أخبار عاجلة

مستشار شيخ الأزهر لـ«الوطن»: «أموال البترول» تفسد المنهج الأزهرى المعتدل لمصلحة «الشيطان»

مستشار شيخ الأزهر لـ«الوطن»: «أموال البترول» تفسد المنهج الأزهرى المعتدل لمصلحة «الشيطان» مستشار شيخ الأزهر لـ«الوطن»: «أموال البترول» تفسد المنهج الأزهرى المعتدل لمصلحة «الشيطان»
د. مهنا: وزير الأوقاف يعتبر المصريين «علي ضلال» منذ أكثر من 1000 عام

كتب : وائل فايز منذ 9 دقائق

قال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر عضو مجلس الشورى: إن الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، يعتبر الشعب المصرى كله «على ضلال» منذ أكثر من 1000 عام حتى الآن، بدليل عدم استعانة الوزير بعلماء الأزهر فى الدورات التى تنظمها الوزارة للدعاة الجدد.

واعتبر مهنا، فى حواره لـ«الوطن»، أن المحاضرات التى تنظمها «الأوقاف» للدعاة «جرائم» تُرتكب فى حق العلم والدين برعاية الوزارة لا يمكن السكوت عليها، وأن الأموال التى تفوح منها «رائحة البترول» تحاول إفساد فكر ومنهج الأمة المعتدل لمصلحة «الشيطان»، حسب تعبيره.

* كيف ترى الدورات التدريبية التى تعقدها «الأوقاف» للدعاة الجدد؟

- الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، يعتبر الشعب المصرى كله «على ضلال» منذ أكثر من ألف عام، خاصة أن الوزير انتدب محاضرين فى الدورات التدريبية التى تعقدها الوزارة للأئمة الجدد لا يتبنون المنهج الأزهرى الذى ارتضته الأمة، بل إنهم يعمدون إلى هدم هذا المنهج، وكأنه لم يعد فى الأزهر علماء ولا رجال.

* وماذا عن المحاضرات التى تلقى على شباب الدعاة الجدد بمعرفة الوزارة؟

- هى تجاوزات وليست محاضرات؛ فللأسف أحد المحاضرين تكلم عن «ضلال» العقيدة التى يدرسها الأزهر لطلابه، وهى «الأشعرية» التى ارتضتها الأمة منذ فجر الإسلام وحتى الآن، وآخر يقرر أنه لا يرجع إلى المذاهب الأربعة وإنما إلى الكتاب والسنة، وهذا ضرب للمنهج الأزهرى وللإسلام عموما، وهو بذلك يصادر على أكثر من 14 قرنا من العلم والعلماء، فكيف يأخذ العلم دون العلماء وكأن الدين لا يستند إلى علم؟ ثم هو بذلك يضرب المنهج فى مقتل؛ لأن أحد معالمه أن تلقى العلم أمر تراكمى بالسند كابرا عن كابر، أو فلانا عن فلان حتى الرسول صلى الله وسلم، فهى حضارة موثقه.

* وبم تفسر كل ذلك؟

- كلها جرائم تُرتكب فى حق العلم والدين برعاية وزارة الأوقاف ولا يمكن السكوت عليها.

* هل هى مقصودة؟

- إن كانت مقصودة فهى جريمة وإن لم تكن كذلك فهى فضيحة؛ ذلك أن سياسة الوزارة بهذا الشكل تضرب منهج الأمة الإسلامية جمعاء وتعدادها مليار و600 مليون مسلم باستثناء 20 مليونا فى شبه الجزيرة العربية وبعض دول الخليج.

* ومن يقف وراء ذلك؟

- أقولها بوضوح: إنها الأموال التى تفوح منها رائحة البترول، تحاول إفساد فكر ومنهج الأمة المعتدل لصالح الشيطان.

* من يتحمل مسئولية ذلك؟

- طبعا وزير الأوقاف يتحمل هذا الجرم الكبير، ولا شك أن كل الأزهريين يرفضون ذلك.

* وما موقف شيخ الأزهر مما يحدث؟

- الإمام الأكبر رجل يتحلى بالحكمة، لكنى سأتصدى لهذا الأمر الكارثى بصفتى الشخصية وليس كعضو بالمكتب الفنى لشيخ الأزهر، فأنا أنتمى للساحة الأزهرية بصرف النظر عن أى موقع أتقلده، وبصفتى مواطنا مصريا عليه بصمة الأزهر التى شكلت الشخصية الإسلامية على مر الزمان.

* هل لديك خطوات تصعيدية؟

- طبعا لن أسكت على ذلك وسأتعامل مع الأمر بشكل قانونى ودستورى، بل إننى مستعد لتقديم استقالتى من أجل هذه القضية، أى من أجل عودة الدعوة للأزهر كرسالة وليست كوظيفة كما هى الآن؛ فالأزهر بنص الدستور يختص دون غيره بنشر الدعوة والعلوم الشرعية واللغة العربية، وهذا ورد فى باب مقومات الدولة من الدستور الجديد الذى ينص على أن الأزهر هيئة مستقلة، لكن ما يحدث فى «الأوقاف» من تصرفات يعد هدما لمقومات الدولة الأساسية.

* إذن الأزهر يريد استرداد الدعوة والدعاة إليه؟

- نعم، نحن نريد استعادة «الأوقاف» والدعوة المغتصبة منذ عقود من الأزهر، ما أدى إلى تهميش دوره وصعود هذه التيارات والأفكار على السطح، بل أدى إلى اختراقها لحصن الأزهر المنيع من خلال بعض الدارسين.

* وماذا عن وزارة الأوقاف؟

- الأوقاف هى النموذج الأمثل للانقلاب المنهجى على ثوابت الأمة وليس هناك أفضل من القانون وتبيان وجه الحق للناس فى القضية. وأنا شخصيا تقدمت ببيان عاجل إلى مجلس الشورى باعتبار ما يحدث فى الوزارة مخالفة دستورية جسيمة، ولقد طالبت وزير الأوقاف بأن يأتى للمجلس من أجل مناقشته ومواجهة الأمة، خاصة أنهم يريدون سحب الريادة الدينية التى استقرت فى الأزهر على مدار التاريخ مستخدمين فى ذلك الأموال السخية والظروف الصعبة التى يمر بها الأزهر حاليا نتيجة الأوضاع غير المستقرة فى البلاد، لكن هيهات هيهات.

ON Sport