أخبار عاجلة

لا تكن مجرد كائن افتراضى

أحترم جدا وأؤيد أيضا كل الدعوات الكثيرة التى توالت مؤخرا، تناشد عموم الناس بالمشاركة اليوم والتصويت فى الانتخابات الرئاسية، سواء للمشير السيسى أو حمدين صباحى.. وعلى الرغم من عدم صدق بعض تلك الدعوات وأن أصحابها يريدون مشاركة الجميع ولا يعنيهم اسم المرشح الذى سينال أصواتهم.. وإحساسى بأن بعض أصحاب تلك الدعوات سيأتون بنتائج عكسية لأنهم بصراخهم يثيرون الاستياء ويجبرون الكثيرين على السخرية وعدم النزول أصلا.. واقتناعى بأن دعوات المشاركة تأخرت جدا حيث الوعى الجماعى لا يتم تشكيله فى يوم وليلة أو بمجرد إعلانات وخطب حماسية مهما كان صدقها.. إلا أننى برغم كل ذلك أتمنى صادقا ومخلصا أن تنجح الدعوة، وأن يشارك الكثيرون جدا فى انتخابات اليوم وغدا من أجل وصورتها وديمقراطيتها ومستقبلها.. لأننى بالفعل أصدق تماما أنها انتخابات حقيقية وليست مسرحية.. فسخافة كثير من الممثلين الواقفين الآن على خشبتى المسرح السياسى والإعلامى تكفى جدا لتخريب أى مسرحية لو كانت حقاً مسرحية.. وأتمنى أن يبقى بيننا عقلاء يدركون أن أهم الدروس التى ينبغى على الجميع تعلمها مما جرى خلال الأيام الكثيرة الماضية هو أن يبقى هذا الضغط الإعلامى للمشاركة قائما ودائما.. على الأقل لتدارك كل أخطاء الماضى.. فالذى احتجت اليوم لمشاركته فى انتخابات رئاسية لم يسبق لك الالتفات إليه فى أى انتخابات لبرلمان أو نقابة أو حتى ناد رياضى.. ولم يسبق لك أن انزعجت من أجيال جديدة لم تتم دعوتها أبدا بمثل هذا الإلحاح للتصويت فى أى انتخابات أو المشاركة فى أى لقاءات عامة تبحث الحقوق وتعيد توزيعها.. حتى بات الغياب وعدم الاكتراث هما القاعدة وليسا الاستثناء.. وإذا كان الجميع يتحدثون الآن عن مقاطعة البعض لانتخابات اليوم رفضا واحتجاجا.. فالمشكلة ليست فى هؤلاء المقاطعين الذين يتخيل معظمهم أن المقاطعة وجاهة وثقافة وموقف سياسى نبيل، بينما هى فى الحقيقة إصرار غبى على الهزيمة والانسحاب حتى قبل أن تدق طبول الحرب.. إنما المشكلة الحقيقية هى ثقافة مجتمع.

SputnikNews