الذكرى الـ 71 لمجازر 8 ماى ضد الجزائريين

استعداد القيادات الشعبية والحركة الوطنية للاحتفال بانتصار فرنسا و قرب الاستقلال

استعداد القيادات الشعبية والحركة الوطنية للاحتفال بانتصار فرنسا و قرب الاستقلال

كتب «إسلام محمد» :

كان يوم 8 مايو عام 1945 من الأيام المظلمة التى شهدتها دولة الجزائر حيث كان هذا اليوم بداية للمجازر التى قامت بها فرنسا ضد العرب المسلمين لمدة عام متواصل راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شخص حسب التقديرات الجزائرية إلا أن التقديرات الأجنبية لنواتج هذه الكارثة قد تخطت ال 50 ألف قتيل و وصلت إلى ال70 ألف قتيل خلال هذه السنة من تاريخ الجزائر لتصبح من أكثر الأعوام دموية فى تاريخها و لتكون وصمة عار على جبين المحتل الفرنسى .

كان الجزائريون قبل هذه المجازر قد استغلوا انشغال الفرنسيين بالدفاع عن وطنهم فى مواجهة هتلر والنازية و نشطوا الحركة الوطنية التى تنادى بإلغاء بلديات الجزائر المختلطة وكذلك الحكم العسكرى فى الجنوب وجعل العربية هى اللغة الرسمية للبلاد مما أدى إلى إشتعال الغضب فى صدور الفرنسيين خاصة بعد مطالبة هذه الحركة الوطنية بإطلاق سراح مصالى الحاج إلا أن الحرب جعلتهم ينتظرون الوقت المناسب للقضاء على الحركة الوطنية بعد تبين مخاطرها .

شهداء الجزائر يفترشون الأرض

شهداء الجزائر يفترشون الأرض

قام الجزائريون فى أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية بالمطالبة بحقهم فى الاستقلال مثلما وعدت دول الحلفاء خلال الحرب فخرجوا للاحتفال فى مظاهرات سلمية مطالبة بتلك الحقوق فى كافة المدن الجزائرية و أشهرها مدينة سطيف التى كانت مقر للحركة الوطنية الجزائرية وكذلك انتشرت المظاهرات فى عدد من المدن الجزائرية الأخرى مثل وهران، بجاية، تلمسان، قسنطينة، مستغانم، قالمة، غليزان ،و باتنة،و بسكرة،و عين البيضاء،و خنشلة،و سيدي بلعباس،و سوق أهراس، وشرشال،و مليانة،و سكيكدة،و واد زناتي،و سعيدة،و عنابة،و تبسة،و سور الغزلان ، ليحتفل هؤلاء بقرب الاستقلال بعد انتصار الحلفاء على النازية وانتصار الديمقراطية على الديكتاتورية .

شهداء الجزائر ضحايا المجازر الفرنسية

شهداء الجزائر ضحايا المجازر الفرنسية

قام المحتل الفرنسى برد فعل لم يكن متوقع خاصة بعد مساندة الجزائر لفرنسا طوال مدة الحرب العالمية الثانية ، فقالت الفرنسية أنها اكتشفت مشروع ثورة فى “بجاية” وقاموا بالقبض على الجزائريين وبدأت المجازر التى قام خلالها الجنود الفرنسيين بارتكاب كل ما هو فظيع وشنيع فى حق الشعب الجزائرى فكانوا يقوموا بإبادة القرى والبلدات عن بكرة أبيها بكل من فيها من سكان ومنازل وممتلكات للشعب الجزائرى .

اعتداء الفرنسيين على الجزائريين

اعتداء الفرنسيين على الجزائريين

كانت القوات الفرنسية تقوم بالقتل الجماعى والقمع بحق الجزائريين حتى وصل عدد الشهداء بانتهاء هذه المجازر إلى 40 ألف شهيد حسب التقديرات الجزائرية إلا أن التقديرا الغربية رجحت أن عدد القتلى يتراوح بين 50 إلى 70 ألف قتيل جراء هذه المجاز الوحشية ضد الجزائريين ويرجع هذا التضارب فى الاحصاءات إلى أن المستعمر الفرنسى كان يرفض تسجيل القتلى فى سجلات الوفاة لإخفاء الجريمة التى قاموا بها ضد الإنسانية .

الجنود الفرنسيين أمام القتلى من الجزائريين

الجنود الفرنسيين أمام القتلى من الجزائريين

وقد قال الكاتب الفرنسي فرانسيس زانمبوني: “ما عاشته الجزائر يماثل المجازر المرتكبة ضد الهنود الحمر”، ليبين مدى بشاعة ما قامت به فرنسا ضد هؤلاء الجزائريين العزل .

الدمار الذى حدث جراء المجازر الفرنسية

الدمار الذى حدث جراء المجازر الفرنسية

أونا