وقد حلل فريق من الباحثين الأمريكيين الأنظمة الغذائية لحوالى 4,5 مليار بالغ فى أكثر من 187 بلدا، حيث وجد أن تناول الأطعمة الصحية مثل الخضراوات والفاكهة قد شهد ارتفاعا بين عامى 1990- 2010، ومع ذلك، كانت هناك زيادة أكبر فى استهلاك الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة مثل اللحوم المصنعة والسكريات فضلا عن المشروبات المحلاة.
وشدد الباحثون- فى معرض أبحاثهم المنشورة فى العدد الأخير من مجلة " لانسيت" العلمية البريطانية – على أن التوقعات تشير إلى أنه بحلول عام 2020، ستمثل الأمراض غير المعدية نحو 75% من جميع حالات الوفيات، وهو ما يزيد من أهمية تغيير وتحسين أنماط الأنظمة الغذائية المتبعة بين الكثيرين ليلعب دورا حاسما فى التخفيف من عبء الوقوع فريسة لعدد من الأمراض المزمنة نتيجة سوء الأنظمة الغذائية المتبعة.
وقال الدكتور "فومياكى إيمامورا" رئيس وحدة علم الأوبئة ورئيس مجلس البحوث الطبية فى جامعة "كامبريدج " والمشرف على تطوير الأبحاث، إن النتائج التى توصلنا إليها تلقى بالمزيد من المسئوليات والتبعات على كاهل الحكومات والهيئات الدولية فى جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى الحاجة إلى فهم مختلف الأسباب المتعددة لهذه الاتجاهات.
وتكشف الدراسة أن التحسينات التى طرأت على نوعية النظم الغذائية المتبعة كانت فى الدول ذات الدخل المرتفع، مع زيادة فى كمية الأطعمة الصحية بين مواطنيها مع انخفاض طفيف فى استهلاكهم للأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة المليئة بالدهون والأملاح.
ومع ذلك، كان مواطنو الولايات المتحدة وغيرها من المناطق الأكثر ثراء مثل كندا، وأوروبا الغربية، وإستراليا ونيوزيلاندا، الأكثر إقبالا على الوجبات الغذائية ذات الجودة الأدنى فى العالم، نظرا للاستهلاك العالى من الأطعمة غير الصحية.
ووفقا للدراسة، فإن بعض البلدان فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا مثل الصين، والهند لم يطرأ أى تحسن فى نوعية وطبيعة أنظمتهم الغذائية بين عامى 1990 – 2010.
وتشير البيانات إلى أن الدول ذات الدخل المنخفض مثل تشاد، مالى، فضلا عن دول البحر المتوسط، مثل تركيا، اليونان كانت الأعلى استهلاكا للأغذية الصحية، فى الوقت الذى تشير فيه التحاليل إلى ميل كبار السن إلى اتباع أنظمة وأغذية صحية فى حياتهم اليومية.
وأكد الباحثون أن النتائج المتوصل إليها تبرهن بالدليل القاطع سيطرة الأطعمة غير الصحية على الأنماط الغذائية بين الملايين حول العالم، وهو مدعاة للقلق، فضلا عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لعكس هذا الاتجاه.
وقال "إيمامورا" هناك حاجة ملحة بشكل خاص إلى التركيز على تحسين نوعية الأنظمة الغذائية المتبعة بين السكان الأكثر فقرا، وإذا لم نفعل شيئا، سيقع هؤلاء الفقراء فريسة للأمراض البدانة بصورة متزايدة، كما هو الحال فى الهند والصين وغيرها من البلدان ذات الدخل المتوسط.
