شبكة عيون الإخبارية

"كفنت بابا زي الميت".. لماذ احتفظت شقيقتان بجثة أبيهما 10 أيام داخل المنزل؟

مصراوي Masrawy

11:24 م الخميس 07 يناير 2021


كتب - محمد شعبان:

رحيل الأب دائما يلقي بظلاله على الأسرة. تأثير سلبي يتركه وفاة رب الأسرة لدى أفرادها لكن تلك المرة ضربت شقيقتان بالحقيقة الكونية الوحيدة "الوفاة" عرض الحائط.

على مدار 3 عقود تعلقت شقيقتان بوالدهما "محمد.ش." بعد انفصاله عن والدتهما. حاز الأب على قلب وعقل ابنتيه فبات القائم بكل الأدوار حتى حصلتا على ليسانس كلية الحقوق.

تعلق الأب بابنتيه بدا جليا في عدم استمرار زيجة كل منهما. فشلت الزيجتان لأسباب عدة لكن القاسم المشترك بين كل منها رغبة الأب في ضمهما إلى حضنه والعيش في كنفه مجددا.

منذ فترة ليست بالبعيدة حضر طليق الأخت الصغرى أملا في إعادتها لعصمته لكنه اصطدم برد فعل غريب من قبل حماه "الموضوع خلص.. وأنا مش هرجعهالك".

لازمت الأختان والدهما المسن حال خروجه لقضاء احتياجات المنزل. أما عندما يغادر بمفرده -في الغالب للصلاة بمسجد قريب- كان يغلق باب الشقة الكائنة بالطابق الثاني بإحكام.

ذات مرة تسلقت الابنة الصغرى الجدران وصولا إلى السطح؛ بسبب غلق أبيها للباب، حسب الجيران.

الأسبوع الماضي لاحظ الجيران اختفاء صاحب الشخصية المتحكمة في تحركات المحيطين به -وفق ما يترآى له- فظنوا أنه يمر بوعكة صحية دون التفكير في السؤال عنه كونه محبا للانطوائية.

نهاية الأسبوع حضرت طليقة الرجل المسن لزيارته لكن ابنته الكبرى "جهاد" أخبرتها من وراء الباب "بابا مش موجود.. سافر البلد يحضر واجب عزاء".

في اليوم التالي حضر ابن شقيق الرجل بطلب من أبيه للاطمئنان على عمه لكن الرد لم يختلف "بابا قافل الباب".

شكوك راودت الأخ لاسيما أنه كل ما حاول مشاهدة شقيقه زعمت الأختان "بابا نايم يا عمو".

مكالمة هاتفية جمعت الأخ وطليقة شقيقه دفعته للتوجه إلى مسكنه بعد اتهامها لهم "هو مات وانتم مخبيين عني".

رد فعل الأختين لم يتغير، رفضتا فتح الباب والسماح بدخول العم. رائحة كريهة صادرة عن الشقة دفعت العم لاستخدام حيلة مكنته من الدخول ليبدأ رحلة البحث عن أخيه حتى اكتشف الطامة الكبرى.

عثر على جثة شقيقه في حالة تعفن ملفوفا في "شاش وقطن طبي" فأخطر شرطة النجدة التي أبلغت قسم بولاق الدكرور.

حضرت قوة بقيادة المقدم محمد الجوهري ومعاونيه النقيبين أحمد مندور وأحمد أبو رحمة. استمع الضباط لأقوال الشقيقتين"بابا تعب فجأة ولونه بدأ يتغير فلفيناه بالشاش والقطن" وقالت الكبرى "أنا كفنته زي الميت".

طوال 10 أيام مكثت الأختان بجوار جثة الأب كما لو أنهما رافضتين لتصديق رحيله عن عالمهما من ناحية، وأن يوارى جسده التراب من أخرى.

واصطحبت الشرطة الأختين إلى ديوان القسم لاستكمال مناقشتهما ونقل الجثة المتيبسة إلى المشرحة تمهيدا لتشريحها ودفنها.

كورونا.. لحظة بلحظة

كورونا فى

كورونا فى العالم

مصراوي Masrawy

أخبار متعلقة :