أخبار عاجلة

بطاطس في ألمانيا.. «مكسب» للمشتري و«مرارة» للفلاح

نشر موقع «دويتشه فيله» الألماني تقريرًا، الأحد، تحت عنوان «البطاطس المصرية في بافاريا بين ترحيب المشترين ورفض المزارعين»، كاتبًا: «اشتعلت المنافسة بين البطاطس المصرية والبطاطس الألمانية في أسواق بافاريا، حيث يفضل الزبائن الألمان شراء البطاطس الطازجة المستوردة من على البطاطس البافارية، التي تخضع في بعض الحالات للتخزين عدة شهور قبل عرضها للبيع».

ويشير «دويتشه فيله» إلى أنه «في سلسلة متاجر (ألدى وليدل) الشهيرتين في ألمانيا، تتوفر البطاطس المصرية على مدار السنة إلى جانب البطاطس المنتجة محليًا، ورغم أن سعر البطاطس المصرية أعلى قليلا من سعر البطاطس الألمانية، إلا أن الزبائن الألمان يفضلون البطاطس المصرية في بعض أوقات السنة بسبب أنها طازجة، خاصة في مارس وأبريل عندما تكون الريادة فيهما للبطاطس المصرية».

وأرجع «ريادة البطاطس المصرية» إلى أن «دورة حصادها في مصر في ديسمبر وفبراير من كل عام»، مضيفًا: «يتم تصدير أغلبها للخارج، ومن جهة أخرى يصل حجم التصدير السنوي المصري من البطاطس حوالي 350 ألف طن، يذهب منها إلى الأسواق الأوروبية ما بين 200 و250 ألف طن، وتحتل ألمانيا المركز الثاني في الاستيراد من مصر بعد بريطانيا بنسبة تصل إلى 33.6% وبما قيمته 24.23 مليون دولار سنويًا».

وقبل نهاية عام 2013، ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن إنتاج محصول البطاطس في مصر بلغ نحو 4.76 مليون طن عام 2011/ 2012 مقـابـل 4.34 مليون طن العام السابق بنسبة زيادة 9.7%.

في السياق نفسه، نقل رد فعل اتحاد المزارعين الألمان، لافتًا إلى أنه «لا يرحب في إقليم بافاريا بسياسة استيراد البطاطس من الخارج ،لأنه وفق المسؤولين في الاتحاد يتسبب في ركود الإنتاج البافاري من البطاطس وخسارة الفلاحين البافاريين».

فلاحو ألمانيا «البافاريين» لم يعجبهم قرار متاجر «ألدى وليدل»، المتعلق باستيراد البطاطس المصرية، وخرجوا في مظاهرة أمام تلك المتاجر في ميونيخ، حيث ملأوا شاحناتهم الزراعية بمحصول البطاطس ووزعوه كهدايا مجانية على الزبائن.

أحد المزارعين، يدعى برنارد رولي، قال لـ«دويتشه فيله» إن «سياسة استيراد البطاطس من مصر ودول أخرى كقبرص وإسرائيل وأسبانيا تضر بآلاف الأطنان من البطاطس المحفوظة في مخازننا ولا نستطيع تسويقها».

وضرب مثلًا بما حدث، عام 2012، حيث كانت المخازن ممتلئة وفي فبراير 2013 «كان يجب علينا التخلص من ملايين الكيلو جرامات من البطاطس، لآن متاجر ألدى وليدل لم ترغب في شراء بطاطس مخزنة وفضلت الاستيراد، ووصل جملة ما تخلصنا منه في ذلك الوقت حوالي 10 مليون جوال بطاطس تم بيعها إما لمصانع البيوجاز أو كعلف للمواشي»، حسب قوله.

ويتساءل المزارع الألماني: «ألا يشكل ذلك فضيحة للمجتمع؟ ففي الوقت، الذي يحتدم فيه النقاش في ألمانيا حول مشكلة تضخم نفايات الطعام نقوم نحن بإرسال آلاف الأطنان إلى النفايات».

موقع «دويتشه فيله» تابع الأمر في متجر «ليدل» بمنطقة «أوبنج» في ميونيخ، مشيرًا إلى أن البطاطس المصرية تحتل مكانها بجوار البطاطس الألمانية والأسبانية، وسأل المشرف على المكان: «لماذا تقومون بعرض البطاطس المصرية هنا؟»، فقال إن «زبائننا يفضلون البطاطس الطازجة لذلك فنحن نستوردها من مصر».

وترغب رابطة مزارعي البطاطس البافارية في وضع سياسة جديدة تتعلق باستيراد البطاطس من الخارج بالنظر إلى نمو إنتاج البطاطس في بافاريا، والذي وصل العام الماضي إلى نمو بمقدار 10%، وفي هذا السياق يقول أحد مزارعي البطاطس البافاريين إنه «في الوقت الحالي توجد 3000 مزرعة بطاطس في بافاريا تحتل مساحة 8400 هكتار وتنتج 145000 طن بطاطس من نوع (البيو أي المزروع بأسمدة عضوية)».

ويضيف: «نحن لسنا بحاجة إلي البطاطس المستوردة»، فيما يقول برنارد رولي، مزارع البطاطس البافاري: «طن البطاطس العضوية يكلفنا حوالي 200 يورو، والمحصول المتوفر من العام الماضي مازال محفوظًا بكميات كبيرة ولا ندري ماذا نفعل به؟».

Ägyptische Kartoffeln

ويرى مزارع آخر أن «السوق التنافسية للبطاطس في ألمانيا لابد وأن يعاد النظر فيها بشكل كامل، فمثلا يتم استيراد البطاطس من قبل مقاطعات الشمال الألماني ثم بعد ذلك يتم بيعها في أسواق ولاية بافاريا الجنوبية، التي تنتج البطاطس بكميات وفيرة».

يشعر الفلاحون البافاريون تجاه سياسة استيراد البطاطس بمرارة ولسان حالهم يتساءل: «لماذا أحجمت متاجر ألدى وليدل عن شراء محصول بطاطس العام الماضي وفضلت الاستيراد من دول الشرق الأوسط»، والإجابة ببساطة يوضحها المتحدث الإعلامي، باسم متاجر «ألدى»، الذي قال إن «إدارة الاستيراد في المتاجر تُرجع الأمر إلى السياسة المتعلقة بالجودة».

Ägyptische Kartoffeln

لكن المزارع برنارد رويل يقول إن «بضاعتنا جيدة حتى المخزن منها كذلك، لكن سياسة عرضها في المتاجر تقوم بها شركات وسيطة مهمتها تصنيف البطاطس وغسلها وتغليفها وفق متطلبات السوق الألمانية، وليس لنا في ذلك دور، فبغض النظر عن الجودة فمخالفة شكل التغليف أو حجم البطاطس يجعل تلك المتاجر تحجم عن شراء محصولنا، ورغم ذلك فالبطاطس العضوية البافارية يتم بيع 50% منها إلى المحلات الرخيصة».

ويقول المزارع كونراد تسولر إن «البطاطس المحلية وتحديدًا البافارية هي ذات طعم ومذاق جيد مقارنة بالبطاطس المصرية وبطاطس الشرق الأوسط بصفة عامة، فبطاطس الشرق الأوسط لا تأخذ حقها من المياه الكافية أثناء فترة زراعتها».

ويضيف: «البطاطس عندنا تظل في التربة مدة 6 شهور حتى يتم اكتمالها التام من الناحية الفسيولوجية، وحتى يكتمل بناء المعادن والفيتامينات المتعددة فيها».

ويشير «دويتشه فيله» إلى أن المزارعين البافاريين يحاولون تشجيع المستهلكين علي شراء البطاطس البافارية بوضعها في أكياس تحمل الشعارات البافارية، التي ترمز إلى الجودة، حيث أن المحاصيل البافارية تتمتع بالسمعة الطيبة في كل أنحاء العالم.

Ägyptische Kartoffeln

SputnikNews