أخبار عاجلة

قبل اقتراع اليوم.. تعرّف على «شادى المنيعى»

قصة حياة «شادى المنيعى» وقصة مقتله تلخصان المعنى الحقيقى للاقتراع الرئاسى اليوم وغداً.

إن كنتَ لا تعرفه فهو زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس»، ويُعتقد أنه تولى قيادته فى أعقاب مقتل زعيمه السابق فى مارس الماضى. قُتل «المنيعى» منذ أيام فى سيناء فى عملية قال المتحدث العسكرى إن الجيش نفذها، وإنها «أدت إلى مقتل ستة من العناصر شديدة الخطورة».

تنظيم أنصار بيت المقدس أعلن مسؤوليته فى السابق عن تفجير مديريتى القاهرة والدقهلية، هو أيضاً تبنى عملية تفجير الحافلة السياحية فى طابا فى فبراير الماضى، وهى العملية التى فزَّعت السائحين، وأدت إلى تراجع السياحة فى جنوب سيناء بصورة غير مسبوقة.

تنظيم أنصار بيت المقدس، إذاً، هو رأس الحربة فى موجة العنف المسلح التى تشهدها . فى يوم 10 مايو الماضى أحالت السلطات القضائية 200 ممن يُعتقد أنهم من أنصار هذا التنظيم إلى محكمة الجنايات. العدد كبير. لو صح أن هؤلاء ينتسبون فعلاً لتلك الجماعة شديدة التطرف فإن هذا ينذر بشر مستطير.لا يحتاج الأمر سوى لخمسمائة شاب مستعدين للموت لكى تشتعل مصر.

قصة «شادى المنيعى» تكشف حجم وطبيعة التهديد القادم من سيناء. «المنيعى» من مواليد 1988، وينتمى لقبيلة السواركة، وهى من أهم القبائل فى شمال سيناء، ولها تواجد فى غزة أيضاً. كان والد «المنيعى» من المقاتلين مع منظمة التحرير الفلسطينية، وكان «المنيعى» نفسه قيادياً فى «التوحيد والجهاد» الذى نفذ هجمات شرم الشيخ فى 2006. هو فرَّ من السجن فى معمعة انتفاضة 2011 وأسس تنظيم «أنصار بيت المقدس» مع آخرين.

«المنيعى» يجسد هذا التلاقى المزعج بين غزة وشبه جزيرة سيناء. القطاع كان شريان الإمداد الرئيسى للفوضى والعنف فى سيناء. القادمون من غزة امتزجوا بالسلفية الجهادية السيناوية.

النتيجة هى جماعات العنف التكفيرية التى نواجهها الآن. تاريخ هروب «المنيعى» من السجن بالغ الدلالة. 2011 كانت بالفعل نقطة فاصلة فى مسار العنف فى سيناء. إنها النقطة التى اتخذ عندها العنف صورة التمرد المسلح. نعم! ما يواجهه الجيش فى سيناء خلال الشهور الماضية هو تمرد مسلح. لا يمكن وصفه سوى بهذا.

الطريقة التى قُتل بها «المنيعى» تشير أيضاً إلى التعقيدات الكبرى التى تكتنف مواجهة هذا التهديد. من الواضح أن القبائل، وبمعاونة الجيش، هى التى قامت بتصفية «المنيعى».

وكيل جهاز أمن الدولة السابق العميد خالد عكاشة أكد أن قتله جاء فى «عملية مشتركة تمثل تعاوناً بين الأمن وقبائل سيناء». إنها، كما يبدو، معركة ممتدة ومعقدة لن تُحسم فى شهور.

الخبر الجيد أن «المنيعى» قُتل. هو خبر جيد لأنه يعكس أن القوات المسلحة امتلكت المبادرة. لم تعد فى موقع الدفاع كما كانت لسنوات. لابد أن يستمر هذا ويتعزز. الخبر السيئ أن مقتل «المنيعى» ليس نهاية المطاف. نخدع أنفسنا إن اعتقدنا أن العنف الجهادى ليس له مؤيدون ومناصرون فى مصر. نخدع أنفسنا إن ظننا أنه سحابة صيف عابرة، أو هبَّة وقتية ستخبو.

استطلاع مركز «بيو» الأخير، والذى أُجرى على عينة عشوائية من ألف مصرى فى إبريل الماضى، يشير إلى أن 38% من المصريين مازالوا ينظرون للإخوان المسلمين بإيجابية. بصرف النظر عن دقة هذا من عدمه، فهو يعكس واقعاً. سوف يظل بمقدور الجهاديين العثور على عناصر جاهزة للتجنيد من بين الشباب الذين ما زالوا يناصرون الإخوان أو يتعاطفون مع قضيتهم. جمهور الإخوان لن «يتبخر» كما تدَّعى بعض المنابر الإعلامية فى مصر. للأسف، بعض من هذا الجمهور سينحو منحى أكثر تطرفاً.

اقتراع اليوم هو، فى معناه الحقيقى، تصويت بالموافقة على الاستمرار فى مواجهة الجهاديين والتكفيريين، وحصار وتحجيم الإخوان المسلمين. تصويت على عدم التراجع أمام العنف. تصويت بالثقة فيما يقوم به الجيش فى سيناء، وما تقوم به الشرطة فى مدن مصر.

ينبغى أن يوجِّه جمهور المصريين رسالة واضحة بأن فى مصر كتلة كبيرة وصلبة ترفض أن تنتشر الأعلام السود فى شوارعها يوماً. ترفض أن يكون لشادى المنيعى مكان بيننا.

gamalx@yahoo.com

SputnikNews