أخبار عاجلة

«العكرشة».. خرطوش «صُنع فى »

«العكرشة».. خرطوش «صُنع فى مصر» «العكرشة».. خرطوش «صُنع فى »

كتب : عبدالوهاب عليوة: منذ 1 دقيقة

مكانها المعزول حوّلها لبؤرة إجرامية يقبع فيها المسجلون خطر والخارجون على القانون، بعيدا عن رجال الأمن وكمائنهم الثابتة والمتحركة، التى تخشى دخول المنطقة، رغم معرفتهم بكل ما يدور فيها.

«العكرشة» منطقة صناعية صغيرة فى أبوزعبل بمحافظة القليوبية، تبعد عن القاهرة حوالى 20 كيلومترا، طبيعتها الجغرافية المنحرفة عن المناطق السكنية جعلتها مأوى لأصحاب الصناعات المحرمة، وعلى رأسها صناعة الأسلحة العشوائية، فى مصانع «بير السلم»، التى لا تقل عشوائية عن الأسلحة التى يتم تصنيعها.

يتنوع إنتاج هذه البؤرة، التى تخصصت فى تسليح البلطجية والمطلوبين أمنيا، بين فرد الخرطوش، بنوعيه 12 و16، والمقروطة والكباس، وتعتبر المنطقة المصدر الأول لبيع الأسلحة اليدوية فى القاهرة والقليوبية.

وتنتشر الورش التى تخصصت فى تصنيع الأسلحة اليدوية داخل المناطق السكنية، وتحديدا فى منطقة أرض الجمعية، التى يرصد أبناؤها محاولات أى شخص غريب يدخل إلى المنطقة؛ فطلقات الخرطوش معهم بلا حساب، والموت عندهم أيضا بلا ثمن، ما قد يكلف أى شخص غريب يدخل إلى المنطقة حياته؛ فمبررات الوجود داخل هذه المنطقة لا بد أن تقنع كل من يسألك عن سبب وجودك فى هذا المكان.

الصانع مسجل خطر.. والبائع خارج عن القانون.. والمشترى بلطجى

عماد السيد، صاحب ورشة خراطة من سكان المنطقة، كان يعمل فى تصنيع السلاح اليدوى، ترك هذه الصناعة المحرمة بسبب إصابة أبنائه الثلاثة أثناء العمل على المخرطة، يقول «عماد»: تصنيع الأسلحة «بيكسب دهب»؛ فسعر الفرد الخرطوش 12 مللى يصل إلى 1300 جنيه، بينما 16 مللى يباع بـ1500 جنيه، وتكلفة تصنيعه لا تتجاوز 150 جنيها، وهو عبارة عن الهيكل وماسورة السلاح وقطعة حديد مطوية تستخدم كجسم للفرد، وقطعة ثانية مطوية تستخدم لتثبيت الماسورة فى جسم الفرد، إضافة إلى قطعة حديدية ثالثة أسطوانية الشكل، مصمتة يتوسطها سن بارز من الجانبين، تستخدم كإبرة ضرب نار، وأخيرا المقبض الخشبى أو البلاستيكى، بالإضافة إلى مسامير تثبيت ليصبح الفرد جاهزا للاستخدام.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث ابتكرت العقلية الإجرامية المتخصصة فى صناعة أسلحة البلطجة تطويرا جديدا لفرد الخرطوش (بروحين)، ويقول شعبان، أحد العاملين فى ورشة «عماد»: هذه النوعيات لا تضرب «بلحة» واحدة، إنما «بلحتين»، أى طلقتين، والطلقة بداخلها كمية كبيرة من البلى الحديدى صغير الحجم، يضاف إليه بارود يمكن أن يقضى على الشخص المستهدف على مسافة أربعة أمتار، بينما يتسبب البلى المتطاير فى اختراق الجسم وإحداث تشوهات قد تدمر العين فى المسافات الأبعد، مضيفا: خطورتها ترجع إلى أنها يمكن أن تصيب من 10 إلى 20 شخصا، بسبب انتشار البلى المندفع منها، ويطلق عليها البلطجية طلقة «بتفرش»، ويصل سعرها إلى 20 جنيها.

فرد الخرطوش بـ1500.. والمقروطة بـ1300.. والكباس بـ500 جنيه

وهناك «المقروطة» ويطلق عليها أيضا «المخروطة»، وهى نوع آخر من السلاح العشوائى الذى تنتجه ورش بير السلم بالعكرشة إلى تصنيعه، وهى عبارة عن سلاح نارى أطول قليلا من فرد الخرطوش، لكنها بروحين وتستخدم طلقات الخرطوش، ويصل سعرها إلى 1500 جنيه.

ولا تتوقف سوق السلاح العشوائى عند حد معين، فهناك دائما الجديد من الأسلحة، التى تنضم إلى ترسانة أسلحة البلطجية، وأحدثها «الكباس»، وفكرته مأخوذة من السلاح الآلى، الذى يعمل بفعل ضغط الهواء، وهو يصنع من مواسير البترول، أو مياه الشرب، كما يقول سيد كنكة، من الخانكة؛ حيث يجرى خرط المواسير لتكون على مقاس الطلقة، وفى نهاية الماسورة، يثبت شداد يعمل بسوستة ضغط شديدة، وعند الاستخدام يجرى وضع الطلقة داخل الماسورة، ثم جذب الشداد للخارج وتركه، وعندها يضغط على الطلقة، فتنطلق للخارج لتصيب الهدف، ويتميز الكباس بإصابته هدفا أبعد من خمسة أمتار، على عكس فرد الخرطوش والمقروطة، اللذين لا يتجاوز مداهما الفعلى 5 أمتار، ويتراوح ثمنه بين 300 و500 جينه، حسب المساحة المستخدمة فيه.

أخبار متعلقة:

وما مصر إلا «سوق سلاح» كبير

سوق المفرقعات و«السيلف ديفنس» تنتعش مع اقتراب تظاهرات 30 يونيو

«أبوحشيش» قلعة صناعة صواريخ المعارك

المولوتوف.. قنابل المعارك

باعة «قرن الغزال» يهتفون فى العتبة والأزهر: «السلاح الأبيض بينفع فى اليوم الأسود»

DMC