون والاقتصاديون إلى فترة الكساد العظيم باعتبارها الحدث الاقتصادي الأكثر كارثية في القرن العشرين، وربما يكون وباء "كوفيد-19" الأزمة الأكثر مأساوية في القرن الواحد والعشرين.

كيف حدث الكساد العظيم؟، طوال فترة عشرينيات القرن العشرين، توسع الاقتصاد الأمريكي بشكل سريع وارتفع إجمالي ثروة البلاد بأكثر من الضعف في الفترة بين 1920 وحتى عام 1929، وهي الحقبة التي عرفت حينذاك بـ"العشرينات الهادرة".

لكن مع انهيار سوق الأسهم في 24 أكتوبر/تشرين الأول عام 1929، سيطرت حالة من الذعر على المستثمرين دفعتهم لموجة بيعية بشكل جماعي، كما تدافع المستثمرون على سحب أموالهم من البنوك وسط حالة من الذعر المصرفي.

وتسبب هذا الذعر في فشل حوالي 5 آلاف مصرف أمريكي في الاستمرار في العمل، حيث قام المودعون بسحب كافة أموالهم من البنوك في آن واحد.

ومع تلاشي ثقة المستهلكين في أعقاب انهيار سوق الأسهم، دفع التراجع في الإنفاق والاستثمار المصانع والشركات لإبطاء وتيرة الإنتاج والبدء في تسريح العمال.

أما هؤلاء الذين حالفهم الحظ بالبقاء في العمل فقد تم تخفيض أجورهم وبالتبعية انخفضت القوة الشرائية.

ما الذي أثار الكساد العظيم؟، بحسب ما يقوله رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبق "بن برنانكي"، فإن المركزي الأمريكي قد ساعد في خلق الكساد عندما استخدم سياسات نقدية متشددة عندما كان ينبغي أن يستخدم العكس.

وفي الوقت نفسه، ساهم استحداث قانون الجمارك في عام 1930 في تعميق أزمة الكساد العظيم، والذي كان يهدف لحماية المزارعين في البداية ثم امتد ليشمل بعض الصناعات المحلية.

وفي 17 يونيو/حزيران عام 1930، وافق الرئيس الأمريكي آنذاك "كلارك هوفر" على تمرير مشروع قانون "سموت-هاولي"، لكن نتائجه كانت سلبية حيث أدى لانخفاض التجارة العالمية بنحو 66 بالمائة في غضون سنوات قليلة، وضاعف من الضغوط الاقتصادية، فضلاً عن تراجع صادرات الولايات المتحدة بقوة بفعل الردود الانتقامية على القانون.

ماذا عن البطالة خلال حقبة الكساد العظيم؟، بحلول عام 1933، كان هناك نحو 15 مليون أمريكي قد تم تسريحهم من العمل مع وصول الركود الاقتصادي إلى الذروة.

وبالنظر إلى الأوقات الراهنة، نجد أنه في غضون الشهر المنتهي في 11 أبريل/نيسان الجاري، تم تسريح نحو 22 مليون شخص في الولايات المتحدة.

وعلى سبيل المثال، قفز معدل البطالة الأمريكي آنذاك فقد تراجع من 3 بالمائة إلى 25 بالمائة كما تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنحو النصف من 103 مليارات دولار إلى 55 مليار دولار بفعل انكماش الأسعار، حيث تراجع مؤشر المستهلكين بنحو 27 بالمائة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1929 إلى مارس/آذار عام 1933.

وكان معدل البطالة في الولايات المتحدة سجل أكبر وتيرة صعود شهرياً بنحو 0.9 بالمائة خلال مارس/آذار الماضي ليصل إلى 4.4 بالمائة بنهاية الشهر ذاته، مع فقدان حاد في الوظائف الأمريكية.

ما الذي أنهى الكساد العظيم؟، في عام 1932، انتخبت الولايات المتحدة "فرانكلين دي روزفلت" كرئيس للبلاد وهو الرئيس الذي تعهد بإنشاء برامج حكومية لإنهاء الكساد.

وفي غضون 100 يوم تحت حكمه، وقع على الاتفاق الجديد ليصبح قانوناً وأنشأ 43 وكالة جديدة تهدف إلى خلق فرص للعمل وتوفير إعانات البطالة.

كما أن الحرب العالمية الثانية قد أعطت دفعة للاقتصادات على التعافي عبر التجارة والإنتاج المتزايد الضروري لاستخدامات الحرب.

مباشر ()

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :