أخبار عاجلة

في ذكرى يومها العالمي.. الطيور المهاجرة في ورحلتها المحفوفة بالمخاطر

سرب من الطيور المهاجرة - أرشيفية

سرب من الطيور المهاجرة – أرشيفية

كتب : هشام عواض

في أواخر فصل الصيف من كل عام، تقوم مليارات من الطيور بقطع آلاف الكيلومترات عبر الكرة الأرضية، في رحلة شاقة من شمال الكوكب لجنوبه حيث الدفئ.

ويُحتَفل في أكثر من 70 بلدًا، باليوم العالمي للطيور المهاجرة، خلال يومي 10 و11 مايو السنة، لتركيز الاهتمام حول الطيور المهاجرة التي يبلغ عددها بنحو 50 مليار طائر.

 

 

رحلة شاقة

تشهد الطيور رحلتين في العام، تبدأ الهجرة الأولى في فصل الشتاء بداية من شمالي قارات أوروبا وأسيا ومريكا الشمالية، حيث تقطع مسافات شاسعة من البحار والمحيطات والصحاري، لتنهي الرحلة باستقرارها في قارة أمريكا الجنوبية وجنوب قارة أفريقيا، وتُعاود الطيور الرحلة في فصل الربيع برحلة معاكسة للعودة إلى مواطنها الأصلية من أجل التزاوج.

أسراب من الطيور المهاجرة - أرشيفية

أسراب من الطيور المهاجرة – أرشيفية

 

الاستعداد للهجرة

تُبدّل الطيور في موعد الهجرة كل ريشها، فيتساقط القديم ويحل بدلًا منه ريش جديد غير متقصف أو متكسر، ليساعدها على الطيران خلال الهجرة، كما ُتقبل الطيور على الغذاء بشكل أكبر في تلك الفترة، مما يزيد وزنها إلى الضعف، وذلك حتى تخزن الكثير من لتتحول فيما بعد  إلى طاقة تواجه بها مشقة الرحلة، التي قد يصل بعض أنواع الطيور لقطع مسافة قدرها 50 ألف كيلومتر، لذلك فأن الطائر الضعيف لا يقوم بالهجرة، وإن هاجر فإنه يتعرض للموت خلال الرحلة قبل وصوله لوجهته، وكأن الطيور تقوم بعمل تأهب واستعداد بكل ما لديها لهذه الرحلة الشاقة المليئة بالمتاعب.

 
>دوافع الطيور للهجرة

سرب من الطيور المهاجرة - أرشيفية

سرب من الطيور المهاجرة – أرشيفية

 

تدفع عدة أسباب الطيور للهجرة من مواطنها وقطع رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر للاستقرار عدة شهور في جنوب الكرة الأرضية لقضاء وقت الشتاء، وذلك لاعتدال في الجنوب في الشتاء على عكس الشمال الذي تتساقط فيه الثلوج ويكون الجو قارص، مما لا يجعل الطيور قادرة على العيش في تلك البيئة الصعبة، كما أن تهاجر الطيور بسبب دافع الغذاء والبحث عن الحبوب والثمار والأعشاب، بالإضافة للحشرات في الجنوب.

كما تهاجر الطيورالجارحة للبحث عن الأسماك، والتي تتصادف هجرتها أيضًا مع هجرة الطيور، فتتبعها الجوارح، وتهاجر إلى الشمال في الصيف حيث قلة الحيوانات المُفترسة والجو المناسب، بينما يكون الجو في الجنوب حار لا تطاقه الطيور.

هذا بالإضافة عن قِصر طول فترة النهار في الشتاء الذي لا يتيح فرصة للطيور للبحث عن الغذاء في الجنوب، أما العودة إلى الشمال في فصل الربيع فهو من أجل التزاوج والتكاثر، حيث يطول النهار في نصف الكرة الأرضية الشمالي ابتداءً من فصل الربيع، ويبلغ ذروته في الصيف، ما يسمح للطيور بأن تقوم بتغذية أنفسها وصغارها أطول فترة ممكنة. كما أن للعوامل البيولوجية لدى الطيور دورًا في هجرتها، حيث تفرز أجسادها بعض المواد الداخلية نتيجة تغيير درجات الحرارة والضوء، وتؤدي تلك الإفرازات لزيادة شهية الطيور للغذاء فتهاجر للبحث عنه.

 

سرب  من الطيور المهاجرة في  الفيوم - أرشيفية

سرب من الطيور المهاجرة في الفيوم – أرشيفية

معبر للطيور المهاجرة

 

تشكل مصر معبرًا مهمًا للطيور المهاجرة من شمال أوروبا، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر إلى المناطق الدافئة في جنوب أفريقيا، وعودتها مرة أخرى في الربيع .
> وللطيور المهاجرة في العام ثلاثة مسارات، يبلغ عدد الطيور المهاجرة لمصر مليون طائر، تمثل أكثر من 300 نوع ، وتتركز أسرابها في معظم السواحل الشمالية لمصر، لأخذ قسط من الراحة، في بحيرات “المنزلة بدمياط ، وبورسعيد والبردويل في شمال سيناء والريان بالفيوم”، بالإضافة للأجزاء الجنوبية لمصر في مناطق البحر الأحمر وبحيرة ناصر.

 

صيد الطيور المهاجرة - أرشيفية

صيد الطيور المهاجرة – أرشيفية

اتهامات دولية لمصر بصيد الطيور المهاجرة

تتهم بعض الجهات الدولية المختصة مصر بأنها تصطاد الطيور المهاجرة، حيث أصدر المجلس العالمي للطيور، العام الماضي تقريرًا له يتحدث حول تعرض الطيور المهاجرة  للمخاطرفي مصر، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الاستخدام الغذائي أو كأهداف للتدريب على الصيد، وأكد التقرير أن يتم صيد الطيور المهاجرة في مصر بعدة وسائل منها الصيد بالبنادق ونصب الشباك، ويُعد الصيد بالغراء من أقسى الوسائل وأكثرها جمعًا للطيور، حيث يتم تغطية غصون الأشجار بنوع من الغراء المصنع محليًا فتلتصق به أقدام الطيور بمجرد وقوفها على الغصن.

 
> أهم الطيور المهاجرة في مصر

طائر الصرد أحمر الظهر Red-backed Shrike، ويعرف في مصر بـ”دقناش الأكحل”، ويهاجر إلى مصر في الخريف ويستقر بها عدة أسابيع،  في المناطق الصحراوية الظليلة أو على قمم الأشجار.

طائر الصرد أحمر الظهر - أرشيفية

طائر الصرد أحمر الظهر – أرشيفية

 

 

الهدهد Hoopoe، يصل مصر في الخريف حيث الطقس الملائم للتزاوج، وهناك أنواع محلية هجينة منه في مصر،  ويتواجد في عدة مناطق بالعالم، منها جنوب أوروبا ومناطق في أفريقيا.

طائر الهدهد

طائر الهدهد

 

اللقلق الأبيض”Ciconia ciconia”، طائر أوروبي يأتي إلى مصر في الربيع ويهاجر منها  في الخريف، ويتواجد في المناطق الزراعية في الدلتا والصعيد، ويهاجر من شمال أوروبا إلى المناطق الدافئة في تركيا وبلاد الشام وشمال إفريقيا، ويمثل رمزًا للخصوبة.

طائر اللقلق الأبيض - أرشيفية

طائر اللقلق الأبيض – أرشيفية

 

السمان “common quail”، وهو طائر يعيش في أوروبا، وأيضًا هناك أنواع منه تعيش في وسط وغرب أفريقيا، يهاجر السمان إلى مصر في الشتاء، ويعيش قرب الشواطئ، ويتم اصطياده للحمه الشهي.

طائر السمان - أرشيفية

طائر السمان – أرشيفية

ابو الفصاد “Wagtail”، يقضي الشتاء والربيع في مصر، ويعود إلى أوروبا مجددًا في فترة من مايو إلى يوليو، حيث فترة التخصيب والفقس، ثم تربية الصغار إلى شهر أكتوبر، وبعد ذلك دورة هجرة موسمية جديدة.

ابو الفصاد - أرشيفية

ابو الفصاد – أرشيفية

أونا