أخبار عاجلة

24 مارس.. منظمة الصحة العالمية تحيى اليوم العالمى للقضاء على السل

24 مارس.. منظمة الصحة العالمية تحيى اليوم العالمى للقضاء على السل 24 مارس.. منظمة الصحة العالمية تحيى اليوم العالمى للقضاء على السل
تحيى منظمة الصحة العالمية بعد غد الثلاثاء، اليوم العالمى للقضاء على السل 2015 تحت شعار "الاستعداد للقضاء على السل"، حيث دعت منظمة الصحة العالمية اليوم المجتمع الدولى للتضامن والعمل عبر استراتيجية جديدة للقضاء على مرض السل بحلول عام 2035.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السل هو ثانى أهم الأسباب المؤدية للوفيات الناجمة عن العدوى فى العالم، ففى عام 2013 أدى السل إلى وفاة حوالى 1.5 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، كما سجل أكثر من 9 ملايين حالة إصابة جديدة بالسل من بينها نصف مليون حالة مقاومة للمضادات الحيوية المتعددة التى يصعب علاجها. يقدر الخبراء أن حوالى ثلث الحالات هى دون تشخيص أو علاج.

ويسهم إحياء اليوم العالمى للسل فى إذكاء الوعى بوباء السل الذى يتخذ أبعاداً عالمية وبالجهود التى تبذل قصد التخلص من هذا المرض. وتقوم شراكة دحر السل، وهى تضم المنظمات والبلدان التى تعمل على مكافحة هذا المرض، بتنظيم تظاهرات إحياء هذا اليوم العالمى لإبراز أهمية المرض وكيفية الوقاية منه وعلاجه. ويحتفل بهذا الحدث السنوى فى 24 مارس، لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ فى عام 1882، الجرثومة المتسببة فى الإصابة بالسل. وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه.

وتسعى منظمة الصحة العالمية حالياً إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015. ولا يزال السل أحد الأمراض السارية الأشد فتكاً بالأرواح فى العالم، إذ يتضمن التقرير الخاص بالسل فى العالم لعام 2014 بيانات جمعت من 202 بلد وإقليم. ويعرض تقرير هذا العام زيادة فى الأعداد الإجمالية العالمية لحالات الإصابة الجديدة بالسل والوفيات الناجمة عنه فى عام 2013 مقارنة بالأعداد السابقة، بما يعكس الاستفادة من البيانات الوطنية التى تم تحسينها وزيادتها.

والسل مرض معد ينتشر عبر الهواء شأنه شأن الأنفلونزا العادية. ولا ينقل السل إلا الأشخاص الذين يصيبهم المرض فى الرئتين. فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون فى الهواء الجراثيم المسببة للسل والمعروفة باسم "العصيات". ويكفى أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيات ليصاب بالعدوى. ويمكن للشخص المصاب بالسل النشط، إذا ترك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً فى العام. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يصاب بتلك العصيات. فالنظام المناعى يقاوم تلك العصيات التى يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعى. وعندما يضعف النظام المناعى لدى المصاب بتلك العصيات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أنه تحدث فى كل ثانية إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيات السل. بوجه عام يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى الناجمة عن عصية السل. وتظهر الأعراض المرضية أو القدرة على نقل المرض فى مرحلة من المراحل على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بعصيات السل (من غير المصابين بفيروس الإيدز). واحتمال ظهور أعراض السل أكبر بكثير لدى الأشخاص المصابين بحالات ترافق ذلك المرض بفيروس الإيدز.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن إقليم جنوب شرق آسيا شهد حدوث أكبر عدد من حالات السل الجديدة فى عام 2008، فقد بلغت الحالات فى ذلك الإقليم نسبة 35% من مجموع الحالات المسجلة على الصعيد العالمى. فى حين تشير التقديرات بأن معدل حدوث المرض بين السكان فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بلغ ضعف معدل حدوثه فى جنوب شرق آسيا، إذ تجاوز 350 حالة لكل 100 ألف نسمة.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ثلث سكان العالم قد أصيبوا بعدوى لمتفطرة السلية، ومع حدوث الإصابات الجديدة بمعدل 1.560 مليون إصابة فى السنة أى حوالى واحدة فى الثانية تقريبا. وفى عام 2010، قدر عدد الحالات المزمنة النشطة عالميا بحوالى 13,7 مليون إصابة، فى حين قدر عدد الإصابات بحوالى 9 ملايين إصابة جديدة عام 2013.

وقتل السل بكل أشكاله نحو 1.5 مليون شخص فى العالم العام 2013، من بينهم 360 ألف شخص من المتعايشين مع فيروس العوز المناعى البشرى والتى حدث معظمها فى الدول النامية.

الجدير بالذكر أن أكبر عدد الوفيات سجل فى الإقليم الأفريقى. كما شهد عام 2013 حدوث حوالى 480 ألف حالة من حالات السل المقاوم للأدوية. وأن التقديرات تشير إلى أن 9% من هذه الحالات هى من السل الشديد المقاوم للأدوية. وتشهد حالات الإصابة بهذا المرض هبوطاً بطيئاً كل عام، فالتقديرات تشير إلى إنقاذ 37 مليون شخص من الإصابة به بين عامى 2000 و2013 من خلال أساليب التشخيص والعلاج الفعالة.

ومع ذلك وفى ظل إمكانية الوقاية من حالات الوفاة الناجمة عن السل، لا يزال عدد الوفيات الناجمة عن المرض مرتفعاً على نحوٍ غير مقبول ينبغى معه تسريع وتيرة جهود مكافحته إذا ما أردنا بلوغ الغايات العالمية لعام 2015 التى وضعت فى سياق الأهداف الإنمائية للألفية.

وأشار مسئولون فى قطاع الصحة فى المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض، إلى أن حوالى 1000 شخص يصابون بمرض السل يومياً فى أوروبا، وأن التقدم البطىء فى مواجهة المرض مع تزايد المقاومة للعقاقير، ويشير إلى أن المنطقة لن تهزم المرض على الأرجح حتى القرن المقبل.

وذكر تقرير مشترك بين "منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبى للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها"، أنه وفقاً للمعدلات الحالية ليست هناك فرصة تذكر للمنطقة من أجل تحقيق الهدف المتمثل فى القضاء على السل بحلول العام 2050.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية "سوزانا جاكاب"، إن مرض السل المقاوم للعقاقير ما زال يجتاح المنطقة الأوروبية ويجعلها الأكثر تأثراً فى العالم كله. والمنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة تشمل 53 دولة بتعداد سكان نحو 900 مليون نسمة، بينهم 508 ملايين يعيشون بالدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.

وقال مارك سبرينجر مدير المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إنه إذا استمر التراجع فى عدد حالات الإصابة بالمرض بنفس المعدل الحالى، فإن دول الاتحاد الأوروبى والمنطقة الاقتصادية الأوروبية لن تكون خالية من السل قبل حلول القرن المقبل. وأضاف أنه حتى تقضى أوروبا على المرض وهو ما يفسر بتسجيل أقل من إصابة واحدة بالسل بين كل مليون شخص سنويا بحلول عام 2050، فإن الأمر يتطلب خفض عدد الحالات بوتيرة أسرع مرتين على الأقل.

وكشفت بيانات حديثة أن معدلات الإصابة بمرض السل فى بريطانيا من بين أعلى معدلات الإصابة به فى غرب أوروبا، وأن لندن تناضل للتخلص من وصمها بأنها عاصمة السل فى المنطقة. وذكر تقرير أصدرته وكالة الصحة العامة الحكومية البريطانية أنه إذا استمرت معدلات الإصابة بالمرض، كما هى فإن حالات الإصابة السنوية الجديدة بداء السل فى بريطانيا ستزيد عن مثيلاتها فى الولايات المتحدة.

وسجل فى عام 2012 ما مجموعه 8750 إصابة بداء السل فى بريطانيا، بمعدل 14 إصابة بين كل 100 ألف نسمة، وهو معدل يقل قليلا عن المسجل فى عام 2011 لكنه لا يزال مرتفعا بما يكفى لجعلها من بين أعلى الدول الموبوءة بهذا المرض فى منطقتها. وقال مدير حماية الصحة فى وكالة الصحة العامة بول كوسفورد أن السل لا يزال مشكلة حساسة للصحة العامة لا سيما فى بعض مناطق لندن وبين الفئات الأكثر تعرضا للإصابة به، وأضاف أن التحكم فى أمراض الرئة المعدية التى تكون غالبا مقاومة للأدوية أصبح حاليا أحد الأولويات الجوهرية لوكالة الصحة العامة التى تطور فى الوقت الراهن نهجا أقوى على المستوى الوطنى سينفذ فى غضون أشهر قليلة.

وأكد كوسفورد العزم على تحقيق تراجع ملموس فى الإصابة بالسل والعمل دون كلل لدعم الشركاء المحليين فى المناطق الأكثر معاناة. وتقدر تكاليف الرعاية الصحية السنوية المباشرة لمرض السل - الذى عادة ما يساء فهمه باعتباره مرضا من الماضى أو أنه لا يصاب به إلا المجتمعات المهمشة - بأكثر من 500 مليون يورو (670 مليون دولار) تتحملها الحكومات الأوروبية، بالإضافة إلى 5.3 مليار يورو فى صورة خسائر فى الإنتاجية.

اليوم السابع