شبكة عيون الإخبارية

تحية للجيش بدون إله جديد

كان قرار الفريق السيسى لمساندة الشعب المصرى فى 3 يوليو قراراً شجاعاً وحكيماً لوضع على الطريق السليم وإنقاذها من حرب أهلية، والآن الدولة الجديدة تريد أن تبدأ فى العمل لإتمام خارطة الطريق فى الموعد المحدد، وهى تفكر فى طرق إيقاف المسيرات والاعتصامات الإخوانية المسلحة بطريقة سلمية وبدون إسالة الدماء، ولذا كان نداء الفريق أول السيسى يوم 26 يوليو خطوة لتجميع الشعب المصرى حول الدولة الجديدة. ولكننى كنت أود أن يخرج هذا النداء أولاً من رئيس الجمهورية أو فى اجتماع مشترك بين الرئيس ومجلس الوزراء الذى يشغل الفريق السيسى نائب رئيس الوزراء فيه، لأن ذلك كان سوف يعطى الشعب الانطباع بأن الدولة الجديدة دولة حقيقية متماسكة، ويعمل كل أفرادها فى نفس الاتجاه، ولكن نداء الفريق السيسى منفرداً أعطى الانطباع بأنه الوحيد صاحب القرار، وأن الآخرين كلهم مهمشون، وأيضاً ما حدث شجع القوى الغربية على تأكيد أن ما حدث كان انقلاباً عسكرياً، وهو بالطبع لم يكن كذلك.

ونشرت صحيفة يومية كبيرة على صدر صفحتها الأولى أن الصحف العالمية كتبت أن السيسى أفضل قائد عسكرى منذ أيزنهاور- أى منذ عام 1945، هذه مبالغات غير محمودة وتزلف لقائد الجيش المصرى لا لزوم له، إن الفريق أول السيسى قائد استجاب لصوت الشعب المصرى وشعر بمدى قهره بنظام الإخوان، فقام الجيش بتأييد الشعب، وحقق مطالبه الشرعية بإنهاء حكم الإخوان، ولكن كل المحاولات التالية لخلق حاكم أوحد من الفريق السيسى غير مطلوبة من الشعب أو من الفريق ومن كل عقلاء مصر، لقد انتهى عصر الإله الحاكم، وعلى مصر أن تحقق نظاماً ديمقراطياً فى الحكم يدافع عنه الشعب والجيش، ولا نقع فى هذه المصيدة. لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث، لأن الزمن أصبح غير الزمن والمصريين تغيروا، ولن يقبلوا بالحاكم الأوحد والعالم أيضاً قد تغير. يجب أن نكون حذرين، وعلينا أن نعترف بأن ماكينة الدعاية للإخوان المسلمين الموجهة للعالم كله من مصر أو من خارجها أقوى وأكثر تأثيراً من تأثير الدولة المصرية بأجهزتها والمجتمع المدنى بأكمله ومجتمع رجال الأعمال المصرى. وكانت الأدلة والصور التى قدمتها الداخلية لتوضح اعتداءات الإخوان ضعيفة وتوثيقها يؤكد عدم الحرفية.

مما لا شك فيه أن الإخوان المسلمين قد قاموا بقتل وجرح عشرات المصريين الأبرياء فى أحياء المنيل وبين السرايات والكيت كات فى القاهرة وسيدى جابر فى الإسكندرية، وكان النهج الذى اتخذه فى قطع الطرق وإيقاف الأعمال وترويع الناس يفوق كل تصور أو خيال. ونحن جميعاً نعتبر أن التظاهر السلمى حق مشروع للمصرين بشرط أن يكون سلمياً فعلاً، وبشرط أن لا يؤثر فى الحياة الطبيعية وعمل المواطنين، وبالتأكيد لم يكن التظاهر سلمياً، وتكفى شهادة د. ليلى سويف ونجلها علاء سيف، وكلاهما مناضلان محترمان، ويعتبر الجميع أن شهادتهما هى شهادة حق، وحيث إنهما كانا شاهدى عيان فيكفى أن نستمع لهما لنعرف أن ما فعله متظاهرو الإخوان المسلمين هو يماثل عمل عصابة إجرامية مدججة بالسلاح، وتعمل لقتل المواطنين الأبرياء بقلب بارد وبروح إجرامية فقدت كل معالم الإنسانية.

لقد استيقظت يوم السبت على خبر سمعته من صديق بأن اشتباكات شارع النصر بجوار المنصة قد أسفرت عما يزيد على مائتى قتيل، وعلمت بعد ذلك أن الرقم الذى سمعته وأذاعته الجزيرة بعيد كل البعد عن الرقم الحقيقى، وهو حوالى ثلاثين قتيلاً. هذا بالتأكيد رقم ضخم وينم على أن هناك شيئاً ما خطأ. بحثت الأمر بدقة ومن مصادر محايدة بل وتميل إلى الإخوان فوجدت أن الإخوان فى رابعة قرروا الخروج فى مسيرة الغرض منها إرهاب أهل المنطقة ثم توجهوا إلى شارع النصر حيث قاموا باعتلاء كوبرى 6 أكتوبر بمتاريس ثم بناء حائط لغلق الكوبرى والشارع، وهو شريان رئيسى للمرور، فقامت الشرطة بإزالة الحواجز وانهالت الطلقات النارية من الإخوان على الشرطة والمواطنين العاديين وردت الشرطة وساندها سكان أحياء شعبية قريبة فقتل الكثيرون. أما الاسكندرية فهاجم الإخوان بالرصاص والخرطوش مسيرة من الشباب المدنى فقتلوا ثمانية وقاموا بتعذيب مجموعة من الشباب داخل مسجد القائد إبراهيم. هل هؤلاء إخوان أو مسلمين؟ على الشرطة أن تقوم بواجبها بدون استخدام مفرط للقوة وعلى الإخوان أن يتعقلوا لأن ما يفعلونه لن يعيد مرسى، وإنما قد ينهى مستقبلهم السياسى فى مصر.

الإخوان لم يسقطوا بسبب قهر أو ظلم وإنما سقطوا بسبب مكابرتهم وتكبرهم وبسبب سوء إدارتهم وعنادهم ورغبتهم فى احتواء مصر كلها فى عام واحد، المشكلة هى فيكم يا إخوان وليست فى الشعب المصرى الذى لفظكم. عودوا إلى حضن الوطن بقلب وعقل جديد.

قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

SputnikNews

أخبار متعلقة :