أخبار عاجلة

لف.. وارجع تانى

أصابتنا كلمة «مؤامرة» بالصدمة فى البداية، وأقنعنا أنفسنا بأن وصف ثورة يناير بـ«المؤامرة» ما هو إلا محاولة خائبة من بقايا نظام مبارك لتبييض وجهه، واستدرار عطف زائل للرئيس الذى يلامس الآخرة، وتصورنا أن الثورة (مستمرة)، ولم نعر اهتماما لـ(كليشيهات) باهتة من عينة: إن ثوار يناير فى السجون، وإن الدستور تحدث عن ثورتين، واستقر لدينا يقين بأنه لولا ثورة يناير ما كانت ثورة يونيو، وأن من ثاروا فى يناير هم من ثاروا فى يونيو مضافا إليهم حزب الكنبة، وفلول الحزب الوطنى الكبار والصغار الذين هددت ثورة يناير مصالحهم وزجت ببعضهم إلى جوار رئيسهم وابنيه، ثم تحولت كلمة «مؤامرة» إلى وصف لا يثير إلا الضحك أو السخرية ممن يتشدقون بها، خاصة عندما نكون على علم بماضيهم المشين وحاضرهم المنفر لمن لا يعرفهم، وراهنَّا على الرئيس السيسى ومازلنا، رأيناه وطنيا، نزيها، لم يتحصل على متر أرض فى زمن النهب العام والسداح مداح، وعلمنا منه علمه بمن أرادوا أن يغسلوا ماضيهم لديه، فقلنا: نسير.

وسرنا من الدستور إلى الرئاسة، ونقترب الآن من البرلمان.

وعند البرلمان ظهر المدلول الأعمق والمعنى الكبير لكلمة «مؤامرة»، وما عليهم إلا أن يعودوا إلى ما قبل يناير حتى تنتهى المؤامرة، وعلى طريقة «لِفّ وارجع تانى»، وهى العبارة التى جاءت على لسان مبارك أو عمر سليمان، أثناء محاولة الاغتيال فى إثيوبيا، ولف موكب مبارك عائدا إلى ، وأجهضت مؤامرة الاغتيال.

يلفون الآن ويعودون وكأن ثورة يناير كانت على نظام حكم ورموز نظام فى بنجلاديش وليس فى مصر، يلفون الآن وكأن يناير كانت جملة اعتراضية، وعليهم أن يواصلوا ما كان قبلها، قوائمهم، وترتيباتهم وأموالهم المنهوبة من حق المصريين، ووجوههم الكريهة تطالعنا، بعد أن فلتوا من العقاب مرتين، مرة عندما خرجوا من السجون فرادى، انتظارا لخروج رئيسهم، ومرة بعدم عزلهم سياسيا، فيهم قيادات أمنية أشرفت على تزوير انتخابات 2010، ومتهمون فى قضايا تعذيب، ومتهمون فى موقعة الجمل، ونواب استولوا على أراض وعلى شركات قابضة فى صفقات (شَيِّلْنِى واشَيِّلَك) وأبطال فضائح ونواب جن وعفاريت، ومتعهدو أعمال بلطجة، وأمناء محافظات وأعضاء أمانات ورؤساء لجان وأعضاء لجنة سياسات (الوريث) الذى كان «لفوا وراجعين تانى»، هذه هى المعركة الحقيقية، وهؤلاء هم الأعداء الأخطر من الإخوان، فهل نرجع تانى؟

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة

SputnikNews