أخبار عاجلة

دكتور هانى نعيم يكتب: مرض السكر والصحة الإنجابية للرجل والمرأة

دكتور هانى نعيم يكتب: مرض السكر والصحة الإنجابية للرجل والمرأة دكتور هانى نعيم يكتب: مرض السكر والصحة الإنجابية للرجل والمرأة
يؤثر مرض السكر على جميع أجهزة الجسم بعدة طرق مختلفة، وتكون المضاعفات إما عن طريق التأثير السلبى الذى يتسبب به ارتفاع مستوى السكر بالدم على الشرايين أو على الجهاز المناعى فتكثر الإصابة بالالتهابات الميكروبية والفطريات وهذا بالإضافة إلى طرق أخرى لم يتم تفسيرها حتى الآن وإن كانت تبدو واضحة فى بعض الحالات ولكنها غير مبررة.

ومن الجدير بالذكر أن كل هذه التأثيرات تتلاشى مع ضبط معدلات السكر بالدم.

نبدأ القصة بمرحلة البلوغ، وهنا يجب أن نوضح أن الطفل الذى يعانى من معدل سكر مرتفع لا ينمو مثل أقرانه وتتأثر بهذا مرحلة البلوغ، فقد تتأخر بشكل مقلق للأهل، وهنا يأتى دور ضبط السكر فمعظم هؤلاء الأطفال يبلغون خلال عدة أشهر من ضبط السكر، وإن لم يحدث البلوغ مع السن وضبط السكر يجب أن يتم البحث عن سبب آخر.

ثم من الجدير بالذكر أن التهابات العضو الذكرى الميكروبية نادرة جدً فى بلادنا والفضل فى هذا لختان الذكور، فلا توجد مساحة مغلقة لتنمو فيها الميكروبات والفطريات. أما بالنسبة للإناث فالوضع مختلف، فمع ارتفاع مستوى السكر يبدأ الشعور بالحكة فى المنطقة التناسلية وكثيرًا ما يكون هناك التهابات فطرية.

ثم يأتى الحديث عن القدرة الإنجابية، فوجد أن زيادة الوزن ضارة جدًا للذكور والإناث. فالحيوانات المنوية تكون ضعيفة فى الذكور مع ارتفاع مستوى السكر ولكنها تعود طبيعية بعد عدة أيام من ضبط مستوى السكر. أما بالنسبة للبويضات، فوجد أن نموها داخل المبيض يكون أقل كثيرًا مع ارتفاع السكر لذا يرفض أطباء النساء عمل أى طريقة تخصيب صناعية فى أى امرأة سكرها مرتفع وهذا لأن احتماليات الفشل مرتفعة جدًا فترهق الأسرة ماديًا ومعنويًا، ويجب أيضًا الإشارة إلى أن الميكروبات المهبلية هى ضارة جدً بالحيوانات المنوية، لذا يجب ضبط السكر وعلاج هذه الالتهابات.

ومن الجدير بالذكر هنا أنه ليس فقط مرضى السكر من النوع الأول هم من يعانون من هذا بل بعض مرضى السكر من النوع الثانى، وتكون المشكلة فى الذكور فى تحول هرمون الذكورة (التستوستيرون) إلى هرمون الأنوثة (الإستروجين) فى دهون منطقة البطن. فتقل لدى الرجل رغبته الجنسية مع القدرة أيضًا وتقل جودة وعدد حيواناته المنوية. أما بالنسبة للمرأة، فكثيرًا ما تصاب مع السمنة والسكر بمرض تكيس المبيض بدرجاته المختلفة، فيفقد المبيض قدرته على التبويض وقد تختل الدورة الشهرية وقد تأتى ولكن مع حبس البويضات داخل البيض فى شكل أكياس. وهنا يجب نصح المريض بأهمية فقدان الوزن بالإضافة إلى ضبط السكر.

بالنسبة للحمل، فقد تكون المرأة مصابة بمرض السكرى من النوع الأول أو الثانى أو مصابة بالسكر نتيجة الحمل. ومن أجل استمرار الحمل والحفاظ على صحة الجنين يجب ضبط السكر بمعايير منخفضة نسبيًا طوال فترة الحمل ما يشكل جهدًا مضاعفًا على المرأة مريضة السكر.

بالنسبة للقدرة الجنسية لدى الرجل، فيضعف السكر المرتفع قدرة الرجل الجنسية بعدة طرق. أولا بالنسبة للضعف الجنسى، فقد يسبب السكر تصلب الشرايين المؤدية إلى العضو الذكرى فلا يصل ما يكفى من دم بضغط كافٍ يسمح بالانتصاب وبقاء العضو منتصبًا لمدة كافية للممارسة الجنسية، وقد يقلل من مستوى هرمون التستوستيرون كما ذكرنا فتقل معه الرغبة والقدرة الجنسية. وقد تكون الشرايين جيدة ومستوى هرمون الذكورة جيد ولكن قد يتسبب ابسكر فى تلف الأعصاب اللاإرادية فيفقد الجسم قدرته على التحكم فى الانتصاب، وعادةً ما يأتى الضعف الجنسى بسبب خليط من الأسباب الثلاثة بدرجات متفاوتة. وثانيًا حتى فى غياب الضعف الجنسى، قد يصاب مريض السكر بمرض القذف المرتد، فعند حدوث النشوة يتم قذف السائل المنوى بضغط عالى يسمح بالتغلب على الضغط المرتفع الذى يسببه الانتصاب على قناة البول المؤدية إلى خارج القضيب، ولكن مع اعتلال الأعصاب اللاإرادية التى تتحكم فى صمام المثانة قد يكون الضغط فى القضيب أعلى من الموجود فى صمام المثانة، فيخرج السائل المنوى إلى داخل المثانة ويختلط بالبول. وهذه من المضاعفات المستعصية للسكر ولكن لحسن الحظ فإنها نادرة الحدوث، ومن الصعوبات الأساسية فى التعامل مع هذه الحالة حمضية البول التى تتفاعل مع السائل المنوى القلوى فتقتل الحيوانات المنوية، ومن الممكن تجربة بعض الأشياء للتغلب على هذه المشكلة مثل الجماع والمثانة ممتلئة جدًا فيزيد البول الضغط بالمثانة, ولكن أن لم تنجح، يجب إعطاء المريض أدوية تجعل البول قلوي، ثم يتم التبول بعد الجماع ويتم فصل الحيوانات المنوية مع عمل أطفال أنابيب أو حقن مجهرى لتلقيح البويضة.

أما بالنسبة للنساء، فثلث مريضات السكر يفقدن الشعور بالجنس بسبب اعتلال الأعصاب اللاإرادية والبعض منهن يصاب بمقاومة مستقبلات التستوستيرون الذى هو المحرك الرئيسى للقدرة الجنسية لدى المرأة، وقد يستجبن لهرمون الذكورة بجرعات صغيرة.

مع كبر السن، وانقطاع الدورة عند المرأة تفقد أنظمتها الدفاعية أمام الميكروبات، فتصبح منطقتها التناسلية مع ارتفاع السكر صيدًا سهلا للميكروبات والفطريات. أما بالنسبة للرجل, فوجد إحصائيًا أن الإصابة بتضخم البروستاتا أكثر بكثير عند ذوات السكر المرتفع عن غيرهم.

وفى النهاية نؤكد أن بداية الطريق للصحة الإنجابية فى كل مراحلها فى الجنسين يبدأ بضبط السكر، فلن يصلح أى علاج أى مضاعفة للسكر المرتفع إذا استمر فى ارتفاعه.
>

اليوم السابع