أخبار عاجلة

قناة السويس.. أعظم إنجاز مصرى من الألف للياء.. من الحملة الفرنسية للسيسى

قناة السويس.. أعظم إنجاز مصرى من الألف للياء.. من الحملة الفرنسية للسيسى قناة السويس.. أعظم إنجاز مصرى من الألف للياء.. من الحملة الفرنسية للسيسى

- الحملة الفرنسية أحيت الفكرة وديليسبس استغل علاقته بسعيد باشا لتنفيذها


>

- الديون أجبرت "إسماعيل" على بيع حصة .. وعبد الناصر أممها والسيسى طورها


>

* الحروب توقف القناة 3 مرات عبر تاريخها.. الاحتلال البريطانى والعدوان الثلاثى ونكسة 1967


>

* القناة الجديدة أطلقها السيسى فى 5 أغسطس 2014.. ويقلل مدة حفرها من 36 شهرا إلى عام واحد.. والمصريون يحققون الحلم بشراء الأسهم بـ61 مليار جنيه

كان قرار تأميم قناة السويس عام 1956 يعبر عن عودة الحق لأصحابه، عودة القناة التى قامت على الأراضى والسواعد والخامات المصرية وظلت تربح ملايين الجنيهات تدخل فى خزانات الدول الأجنبية دون أن تستفيد منها مصر فى شىء، اليوم وبعد 156 عاما من تاريخ إنشاء القناة، تحتفل مصر بمشروع جديد يضاف إلى سجل إنجازاتها بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى للقناة عقب تطوير مجراها الملاحى وإنشاء تفريعة جديدة وربطها بتفريعات القناة القديمة وتنمية محورها بالكامل بما سيقلل من زمن المرور فى القناة من 18 إلى 11 ساعة.

ورغم أن التاريخ يسجل أن حفر القناة الفعلى تم عام 1859 إلا أن محاولات إنشائها استغرقت آلاف السنين قبل هذا الوقت لتعود إلى المصريين القدماء أنفسهم والتى ربطوها عن طريق نهر النيل، وعبر السنوات المختلفة، ظلت فكرة الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، تناوش كل الممالك والإمبراطوريات سواء التى كانت فى مصر أو ذات النفوذ، لإدراكهم لأهمية المجرى الملاحى الذى يوفر الوقت والأموال للربط بين الثلاث قارات مقارنة بباقى الطرق الصحراوية منها أو البحرية.

فى السطور المقبلة، يرصد اليوم السابع كل خطوات القناة منذ تفكير المصرى القديم فيها، مرورا بالعباسيين والمماليك، وحتى جاءت الحملة الفرنسية التى أدركت أن السيطرة على مصر وانشاء القناة سيكون مفتاحها للسيطرة على العالم، لكن لأخطاء حسابية لمهندسيها فشلت الفكرة، ليعيدها مهندسى السانسومنيين الذين صححوا تساوى البحرين، قبل أن يسطو على الفكرة فريدناند ديليسبس ويقنع صديق طفولته سعيد باشا بها ويحصل على حق امتيازها 99 عاما، لتدشن الخطوة الأولى فى اتجاه إقامة قناة السويس الحالية.

قناة السويس.. فكرة


>لم تكن الحملة الفرنسية ولا الفرنسى فريدناند ديليسبس أول من أطلق فكرة "قناة السويس"، فالفكرة جاءت إلى المصريين القدماء منذ قديم الأزل وإن لم تكن بنفس الصورة، حيث كانوا يتصورون خطأ أن مستوى البحر الأحمر أعلى من المتوسط لذا كانوا يربطون بينهم عن طريق نهر النيل، ومن قناة سيتى الأول، فقناة دارا الأول،ثم قناة بطليموس الثانى، وقناة الرومان، فقناة أمير المؤمنين تعددت الأسماء التى تم اطلاقها على القناة حتى عهد العباسيين، الذين قرروا اغلاقها تماما فى 285 ق.م، لقطع الطريق أمام وصول الإمدادات عبرها إلى اهالى مكة والمدينة الثائرين ضد حكمهم.

إغلاق القناة أدى إلى اضمحلال الاقتصاد فى مصر وإيطاليا والذين كانوا يتكسبون بشكل كبير من خلالها، وأصبحت القوافل التجارية تعتمد على الصحراء، واستمر ذلك الوضع حتى القرن الخامس عشر حين اكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح، والذى اتجهت التجارة إليه، وكان المماليك قد وصلوا إلى الحكم فى مصر فى ذلك الوقت، فحاول الايطاليون اقناعهم بإعادة فتح القناة من جديد التى أغلقها العباسيون، لكن حينما علم البرتغاليون هددوا المماليك بالاتفاق مع الأحباش على تحويل مجرى مياه النيل عن مصر إلى البحر الأحمر، فتراجع المماليك عن الفكرة حتى سقط حكمهم.

استمرت فكرة الربط بين البحرين الأبيض والمتوسط متوقفة فى مصر لا يجرؤ أحد على تنفيذها حتى قيام الثورة الفرنسية، حيث بدأت وقتها فرنسا تتطلع إلى مد نفوذها لمجابهة نفوذ إنجلترا فاقترح الفيلسوف الألمانى لايبيتز على الملك لويس الرابع عشر غزو مصر، وكان فى ذلك اشارة إلى موقعها المتميز وأن احتلالها سيمكن من إعادة طرح مشروع حفر القناة، ولكن الملك لويس أجل القرار، حتى عام 1798، حيث ارسلت فرنسا حملة عسكرية بقيادة نابليون بونابرت حاملة معها عدة مشروعات على رأسها دراسة حفر قناة تربط "البحرين"، وهو الاسم الذى كان يطلقه عليها الفرنسيون فى البداية، لكن وبسبب نفس الأخطاء الحسابية التى وقع فيها المصريون القدماء، أخطر لوبير - كبير المهندسين فى الحملة – بونابرت بأن مستوى البحر الأحمر أعلى من مستوى البحر الأبيض وأن حفر القناة سيتسبب فى غرق مصر، مما أدى إلى توقف الفكرة.

رحل جيش بونابرت عن القاهرة، لكن لم ترحل الفكرة عن "السانسيمونيين" وهم مجموعة من المهندسين من خريجى مدرسة البوليتكنيك، والذين كانوا مفتونين فى ذاك الوقت بنابليون ومشروعاته، فعادوا إلى مصر فى عهد محمد على، وطلبوا منه إعادة دراسة المشروع من جديد ليكتشفوا خطأ حسابات لوبير، لكن حينما عرضوا عليه إنشاء القناة، وافق بشرط إبرام معاهدة دولية بين القوى الكبرى لحفظ حرية العبور فى القناة لكل السفن وحيادها فضلا عن أن تكون القناة تحت السيطرة المصرية، الأمر الذى رفضته فرنسا وإنجلترا، فخرج تصريح محمد على الشهير "لا أريد بسفورا فى مصر" إشارة منه إلى مضيق البسفور التركى والذى أدى تدخل الدول الأوروبية فى السياسة التركية من أجل ضمان حرية الملاحة فيه، فقد كان محمد على يدرك أن حفر القناة سيزيد من المطامع الدولية للتدخل فى شئون مصر وهو ما كان يرفضه بشكل قاطع.

الصداقة تنتصر للقناة


>عاد السانسيمونيين يجروا أذيال الإحباط إلى فرنسا، ومر عهد محمد على، ليعقب

اليوم السابع