اشترك لتصلك أهم الأخبار
تستضيف مصر نهاية العام الجارى معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021»، الذى ستعقد فعالياته فى القاهرة، ويشهد فى نسخته الثانية عرض الصناعات العسكرية التى تقوم بإنتاجها وزارة الإنتاج الحربى والشركة العالمية للبصريات والصناعات البحرية والهيئة العربية للتصنيع، فضلًا عن ورش الإنتاج بالقوات المسلحة ومنتجات الأفرع الرئيسية وإدارات القوات المسلحة.
ويعد المعرض فرصة مهمة لعرض المنتجات العسكرية المصرية والمنتجات الصناعية الدفاعية للدول العالمية والعربية والإفريقية، ليكون بمثابة العبور إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ويمثل المعرض تجمعًا إقليميًا ودوليًا لعرض ومناقشة الأحداث المعاصرة وتبادل الرؤى والخبرات.
ويعد معرض إيديكس فرصة ذهبية للتعرف على التكنولوجيات الراقية، ويتيح للشركات والمهندسين بمصر الاطلاع على كل ما هو جديد فى عالم التسليح، حيث تقوم القوات المسلحة بشكل مستمر بإيفاد ضباط لحضور المعارض الدولية، وكذا شركات الصناعات الدفاعية فى مختلف دول العالم للاطلاع على الجديد ونقل الخبرات والتقنيات إلى مصانع القوات المسلحة والشركات العاملة فى هذا المجال بمصر.
ويتيح المعرض للصناع المصريين عرض منتجاتهم أمام العالم، ليكون فرصة جيدة للتسويق وإبرام الصفقات مع العارضين الذين سيتعرفون على المنتج المصرى، لأن ذلك سيعكس قوة مصر ومتانتها فى العلاقات مع مختلف دول العالم، كما أن المعرض فرصة جيدة للتعرف على المشاريع الاستثمارية والمشروعات القومية لمصر، كما أنه رافد من روافد تنشيط السياحة.
يذكر أن مصر نظمت النسخة الأولى من معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية إيديكس فى ديسمبر عام 2018، والنسخة الثانية منه كانت ستنفذ فى ديسمبر 2020، إلا أن جائحة كورونا ضربت مصر والعالم وتسببت فى إلغاء المعرض.
وعلى مدار 7 سنوات، استطاعت وزارة الإنتاج الحربى تحقيق إنجازات غير مسبوقة، ساهمت فى دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، ليس فقط فى المجال العسكرى ولكن فى المجال المدنى أيضًا، فجاءت هذه الإنجازات انعكاسا لرؤية وزارة الإنتاج الحربى فى أن تكون مؤسسة صناعية متطورة تعمل كمصدر رئيسى لتسليح قواتنا المسلحة الباسلة وتلبية احتياجات الشرطة المصرية، وفى نفس الوقت كانت وزارة الإنتاج الحربى حريصة، خلال هذه السنوات السبع، على تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى من خلال تنفيذ خطة استراتيجية للتطوير، لتعظيم الاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بشركاتها ووحداتها التابعة فى تنفيذ مشروعات قومية، مع الحرص على رفع المستوى الفنى والتأهيل المناسب للعاملين بها؛ سواء كوادر العمالة الفنية أو عناصر الإدارة.
وعلمت «المصرى اليوم» أنه من المقرر أن يكشف مصنع 300 الحربى عن سلاحين حديثين خلال الدورة الثانية لمعرض مصر الدولى للدفاع EDEX 2021، المقرر انعقاده نهاية العام الجارى، سيكون هذان السلاحان تحديثًا لـ «البندقية الآلية المطورة، والقاذف الثلاثى».
وتعتبر شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة، «مصنع 300 الحربى»، هى أحدث مجمع للصناعات الدفاعية المصرية، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عام ونصف العام، ويتضمن قطاعات لإنتاج الرصاصات أو الذخائر الصغيرة والمتوسطة والقنابل والقواذف، فضلًا عن قطاع الأسلحة، الذى يضم أفرعا للمسدسات والقواذف والرشاشات والمدافع والبنادق الآلية. ويقوم المصنع بالعمل على موضوعات بحثية فى مجالات متعددة سيتم الإعلان عنها فى الوقت المناسب، وقد نجح المصنع فى صناعة الرشاش المتعدد المصرى، ويعد تطورا نوعيا فى مجال الصناعات الدفاعية الحديثة بـ«مصنع 300 الحربى».
ويتخصص مجمع الصناعات الدفاعية الجديد فى إنتاج جميع أنواع الأسلحة والذخائر، ويتم العمل داخل المصنع بعقول وأيدٍ مصرية 100%، من خلال شراكات مع شركات عالمية لدى الحاجة، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية للقوات المسلحة والشرطة المدنية، مع استغلال فائض القدرات الإنتاجية فى المجالات المدنية والتصدير للدول الصديقة والشقيقة.
واستقدم مصنع 300 الحربى أحدث ماكينات الـ CNC فى العالم، وتعد نقلة نوعية فى جودة وكم المنتجات المُصنعة بها، وتخدم مجال الذخائر المتوسطة، وأن الماكينة التى سبقتها كانت تُصنِّع 60 جزءًا فى اليوم، وتُصنِّع تلك الماكينة 800 جزء.
ودخل الرشاش المتعدد المصرى فى اختبارات قاسية من لجان من القوات المسلحة والشرطة المدنية، إضافة لرجال شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة «مصنع 300 الحربى»، للوقوف على مدى قدرته على الخدمة ضمن أسلحة قوات الأمن فى ظل التحديات الأمنية التى تعيشها مصر، لتنتهى اللجان إلى أن الرشاش المتعدد المصرى المطور يصلح للخدمة فى ظل الأجواء المختلفة، وهذا الرشاش المُطور أثبت جودة تعادل الرشاش المستورد، وأنه أفضل كثيرًا من محاولات مصرية سابقة لتصنيع رشاش مصرى متعدد.
ويُقارن الرشاش المصرى بـ رشاش شركة FN، البلجيكى، أشهر الرشاشات المتُعددة العاملة فى عشرات الجيوش حول العالم، وقد تم عرض الرشاش فى معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية EDEX 2018 كبحث مصر، وقد جرى إنتاج عينات أولية له، حتى تم الاستقرار على المنتج النهائى، كاشفًا لأول مرة عن خضوع الرشاش لاختبارات الجهات الأمنية المعنية فى أبريل الماضى، ليتم إقراره.
ويُصنف هذا الرشاش على أنه سلاح هجومى مُتعدد المهام، بداية من تأمين المنشآت الحيوية والسيادية المهمة، وإمكانية استخدامه من نقطة ثابتة، أو تركيبه على مركبات ومعدات قتالية مثل الدبابات من طراز M1A1، أو عربات الدفع الرباعى المقاتلة، أو العربات والمُدرعات بمختلف أنواعها، ويعد هذا السلاح عنصرا أساسيا فى تأمين المنشآت والحرب على الإرهاب.
وسيوفر التصنيع المحلى لـ«الرشاش المُتعدد» عدة ميزات للأجهزة الأمنية المصرية وللدول الصديقة والشقيقة؛ حيث إن تصنيعه برخصة مصرية 100% وبأيدٍ وعقول مصرية سيسهم فى خفض سعر الرشاش مقارنة بالمستورد بنسبة تتراوح بين 30 و40%، كما أن تصنيعه محليًا سيوفر عملة صعبة للبلاد وقطع الغيار لأى رشاش فى الخدمة، كما أن العلاقات السياسية والظروف الخارجة عن الإرادة مثل الفترة التى أعقبت جائحة انتشار فيروس كورونا قد تؤثر على توريد السلاح، وهو أمر غير مقبول لـ «الأمن القومى المصرى»، لذا فإن تصنيع الرشاش المصرى المتعدد أمر شديد الأهمية للدولة.
ويُطلق الرشاش المصرى 900 رصاصة فى الدقيقة الواحدة، بناءً على نتائج الاختبارات ومن مسافة كافية للاستخدام فى مختلف التحديات، لتوفره الأجهزة الأمنية المعنية للاستخدام المحلى.
وصُنع الرشاش بخامات وقدرات تمكنه من الاستخدام فى مختلف البيئات؛ حيث يمكن استخدامه فى الصحراء فى طقس شديد الحرارة، أو فى مناطق ذات درجات حرارة منخفضة دون التأثير على قدرة إطلاق النيران كما كان يحدث فى أسلحة قديمة بمختلف جيوش العالم.
ويوجه مصنع 300 الحربى فائض قدراته الإنتاجية فى خدمة المجتمع المدنى، حيث يوجد لديهم قطاع معاملات حرارية قوى يخدم شركات الحديد والصلب وغيرها من الشركات، وينتج مسامير طبية نالت إعجاب المتخصصين، إلى جانب سعى المصنع لإنتاج شرائح طبية، مع عمله حاليًا على تصنيع كرسى متحرك لخدمة الأشخاص ذوى القدرات الخاصة، فضلًا عن بحث تصنيع أجزاء تكميلية للركبة وأطراف صناعية، بالتنسيق بين وزارة الإنتاج الحربى ووزارة التضامن الاجتماعى، وستطرح تلك المنتجات فى الأسواق بأعلى درجات الجودة وبأسعار تناسب الجميع.