أخبار عاجلة

أزمة عقل «14»

ماذا حدث بعد أن صرح مصدر مسؤول فى مؤتمر القاهرة الدولى من أجل السلام العربى الإسرائيلى (تحالف كوبنهاجن) فى يوليو 1999 بأن الهدف منه توجيه رسالة إلى الإسرائيلية الجديدة من أجل العمل على بناء الثقة والإسراع فى المباحثات حول الوضع النهائى؟

كان من المقرر أن يلقى الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات كلمة فى الجلسة العامة للمؤتمر التى ستعقد صباح الثلاثاء تحت عنوان «مناقشة عامة حول مسيرة السلام»، بالإضافة إلى كلمات أخرى يلقيها كل من شيمون بيريز، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وميجيل موراتينوس، مبعوث السلام الأوروبى للشرق الأوسط، وفلاديمير جودييف، سفير جمهورية الاتحادية بالقاهرة، بصفته ممثلاً للدولة الثانية الراعية لعملية السلام فى المنطقة علاوة على متحدثين من حركات السلام فى وإسرائيل.

كما نشرت جريدة الأهرام أن عمرو موسى، وزير الخارجية، سيفتتح المؤتمر وسيوجه الرئيس حسنى مبارك رسالة إلى المؤتمر، وأن المؤتمر فى ختام اجتماعاته سيوجه رسالة مشتركة واضحة إلى رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك تدعوه لاستئناف عملية السلام على جميع المسارات بعد جمودها خلال فترة حكم بنيامين نتنياهو، وأن المؤتمر سيناقش من خلال خمس لجان فرعية موضوعات متابعة تنفيذ الاتفاقيات والاستيطان والعنف والتعاون الإقليمى وثقافة السلام. وقد كُلفت برئاسة لجنة «ثقافة السلام».

والمفارقة هنا أن جريدة الأهرام ذاتها نشرت خبراً فى 5/7/1999 مفاده أن السيد عمرو موسى قد صرح أمس بأن مؤتمر «تحالف قوى السلام» الذى يعقد بالقاهرة غداً ويستمر يومين هو مؤتمر لمنظمات غير حكومية تعمل فى إطار معين يمس الجو العام لعملية السلام من بعيد. وقال إنه لن يشارك فى هذا المؤتمر. وقال موسى إن الربط ما بين هذا المؤتمر ووزارة الخارجية هو تصور خاطئ من البداية وتهويل للأمور بلا داعٍ. فوزارة الخارجية شىء والمؤتمرات الأهلية شىء آخر. وليس هناك أى مبرر للخلط بين الأمور المختلفة.

ومع ذلك فإن جريدة الأهرام نشرت تصريحات لعمرو موسى فى نفس العدد الذى صرح فيه بأنه لن يشارك فى مؤتمر «تحالف قوى السلام». وأظن أن هذه التصريحات قد تلقى ضوءاً على مصير «تحالف كوبنهاجن». قال فى رده على سؤال حول الإسراع بعمليات التطبيع فى الوقت الحالى: «إنه بدون الخطوات العملية المطلوبة من إسرائيل لا تستطيع مصر أن تتحدث عن أى خطوة من خطوات التطبيع. وقال إن إعادة خطوات التطبيع تتوقف على تحريك عملية السلام». وكان عمرو موسى قد أشار فى الحديث ذاته إلى أن خطوات بناء الثقة من أجل الوصول إلى خطوة التطبيع تكمن فى تنفيذ اتفاق واى ريفر الذى وُقع ولم ينفذ وتغيير سياسة الاستيطان وإعلان الموقف فيما يتعلق بالانسحاب الشامل من سوريا والإسراع بالانسحاب من لبنان سوف يؤدى إلى بناء الثقة.

وأياً كان الأمر فقد تحدث فى الجلسة الافتتاحية رئيس المؤتمر الدكتور مصطفى خليل الذى كان رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية فى زمن اعتماد معاهدة السلام بين جمهورية مصر العربية وإسرائيل فى 26 مارس 1979 بواشنطن، ثم تحدث السفير صلاح بسيونى نيابة عن حركة السلام المصرية، ثم كلمة دانيل كيرتزر سفير الولايات المتحدة الأمريكية، ثم كلمة فلاديمير جودييف سفير جمهورية روسيا الاتحادية، ثم كلمة أرلينجهار لدنيلسن سفير الدنمارك، ثم كلمة رياض المالكى منسق الوفد الفلسطينى ووزير خارجية حكومة أبومازن الآن. أما أنا فقد كنت مكلفاً بإلقاء كلمة فى ذكرى وفاة لطفى الخولى دينامو التحالف. ونص كلمتى فى الأسبوع القادم.

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة

SputnikNews