كان تسليم غرناطة آخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين في الأندلس بعد عقود من التناحر والضعف الذي دب في أوصال الدولة الإسلامية بالأندلس.
لم يكد ينتصف القرن السابع الهجري حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى في قبضة القشتاليين، فسقطت قرطبة، وبلنسية، وإشبيلية، وبطليوس، ولم يبق من الدولة الإسلامية سوى بضع ولايات صغيرة في الطرف الجنوبي من الأندلس، قامت فيها مملكة صغيرة عُرفت بمملكة غرناطة، التي قُدّر لها أن تحمل راية الإسلام لأكثر من قرنين حتى انقض عليها الملك فرديناند الخامس والملكة إيزابيلا، اللذين حاصرا بقواتهما غرناطة في 30 أبريل 1491 حصارا شديدا، دام لتسعة أشهر وقطعا أي اتصال لها بالخارج، وحالا بينها وبين أي إمدادات من المغرب الأقصى.
استمرت المفاوضات لأسابيع حتى انتهت في 25 نوفمبر 1491 بموافقة أبو عبدالله محمد، ملك غرناطة، على تسليم المدينة.
وخشى السلطان من تفاقم الأحوال وانفلات الأمر من بين يديه، فاتفق «أبو عبدالله محمد» مع ملك قشتالة على تسليم المدينة قبل الموعد المحدد، وتم التسليم «زي النهارة» في 2 يناير 1492.